وأخيرا، أعلن المستشار فاروق سلطان انتخاب مرشح الثورة محمد مرسي رئيسا لجمهورية ما بعد مبارك أو جمهورية «مصر الثانية»، جاء ذلك بعد أن حبست كل محافظات مصر ومعها مختلف الأقطار العربية أنفاسها، انتظارا للحظة الحسم التي تأخرت بيومين وقرابة نصف ساعة أول أمس.. وشكل انتخاب مرسي رئيسا جديدا لكل مصر لحظة تاريخية بعد إسقاط «الفرعون» الذي عات في الأرض فسادا، وتعالت أصوات التكبير فرحا وعمت البهجة كل ربوع البلاد واصطف مئات الآلاف من المصريين بميدان التحرير وميادين أخرى عبر ربوع الجمهورية احتفاء بنصر عظيم لم تشهده مصر منذ زمان. ولقد ذهل المصريون على مدى الأشهر القليلة الماضية، بسبب سيل الخلافات الدستورية والصراعات القانونية والأحكام القضائية التي اعتبرها محللون بمثابة «انقلاب ناعم» على الشرعية الشعبية والثورية.. مما زكى مخاوف من الوجهة التي باتت تأخذها الثورة المصرية. فهل فوز مرشح الثورة على الفريق أحمد شفيق مرشح النظام السابق و»العسكر» انتصار على الثورة المضادة التي ظلت تهدد مصر؟ ويتفق فاعلون ومحللون، على أن يوم الأحد 24 يونيو يعد لحظة مفصلية في تاريخ الشعوب كافة لما للحدث من انعكاسات على الشرق الأوسط والمنطقة بأكملها، فضلا عن ما يعنيه ذلك للأمة من بداية انعتاقها من نفق الظلم والاستبداد الذي حكمها لعقود طويلة بفعل أنظمة فاسدة. فما هي دلالات انتخاب أول رئيس إسلامي على رأس جمهورية مصر؟ وما انعكاسات ذلك على دول المنطقة والمحيط؟ نهاية مرحلة الشك ! بعد ست أيام من التظاهرات المليونية التي دعا إليها شباب 6 أبريل وشارك فيها الإخوان المسلمون والسلفيون وقوى ثورية أخرى، احتجاجا على إجراءات المجلس العسكري الأخيرة، تنفس الميدان أول أمس الصعداء وعمت أجواء الفرح كافة الميادين الأخرى، وتعالت صيحات التكبير ممزوجة بدموع الانتصار «العظيم» على الثورة المضادة التي تهدد ثورة ال25 يناير. وبناء على ما بثته الكاميرات يبدو أن الفرحة لم تعم ميدان التحرير منذ تنحي الرئيس المخلوع حسني مبارك، غير أن أهازيج الفرح لم تخلو من الاستمرار في رفض الإعلان الدستوري المكمل وقرار حل مجلس الشعب الذي انتخبه المصريون، فالمتظاهرون أعلنوا استمرارهم في الاعتصام إلى حين إرجاع الصلاحيات كاملة للرئيس التي يريد المجلس العسكري «تقزيمها»، في الوقت الذي اعتبر متظاهرون أنهم استطاعوا كبح «الانقلاب الناعم» الذي سعى إليه «العسكر».. ويؤكد متتبعون للشأن المصري، أن التطورات الأخيرة طرحت تساؤلات حول ما كان يدبر في الكواليس قبل أن يفشل المخطط بإعلان محمد مرسي رئيسا لمصر؛ ويعكس ذلك أنه في سابقة من نوعها في تاريخ المحكمة الدستورية حددت جلسة عاجلة وأصدرت قرار حل مجلس الشعب من الجلسة الأولى رغم أن المحكمة استغرقت حوالي سنتين لإصدار أحكام مشابهة سنة 1987 و1990، فضلا عن الخلط في منطوق الحكم وبين حيثياته، فالحكم ينص على بطلان بعضد مواد قانون الانتخابات الخاصة بانتخاب ثلث مقاعد البرلمان، إلا أن حيثياته بدون سبب أصرت على بطلان الكل وأكدت أنه أصبح غير موجود بقوة القانون. وتعليقا على انتخاب الرئيس الجديد، قال راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة