أكد الجيش الأميركي أن طائرة أميركية مقاتلة تحطمت في ليبيا وتم إنقاذ ملاحيها وهما وفقاً لما كشفه المتحدث باسم قيادة القوات الأمريكية في أفريقيا، كينيث فيدلر.وقال فيدلر إن الطائرة المقاتلة، وهي من طراز "إف 15 إي"، أو "سترايك إيغل"، انطلقت من قاعدة في أوروبا، مشيراً إلى أن الطيارين قذفا بنفسهما بسلام من الطائرة قبل تحطمها، وأنه تم إنقاذ الطيار فيما البحث مازال جاريا عن الضابط المسؤول عن الأسلحة في الطائرة. وأشار إلى أن السبب الأولي لتحطم الطائرة، الذي حدث الليلة الماضية في اليوم الثالث للهجمات التي تقودها قوات دولية على ليبيا، هو أنها لم تسقط بنيران معادية. وأوضح الجيش الأميركي أن الملاحين قذفا بنفسهما بعدما أظهرت أجهزة الملاحة خلالاً، أثناء تحلقها شمال شرقي ليبيا، موضحاً أن تحقيقاً فتح في الحادث. وفي وقت لاحق أكد الجيش الأميركي أن ملاحي الطائرة "بخير" وأنهما آمنين. وكانت الصواريخ والطائرات المقاتلة قد اخترقت ليل طرابلس قبل ساعات من بزوغ الفجر، حيث تم إطلاق نحو 20 صاروخاً من طراز توماهوك خلال ساعات الليل، ليرتفع إجمالي عدد الصواريخ التي تم إطلاقها من هذا الطراز إلى 159 صاروخاً. ونفذت الهجمات الصاروخية كل من الولاياتالمتحدة الأميركية وبريطانيا، وذلك منذ انطلقت عملية "فجر الأوذيسة" السبت الماضي، والتي تتضمن فرض منطقة حظر جوي على ليبيا بموجب قرار مجلس الأمن الدولي المدعوم من الجامعة العربية. مقتل العشرات في مصراته في الاثناء أكدت مصادر الثوار مقتل 40 من سكان مدينة مصراته في الشرق برصاص قوات موالية للقذافي وتجدد القصف صباح الثلاثاء. وقال أحد سكان مدينة مصراتة يوم الثلاثاء إن قوات الزعيم الليبي معمر القذافي تقصف المدينة الواقعة بغرب ليبيا مضيفا أن الضحايا بينهم أربعة أطفال قتلوا عندما قصفت السيارة التي كانوا يركبونها. وتابع الشاهد "الوضع هناك سيء للغاية. بدأت الدبابات تقصف البلدة هذا الصباح." واستطرد "يشارك قناصة في العملية أيضا. دمرت سيارة مدنية مما أسفر عن مقتل أربعة أطفال كانوا بها أكبرهم يبلغ من العمر 13 عاما." وفي اليوم الثالث من العملية الدولية لفرض حظر جوي وشل القوات الليبية بهدف وقف تقدمها نحو المدن التي يسيطر عليها الثوار، ظهرت انقسامات في صفوف الائتلاف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدةوفرنسا وبريطانيا. وأفاد شهود أن القصف أصاب مساء الاثنين قاعدة بوستة البحرية على بعد عشرة كيلومترات شرق طرابلس، وشوهدت ألسنة النار تندلع منها. تراجع قوات القذافي في الشرق وفي الشرق، تراجعت القوات الحكومية الليبية التي هاجمت بنغازي صباح السبت الى اجدابيا الاثنين، على بعد 160 كلم جنوب بنغازي. وأكد مراسلو فرانس برس ان القوات الموالية للنظام لم توقف القتال. وكانت عشرات الدبابات التي دمرتها الضربات الجوية جاثمة على طول الطريق بين المدينتين. وفرق قصف المدفعية الثقيلة للقوات المتمركزة في اجدابيا المئات من الثوار الذين احتشدوا لاستعادة المدينة. وفي جنوب غرب طرابلس، قال سكان إن القوات الموالية للقذافي تشن منذ ثلاثة أيام قصفا عنيفا على منطقة الجبل الغربي وخصوصا مدينتي الزنتان ويفرن. ويسيطر الثوار على المدينتين. وأعلن دبلوماسي في مقر الأممالمتحدة في نيويورك الاثنين أن مجلس الامن سيعقد الخميس اجتماعا لبحث اخر التطورات في ليبيا. أوباما: على القذافي أن يرحل وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد أكد الاثنين ان موقف الولاياتالمتحدة يتمثل في ضرورة رحيل الزعيم الليبي معمر القذافي من السلطة، وانها ستبقى ملتزمة بالتفويض الذي حدده قرار الأممالمتحدة رقم 1973 في تحركها العسكري في ليبيا. وقبل ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية ان الهدف النهائي للولايات المتحدة وحلفائها هو رحيل الزعيم الليبي معمر القذافي. وعزز الاتحاد الاوروبي الاثنين عقوباته على نظام القذافي معلنا استعداده لايصال المساعدات الإنسانية، من دون أن ينجح في التغلب على الانقسامات داخله. وبرزت خلافات حتى بين الدول الاوروبية المشاركة في الائتلاف الدولي وهي فرنسا وبريطانيا وايطاليا وبلجيكا والدنمارك واليونان واسبانيا. مواقف