ويستمر الفصل الثاني في الرواية الأدبية الإبداعية الخيالية المحضة، في الجزيرة العجيبة الغريبة الأعجوبة المعزولة حيث الناس يتابعون عن كتب كل ما يجري في المشارق و المغارب، و كل تطابق أو تشابه مع بلد أو أشخاص أو شيء من الأشياء مجرد صدفة و شكرا للجميع. أيها القراء الشرفاء، معذرة و لكن الحق حق وجب قوله. الجماهير الشريفة واضحة في الحديث عن مصر: "مصر أم الدنيا. نعم أم الدنيا عن جدارة و استحقاق. إذا سقطت مصر سقطنا جميعا. المؤامرة كبيرة. مواجهة المؤامرة الشريرة لن تتأتى إلا بمؤامرة مضادة سلمية ذكية و لكن صارمة لأن الشرعية الديمقراطية موضوعة على عاتق الرئيس محمد مرسي. "ليسقط يسقط أوباما"، أهذا كلام؟ لا. هذا ليس كلاما...، لأن أوباما رئيس شرعي انتخب ديمقراطيا. "ليسقط يسقط مرسي"، أهذا كلام؟ لا. هذا ليس كلاما...، لأن مرسي رئيس شرعي انتخب ديمقراطيا. خالد عبد الله. يا سلام. جيش عرمرم لوحده. جيش سلمي سليم ديمقراطي موضوعي، كلامه قوي بالحجة و البرهان و أشد على خصوم الديمقراطية من كل المدافع و الرصاص و القنابل الفتاكة الغادرة غير السلمية. و الرأي هو أن من لا يشاهد البرنامج الإخباري اليومي لخالد عبد الله إما جاهل أو غائب أو غافل. مصر كلها إعلام. قنوات تكاد لا تحصى و لكن الأخبار هي أخبار برنامج خالد عبد الله على قناة الناس. القناة التي تدخلك للجنة. أما قناة الجزيرة فلقد تضعضع و تقهقر مشاهدوها من 54 مليون مشاهد إلى 6 ملايين فقط...و هذه ليست مفاجئة، فلقد سبق و أن جاء في كتاب "المؤامرة السلمية ضد التخلف" بأن مصير هذه القناة سيكون في أسفل سافلين لأنها لا تتعامل بموضوعية، و كان ذلك في فقرة أو فقرات (- مؤرخة في عام الحرب و الحصار الخبيث على غزة من طرف الصهاينة و النظام البائد في مصر-) همّت بتحليل ما جاء من سوء من طرف قناة الجزيرة في ما يتعلق بقضية وطنية معروفة...، و كذلك في ما يتعلق بغزة، حيث قدمت القناة بعض الأطفال في غزة و هم يلعبون و يتراشقون بالطماطم في وقت كان الحصار على أشده حيث كانت المجاعة قد استقرت بقطاع غزة... انتهت إذن قناة الجزيرة. ماذا يحدث في مصر الآن؟ المسألة غاية الوضوح. يقول راغب السرجاني -ما معناه- أن هناك، بالتبسيط، ثلاث تيارات: 1- الإسلاميون بكل طوائفهم الذين يريدون إقامة شرع الله منذ زمان و ليس منذ ثورة 25 يناير، فيهم طوائف يختلفون في طريقة التنفيذ و التطبيق فقط... و لكنهم كلهم إسلاميون... 2- العلمانيون الذين يريدون فصل الدين عن السياسة و إقامة الهوى الفردي... الإسلاميون و العلمانيون تياران متوازيان لا و لن يلتقيان إلى أن تقوم الساعة و هذا معلوم و من قضاء الله. و لكن يمكن للإسلاميين و العلمانيين أن يتعايشا في إطار مجتمع واحد. 3- الفاسدون الذين لا يمكنهم العيش سوى في ضل الفساد... و هذا هو الخطر الذي يتهدد مصر الآن...لأن الفاسدين يستعملون الأموال التي نهبوها على مدى عقود طويلة من الفساد لإثارة الفتنة و زعزعة استقرار البلد من أجل الانقلاب على الشرعية. فهم إذا ضد العلمانيين و ضد الإسلاميين و لا حليف لهم سوى الفساد و كل ما هو فاسد." سيداتي سادتي، إليكم أفكار الجماهير الشعبية و هي أفكار غاية الموضوعية: "1- مرسي يريد استقرار البلد، فهو لا يحشد أتباعه لاحتلال ميدان التحرير كما أنه أصدر أوامره لقوات الأمن لمعاملة المتظاهرين بلطف. الشيخ محمد عبد المقصود لوحده... يقدر على حشد الكثير... و لكنه لا يدعو سوى إلى حماية شرعية الرئيس و شرعية الصناديق و الديمقراطية... 