التونسية، في تصريح ل»التجديد»، إن ما وقع هو انتصار على الثورة المضادة التي مثلها المنافس الفريق أحمد شفيق، وانتصار لكل ثورات الربيع العربي، مضيفا أن ما حصل يمثل أيضا خيبة أمل لخيار الثورة المضادة ليس في مصر وحدها وإنما في كل المنطقة لأن أصناف شفيق موجودين في بلدان الثورة بأكملها، وفضلا عن ذلك، أشار المتحدث، أن الانتصار يشكل دعما معنويا وسياسيا كبيرا لطلائع التغيير والتحرر في المنطقة كما سينعكس تأثيره على علاقات الأمة بدول الإقليم. من جانبه، أكد تاج الدين الحسيني المحلل السياسي المغربي، أن انتخاب مرسي منعطف مهم في الحياة المصرية خاصة أنها وضعت نهاية لحكم «العسكر» الذي سيطر على كرسي الرئاسة منذ ثورة الضباط الأحرار سنة 1952، وأوضح في تصريح ل«التجديد» أن الشعب المصري أصبح يحكمه رئيس مدني اختاره بمحض إرادته بعد منافسة ديمقراطية لم تحسم إلا في آخر لحظة. بناء الديمقراطية.. رغم إعلان النتيجة النهائية التي اطمأن لها الشعب المصري، يبدو أن لعبة شد الحبل بين الثوار والمؤسسة العسكرية ستبقى مستمرة، في ظل احتضان «الشارع» للتكتلات السياسية والثورية الرافضة لآليات التحكم ومحاولة الهيمنة من طرف العسكر. وحسب محللين، فإن ما يخشاه الشعب المصري أن يكون رئيسهم بدون صلاحيات، لذلك خاطبت المليونيات لليوم الثامن على التوالي المجلس الأعلى للقوات المسلحة بوضوح وعبرت عن رفضها حل البرلمان والإعلان الدستوري المكمل، وتناقلت منابر إعلامية مختلفة، أن مرسي متشبث بأداء القسم أمام مجلس الشورى المنتخب أو في اجتماع مشترك لمجلس الشورى والهيئة التأسيسية والمحكمة الدستورية العليا. وفي هذا الصدد، تساءل الحسيني أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، عن الطريقة التي سيتعامل معها مرسي مع ما أسس له «العسكر» من حل لمجلس الشعب وإصدار الإعلان الدستوري المكمل، قبل أن يشدد على أن الرئيس الجديد يجب أن يتحلى بالحكمة والتبصر في اتخاذ قراراته لأنه رئيس دولة، واعتبر المتحدث، أن المطلوب أن يتحمل مرسي سلطته بحيادية وموضوعية كي يعطي نموذجا أمثلا، لأن نجاحه سينعكس إيجابا على دول الربيع العربي التي ما تزال تضحي من أجل نيل حريتها. انتصار لكل الأمة بمجرد إعلان مرسي رئيسا لمصر انطلقت أجواء الاحتفال في قطاع غزة المحاصر، وخرج الرئيس هنية رفقة أعضاء من المجلس التشريعي يجوبون شوارع القطاع حاملين صور رئيس مصر الجديد، كما كشفت مصادر إعلامية مختلفة، أن المواطنين في جل الدول العربية عبروا عن ارتياحهم للنتيجة وإيمانهم بانعكاس ذلك إيجابيا على مستقبل الدول العربية. واعتبر كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر بفلسطين، أن ما حصل هو حدث تاريخي ليس لمصر وحدها وإنما لكل الأمة العربية والعالم أجمع نظرا لانعكاسات ذلك على المستقبل، مشيرا أن انتخاب مرسي في انتخابات ديمقراطية وكونه يحمل مشروعا للنهضة وينتمي إلى الحركة الإسلامية يؤكد أن تغييرات عميقة تجري داخل الأمة، مؤكد أن اختيار مرسي سيفرح به أهل غزة ودمشق ومراكش والقدس ومكة المكرمة وجل الأقطار العربية والإسلامية.. وجوابا على سؤال «التجديد» حول انعكاسات وصول