الحلفاء متباينة وقال وزير خارجية إيطاليا فرانكو فراتيني "لا ينبغي أن نشن حربا على ليبيا" وإنما تطبيق قرار الأممالمتحدة. وطلب رئيس الوزراء الايطالي سلفيو برلوسكوني مساء الاثنين أن يتولى حلف شمال الأطلسي قيادة عمليات الائتلاف في ليبيا، "وان تجري عملية التنسيق بصورة مختلفة عما هي عليه الان". وقال برلوسكوني ان الطائرات الإيطالية "لا تطلق النار ولن تطلق النار" وستكتفي بطلعات الدورية لتطبيق "منطقة الحظر الجوي" التي اقرتها الأممالمتحدة. ولكن طيارين إيطاليين أكدوا صباحا أنهم استهدفوا وبنجاح بطاريات مضادة للطيران لقوات القذافي في بنغازي. وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما الاثنين في سانتياغو إن "حلف شمال الأطلسي سيقوم بدور" في المرحلة العسكرية الجديدة التي ستبدا "خلال ايام وليس اسابيع". بدوره تحدث رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عن نقل مسؤولية العملية العسكرية الدولية الجارية في ليبيا "الى الحلف الأطلسي في الوقت المناسب"، موضحا ان الائتلاف يعمل الان "بقيادة أميركية بنية نقل مسؤولية مهمته الى الحلف الأطلسي". الناتو مستعد لتقديم الدعم في الأيام القادمة وصرح وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه في ختام اجتماع للاتحاد الاوروبي ان "الحلف الأطلسي مستعد لدعم الائتلاف في غضون أيام" في ما بدا وكانه دور مكمل للحلف وليس مركزيا. وتبدي فرنسا ترددا في الموضوع خشية ان تمتنع الدول العربية عن الانخراط في تحرك يقوده الحلف الأطلسي، لا بل حتى ان تندد به. وعلقت النروج مشاركة طائراتها الستة التي ارسلت الى البحر المتوسط الاثنين في العملية العسكرية في ليبيا الى حين الاتفاق بشان قيادة العمليات. وقالت وزيرة خارجيتها غريتي فاريمو "المشاركة في العملية تنتظر اوامر جديدة وتفترض وضع نظام للقيادة. هذا سيستغرق عدة ايام". وقال رئيس وزراء إسبانيا خوسيه لويس ثاباتيرو إن البرلمان سيوافق الثلاثاء على المشاركة في العمليات العسكرية لمدة شهر على الاقل. موسى: العرب يحترمون قرار مجلس الامن والاثنين، أكد الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أن العرب "يحترمون قرار مجلس الامن الدولي" الخاص بليبيا موضحا ان هدف الجامعة العربية هو "حماية المدنيين في ليبيا". وقال موسى إنه أسيء فهم تصريحاته التي أدلى بها الأحد وقال فيها ان "ما حدث يختلف عن الهدف من الحظر الجوي الذي كنا نريد منه حماية المدنيين وليس قصف مدنيين اضافيين". وكان الغربيون يأملون مشاركة عربية في الائتلاف والعمليات العسكرية. ولكن قطر هي البلد الوحيد المشارك فيها، في حين أعلنت الامارات العربية المتحدة أن دورها سيقتصر على المساعدات الإنسانية. روسيا تنتقد وانتقد رئيس وزراء روسيا فلاديمير بوتين قرار الأممالمتحدة الذي يسمح بالقيام بعمل عسكري ضد ليبيا وقال ان نصه تعتريه العيوب ويشبه "دعوة من العصور الوسطى لحملة صليبية". ولكن الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف وصف تصريح بوتين بانه "غير مقبول". وقال مدفيديف "من غير المقبول تحت اي ظرف من الظروف استخدام عبارات يمكن ان تقود الى صدام بين الحضارات، مثل عبارة +حملة صليبية+ او غيرها". وانتقد رئيس زيمبابوي روبرت موغابي الغرب الذي قال انه "يتصرف بالطريقة المنافقة نفسها كما عهدناه". وانتقدت الغابون العضو غير الدائم في مجلس الامن الضربات العسكرية معربة عن قلقها بشأن وحدة اراضي ليبيا، وطالبت بإعلان وقف لاطلاق النار. واستقبل مدير مكتب وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه عضو المجلس الوطني الليبي الانتقالي علي زيدان الذي عبر عن شكره "باسم المجلس الوطني الانتقالي والشعب الليبي للقرار الشجاع الذي اتخذه الرئيس نيكولا ساركوزي والحكومة الفرنسية" بشن ضربات ضد نظام القذافي الذي يتولى الحكم منذ 42 عاما. وشهدت ليبيا في منتصف شباط/فبراير انتفاضة شعبية تعرضت لقمع دام على ايدي قوات القذافي اسفر عنها مئات القتلى، ونزوح نحو 300 الف شخص. وادى بدء العمليات العسكرية الى ارتفاع اسعار النفط الاثنين في اسيا وصولا الى نيويورك مع توقع ان تستمر الازمة الليبية طويلا. (وكالات)