تعالت خلال الأسبوع الجاري بواشنطن، أصوات تدعو إلى فتح مخيمات تندوف، وتخويل آلاف الأشخاص المحتجزين بها حق حرية التنقل والحركة والتعبير. وقد تم توجيه هذه النداءات خلال لقاءات عدة عقدها وفد من المحتجزين السابقين بمخيمات تندوف، عادوا مؤخرا إلى أرض الوطن، مع برلمانيين أمريكيين ومسؤولين بمنظمات للدفاع عن حقوق الإنسان، من أجل إطلاعهم على ظروف العيش اللاإنسانية لسكان مخيمات تندوف بالجزائر، والأعمال التي تقوم بها (البوليساريو) ، في تواطؤ تام مع السلطات الجزائرية، من أجل تحويل الدعم الإنساني الموجه إلى سكان المخيمات ، وبيعه بالأسواق السوداء بالبلدان المجاورة. "" وأعربت ممثلة ولاية فلوريدا كورين براون، التي استمعت لشهادات أعضاء الوفد باهتمام بالغ، عن التزامها بتحسيس زملاء آخرين لها بالكونغرس بهذه القضية، والعمل معهم حتى تتمكن هذه الساكنة من مغادرة هاته المخيمات متى شاءت، وأن تنعم بشروط العيش الكريم. وأكدت السيدة براون، العضو في العديد من اللجن البرلمانية، أن الكونغرس يمكنه أن يصادق على قرارات، ويدعو الأممالمتحدة إلى التحقيق في ظروف العيش بمخيمات تندوف، حتى تتمكن الساكنة من التمتع بحرية التنقل ، ويصل الدعم الإنساني إلى أصحابه. وتعهدت السيدة براون، التي وصفت لقاءها مع وفد المحتجزين السابقين ب"المفيد جدا"، بأن تعمل كل ما في وسعها لتحسين وضعية سكان هذه المخيمات. من جهة أخرى، تم أيضا التأكيد على ضرورة رفع الحصار عن هذه المخيمات وتمكين الأسر من الإلتقاء فيما بينها ، وذلك خلال مائدة مستديرة انعقدت أمس الأربعاء بمقر (ريفيوجيس أنترناشيونال)، بمشاركة رئيس هذه المنظمة غير الحكومية كينيث باكون، الذي تطرق إلى البعد الإنساني لقضية الصحراء. وقال إن أول ضحايا نزاع الصحراء، القائم منذ33 سنة، هم تحديدا أولئك الذين عاشوا دائما بالمخيمات، مضيفا أن الحياة بالمخيمات صعبة وقاسية جدا، كما أكدت ذلك شهادات أعضاء الوفد. وبعدما أعرب عن قناعته بأن إيجاد حل سياسي، هو وحده الكفيل بإنهاء مشكل الصحراء والتمكن من مساعدة هؤلاء الناس على الخروج من المخيمات، شدد السيد باكون على أن العالم بأجمعه يجب أن يعمل على بلوغ هذا الحل السياسي. وأكد البروفيسور، وليام زارتمان، خبير أمريكي في تدبير النزاعات، الذي شارك في المائدة المستديرة، أن الشهادات "القوية" التي قدمها هذا الوفد سلطت الضوء، لمن لازالوا يجهلون ذلك، على الحياة بمخيمات تندوف بالجزائر. وقد صرح السيد زارتمان، الأستاذ بجامعة جون هوبكينس بواشنطن، في أعقاب هذا اللقاء، أن "هذه الشهادات تبرز إلى أي حد صار لزاما فتح المخيمات حتى يتنفس أهلها الصعداء، ويتمكن من أراد منهم مغادرة المخيمات من ذلك". وأعرب عن الأمل في أن يتم تحرير الأشخاص المحتجزين بالمخيمات والذين تعبوا من هذا الوضع. وبعدما أشار إلى أن الصحراء تعتبر فضاء مفتوحا "يمكن الولوج إليه وزيارته، وأن الناس يمكن أن يذهبوا ويأتوا منه كما يشاؤون"، شدد زارتمان على أن نفس هذه الظروف يجب أن تسود في المخيمات "حيث لاتوجد لاحرية للتنقل ولا حرية للتعبير". وبخصوص تحويل قادة البوليساريو للمساعدات الإنسانية، أكد زارتمان أن مراقبة توزيع هذه المساعدات تعد مسؤولية دولية. يذكر أن وفد المحتجزين السابقين في مخيمات تندوف، الذي يضم نابا الدداح المكي، وناها السالك سيدي، وسلمى السالك وزوجها سعيد عبد الرحمان، وأيضا العافية الحميدي، وابراهيم السالم، عقد اجتماعات مماثلة مع أعضاء آخرين من الكونغريس الأمريكي أو معاونيهم، وكذا مع مسؤولين من منظمة (هيومن رايتس واتش) منهم مدير البحث بقسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، السيد إيريك كولدشتاين .