الإخوان المسلمين إلى السلطة على فتح معبر رفح ودعم قطاع غزة، قال الخطيب إن الشعب الفلسطيني لا يستعجل قطف الثمار خاصة في ظل قيادة مصر الجديدة، رغم أن مرسي سبق وأعلن أنه لا حدود بين مصر وغزة، وأضاف أنه يجب تفهم ظروف مصر وقيادتها الجديدة في الوقت الراهن. وقد حظي فوز مرشح الإخوان المسلمين محمد مرسي بالرئاسة في مصر باهتمام عالمي كبير، إذ تلقى التهاني من قادة عدد من دول العالم. وتعليقا على ذلك، أكد الغنوشي زعيم القوة الإسلامية التي تحكم تونس، أن الغرب لن يفاجئ بهذا الانتصار لأن كل دروب التغيير تتجه نحو دعم التوجه الإسلامي بالمنطقة، مشيرا أن هذا ليس أمرا مفاجئا بالدوائر الغربية لأنها بنت نفسها للتعامل مع الواقع الجديد، وشدد المتحدث، على أن التحدي المطروح على الحكومات الجديدة التي أفرزها الربيع العربي يتجلى في إثبات جدارتها بالسهر على حل مشكلات الناس. من هو الرئيس الحالي لمصر؟ ولد الدكتور محمد مرسي عيسى العياط عام 1951 في قرية العدوة بمحافظة الشرقية، وحصل على بكالوريوس الهندسة من جامعة القاهرة 1975 بتقدير مع مرتبة الشرف، كما حصل على الماجستير في هندسة الفلزات 1978، وعلى ماجستير ودكتوراه في الهندسة من جامعة جنوب كاليفورنيا 1982 في حماية محركات مركبات الفضاء، وتقلد العديد من المناصب الأكاديمية. انتمى إلى جماعة الإخوان المسلمين فكراً سنة 1977 وتنظيماً سنة 1979، وعمل عضواً بالقسم السياسي منذ نشأته 1992. ترشح لانتخابات مجلس الشعب عام 1995، وانتخابات عام 2000، ونجح فيها، وانتخب كعضو في مجلس الشعب المصري عن جماعة الإخوان ومتحدثها الرسمي في مجلس الشعب أيام حكم مبارك، وشارك في تأسيس الجمعية الوطنية للتغيير مع محمد البرادعي قبل سنتين. في الانتخابات البرلمانية لسنة 2005، حصل على أعلى الأصوات في دائرته، لكن في جولة الإعادة أعلن عن فوز منافسه. وعرف محمد مرسي بصاحب أشهر استجواب في مجلس الشعب عن حادثة قطار الصعيد الذي أدان من خلالها الحكومة المصرية. واعتقل مرسي في يناير 2011 في سجن وادي النطرون أثناء التظاهرات المناوئة لمبارك يوما قبل انلاع الثورة المصرية، وخرج مع معتقلين آخرين عندما تم اقتحام السجون بعد «جمعة الغضب». انتخبه مجلس شورى الإخوان المسلمين في أبريل 2011 رئيساً لحزب الحرية والعدالة. وقررت جماعة الإخوان المسلمين وجناحها السياسي حزب الحرية والعدالة في السابع من إبريل الجاري، الدفع بمرسي مرشحاً احتياطياً لخيرت الشاطر لخوض انتخابات الرئاسة المصرية في إجراء احترازي خوفاً من إلغاء ترشح الشاطر لأسباب قانونية. ترحيب دولي بانتخاب مرسي رئيسا لمصر توالت ردود الأفعال الدولية والعربية من انتخاب محمد مرسي رئيسا لجمهورية مصر ليكون الرئيس الأول بعد ثورة 25 يناير، والرئيس الخامس الذي يتولى سدة الحكم في مصر. ● أمريكا هنأ الرئيس الأمريكي باراك أوباما مرسي بالفوز، وتعهد في اتصال هاتفي به بدعم انتقال مصر إلى الديمقراطية. وقال البيت الأبيض إن أوباما « أكد اهتمامه بالعمل سويا مع الرئيس المصري المنتخب على أساس الاحترام المتبادل لدفع العديد من المصالح المشتركة بين مصر والولايات المتحدة». ● فرنسا وهنأ الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الرئيس المصري الجديد مؤكدا استعداد فرنسا للعمل معه. ودعا هولاند حسب بيان أصدرته الرئاسة الفرنسية إلى مواصلة العملية الانتقالية التي بدأت في البلاد السنة الماضية، «لكي يقام في مصر نظام سياسي ديموقراطي متعدد ودولة قانون تضمن الحريات المدنية والسياسية لكل المواطنين وللأقليات أيضا». ● بريطانيا وبدوره هنأ وزير خارجية بريطانيا وليام هيغ الشعب المصري على التزامه بالعملية الديمقراطية وبانتخاب رئيس جديد. ووصف هيغ في بيان أصدره ما حدث بأنه «لحظة تاريخية لمصر»، كما رحب بتعهد الرئيس المصري الجديد بتشكيل حكومة تضم الجميع، متمنيا له «النجاح في المهمة الصعبة التي تنتظره». وأضاف «نحن نقدر شراكتنا الطويلة مع مصر بما في ذلك في القضايا الإقليمية، ونتطلع إلى العمل مع الرئيس مرسي وحكومته لدعم عملية الانتقال الديمقراطي». ● السعودية هنَّأ العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، أمس، الرئيس محمد مرسي على فوزه. وذكرت وكالة الأنباء السعودية "واس"، أنَّ الملك عبدالله بعث ببرقية تهنئة للرئيس الدكتور محمد مرسي بمناسبة اختياره رئيسًا لجمهورية مصر العربية. وقال العاهل السعودي في برقيته: "نهنئ الشعب المصري الشقيق ونهنئكم على اختياركم رئيسًا لجمهورية مصر العربية الشقيقة، وإننا إذ نقدِّر هذا الاختيار لأشقائنا في مصر لنأمل من الله العلي القدير أن يوفقكم ويسدد خطاكم لما فيه خدمة الإسلام وخدمة مصر وشعبها الشقيق في سبيل استقرارها ونموها وتحمل دورها الإسلامي والعروبي". ● إيران ومن جانبها رحبت ايران بفوز مرسي في انتخابات الرئاسة المصرية ، وجاء في بيان لوزارة الخارجيةأنها « تهنىء الشعب المصري بانتصاره وفوز الدكتور محمد مرسي بهذه الانتخابات وتعرب عن إجلالها واحترامها لكل شهداء الثورة المصرية»، وأعربت الخارجية في بيانها «عن ثقتها بتحقيق الشعب المصري النجاحات علي صعيد تحقيق التقدم والسعادة في ظل استمراره بالحضور في كافة الساحات السياسية والاجتماعية بهذا البلد»، مع الإشارة إلى أن إيران كانت قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع مصر سنة 1980 بعد سنة من توقيع مصر اتفاق السلام مع «إسرائيل». ● الإمارات رحبت دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم بفوز محمد مرسي في انتخابات الرئاسة المصرية ودعت إلى «تامين الاستقرار» في البلاد،وجاء في بيان لوزارة الخارجية أن الإمارات «تتابع باهتمام التطورات التي تشهدها جمهورية مصر العربية الشقيقة وترحب بما أسفرت عنه نتيجة الانتخابات الرئاسية». ● غزة اعتبر محمود الزهار القيادي البارز في حركة حماس فوز مرشح محمد حركة الاخوان المسلمين محمد مرسي في انتخابات رئاسة مصر «لحظة تاريخية وانتصارا كبيرا». وهنأت حركة الجهاد الاسلامي مصر بانتخاب مرسي وقالت الحركة في بيان لها أنها «تبارك لمصر وشعبها بنجاح الانتخابات وتهنىء رئيس مصر المنتخب الدكتور محمد مرسي داعين له بالتوفيق لخدمة شعبه وامته». ● الكيان الصهيوني أشاد الكيان الصهيوني ب «العملية الديموقراطية» التي أتاحت لمحمد مرسي الوصول إلى الرئاسة في مصر