2- شخص يقال أنه في أمريكا يسمى "متعالي متنكر لبني جلدته"...، أو شيء من هذا القبيل، نعت الرئيس مرسي بالديكتاتور!؟ ما هذا...؟ مع أن هذا الشخص الذي يقال أنه في أمريكا يسمى "متعالي متنكر لبني جلدته" كان يخاف من "شقيف"...سقط القناع إذا و الحمد لله، و افتضح أمر عملاء السوء و الشر. 3- يقول الفاسدون و من معهم أنهم كثر، فلما يخافون من الصندوق...؟ 4- الدولة تتجه نحو استقرار البلد و هذا يرعب بعض العلمانيين الذين يتاجرون في قضايا بني جلدتهم مثل الشخص الذي يقال أنه في أمريكا يسمى "متعالي متنكر لبني جلدته"...، لأن هذا الأخير يعلم أن الرئيس مرسي شريف و كفء و صادق يستطيع إنقاذ شعب مصر الفقير لو استقرت الأحوال، و ذلك بقطع الطريق على الفاسدين و على الذين يبايعون ذلك التيار في الغرب الذي لا يريد أن تتقدم مصر و تصبح دولة منتجة و مستقلة. 5- ماذا يريد الفاسدون الداعون إلى الفوضى و إلى الانقلاب على الشرعية ؟ إعلان الجهاد من طرف الحكام الشرعيين أم ماذا بالضبط ؟ ...فليكن الأمر واضحا، الفوضى ستكون، إذا قدر، في آخر المطاف في صالح الإسلام بشكل ممتاز، و الاستقرار أيضا في صالح الإسلام بالطبع و هذا شيء بديهي بما أن تطبيق الديمقراطية أعطت الشرعية للإسلاميين، و لكن الفوضى، إذا قدر، ستنهي وجود العملاء بطريقة خشنة و ليس بطريقة سلسة و بالتدرج السلمي في ضل الاستقرار و الشرعية الديمقراطية التي جاءت بالرجل الصادق محمد مرسي إلى الحكم. الشعب المصري انتخب رئيسه و على هذا الشعب اليوم أن يستحق رئيسه... 6- بعض الإسلاميين لن يصوتوا على الدستور...لماذا...؟ هذا سرّ...المهم أن هذا أيضا يصب في صالح الإسلاميين. الإسلام سينتصر لأن هذه إرادة الأغلبية في مصر و هي الأغلبية الساحقة لأن الصامتين سينطقون...اليوم أو غدا...لا يهم...فإذا أراد الغرب عبر عملائه الأذلاء إسقاط الشرعية الديمقراطية في مصر، لا بأس، فليحكموا بعملائهم الأذلاء و بالحديد و النار، و لكن هذا سيزيد الإسلام قوة في مصر لأن السخط سيتضاعف أضعافا مضاعفة أكثر بكثير مما كان عليه الحال تحت نظام "مبارك"، و سيكون حينئذ الاكتساح الإسلامي الكامل، و ستكون القومة، الزحف...في مشارق الأرض و مغاربها...، دون أي اعتبار للديمقراطية التي ستكون قد سقطت نهائيا و كلية في الأذهان و في العقول و في القلوب أيضا. و ما يجري الآن في مصر ينح في اتجاه فضح "أكذوبة" الديمقراطية، و الله أعلم... فمن المستحسن إذا أن تنقذ الديمقراطية ديمقراطيتها و أن لا تنقض العهد ما دام الإسلاميون يقبلون بقوانين اللعبة الديمقراطية رغبة منهم في السلم و السلام و التعايش في إطار التعددية مع العدل و العدالة الاجتماعية بالاحتكام لصناديق الاقتراع. 7- الكيان الصهيوني في تراجع و هذا شيء يرعبه، و تقبّل حكم الصندوق في شأن الدستور سيجعل هذا الكيان يتنفس شيئا ما لأن الديمقراطية دائما في صالحه...و لكن المآل هو هو لن يتغير أبدا: نهاية الكيان الصهيوني في المنبع...و المفاجآت السياسية العظمى في الطريق... 8- في ميدان التحرير، البلطجية المستأجرة من طرف رموز الفساد و عملاء الشر تهتف "أهلا بالفلول" و تطالب بعودة أصحاب "مبارك" إلى الميدان...فما الفرق إذا بين الديمقراطية و الدكتاتورية...؟ الحل هو الإسلام يا ناس، ولو في إطار الديمقراطية، و النصر صبر ساعة. خاتمة: للثورة شعب يحميها...خطأ! للثورة رب يحميها: الله جل في علاه الواحد الأحد." يتمنى راوي الرواية الأدبية الإبداعية الخيالية المحضة أن تكون هذه الأفكار نافعة من أجل الاستقرار في الأوطان...