وأعرب عن أمله في مواصلة "تعاونه" مع القاهرة، بحسب بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو. وجاء في البيان أن «إسرائيل تتطلع إلى مواصلة التعاون مع الحكومة المصرية بناءً على معاهدة السلام بين البلدين التي تعتبر مصلحة للشعبين وتقدم كثيرا إلى الاستقرار في المنطقة». ليس هناك مخاوف لدى الغرب من انتخاب مرسي أخيرا وصل الإخوان المسلمون إلى رئاسة مصر، ما الرسالة الأولى التي ينبغي التقاطها بهذا الصدد؟ ●● الحمد لله أن الله عز وجل وفق الشعب المصري لاختيار رئيس له ومنع وصول مناوئي الثورة، والمهم أن الذين كانوا يتخوفون من الإخوان المسلمين من الدول العربية والغربية يعلمون اليوم أن الإخوان لم يكونوا يوما كما تصوروا، ونحن نستوعب الجميع في وجهات نظرهم لذلك يجب أن يحترم الآخرون وجهة نظر الرئيس محمد مرسي وحتما لن يسمح لأي كان بالتدخل في سيادة الدولة. ليس هناك مخاوف لدى الغرب من انتخاب مرسي، والإسلاميون لم يكونوا في يوم من الأيام داعين إلى العنف وكل المخاوف التي كانت في السابق مبالغ فيها، والحقيقة ستظهر من خلال الأداء على الأرض، وإن ما تحتاجه مصر اليوم هو أن يكون لها رئيس غير فاسد وليست حوله مجموعة فاسدة، ولا أعتقد أن أمريكا أو أوروبا أو الدول العربية تتمنى أن لا تنهض مصر. الملاحظ أن الرئيس المنتخب محمد مرسي يتولى مهامه في غياب مجلس الشعب وفي ظل الإعلان الدستوري المكمل، في نظركم كيف سيتعامل مع هذه المعطيات؟ ●● أعتقد أنه لابد أن يكون هناك يدين؛ يد تبني للوطن، وأخرى تطالب بالحقوق المسلوبة أو المنتقصة، ويجب عدم الاستغناء على واحدة لصالح الأخرى، أو الامتناع عن العمل حتى نأتي للرئيس بكل صلاحياته، و القول بأن الرئيس لن يؤدي اليمين إلا أمام مجلس الشعب. أعتقد أنه يتعين أن يكون في الموقف الحالي نوع من الليونة والمرونة والبحث عن مصلحة الوطن، دون التضحية طبعا بالثوابت و بالأشياء التي يطالب الجميع بها. ولا بد من الإشارة إلى أن مرسي أكد أنه سيتخذ نائبين من خارج حزبه والجماعة أي أننا بصدد مؤسسة ستدافع عن حقوقها، بالمقابل هناك شعب بالكامل من الإخوان وغير الإخوان كله يطالب بحق رئيسه، وبالتالي نحن لن نعلن أننا لن نعمل حتى تتحقق جميع مطالبنا التي نريدها، المطلوب أن نبدأ وفي نفس الوقت نعمل لتحقيق جميع المطالب. ما هي أولوية الرئيس الجديد في مصر داخليا وخارجيا؟ ●● الأولوية الأولى، هي لم الشمل والمقصود أن تنضوي جميع القوى الثورية تحت لواء المؤسسة الرئاسية والمؤسسة الاستشارية للرئيس ومؤسسة الوزراء، فلا يمكن أن توجد تجربة دون أن يكون الوضع الداخلي منسجما ومتفاهما وفيه نوع من الاتزان، والأولوية الثانية هي عودة الأمن إلى الدولة ثم العمل في الملفات التي تهم الفقراء والمهمشين. والتساؤل الذي يفرض نفسه هو كيف يمكن تحقيق الأولويات في ظل صلاحيات ناقصة، أعتقد أن ذلك يحتاج إلى عمل دؤوب وتكاثف لكل القوى، والنموذج التركي ليس ببعيد عنا، فأردوغان أتى إلى السلطة والجميع ضده المحاكم والرئيس والجيش، ومع ذلك استطاع أن يحقق الرخاء للشعب وهو ما جعله يأتي به مرات ومرات رغم أن الشعب في تركيا ضد الاتجاه الإسلامي بشكل عام.