"بتعادله في قلب برشلونة، يكون ريال مدريد قد حافظ مؤقتا على وحدة اسبانيا الترابية".. هكذا علقت إحدى الصحف الإسبانية عقب نهاية الكْلَاسِيكُو الأكثر تسيِيساً في تاريخ المواجهات بين الغريمين التقليديّيْن الدائبين على التلاقي الكروي منذ ثلاثينيات القرن الماضي . ال100 ألف متفرج التي احتشدت بال "كَامْبْ نُو"، ووسط ما رفعته من ألوان صفراء وحمراء ضمن الملعب المشهر لراية عملاقة لإقليم كتَالُونيا، هتفت بشكل موحّد بكلمة "الاستقلال" خلال الدقيقة ال18 من عمر المباراة، وبالضبط عند الدقيقة ال17 و 14 ثانية التي اختيرت ارتباطا بعام 1714 الذي سبق وأن شهد محاولة الكتلان الانفصال عن حكم أسرة "دي بوربون". الفريق الملكي ريال مدريد، برمزيته المقترنة بعرش الإسبان، لم يكن مسموحا له أمس أن ينزل يديه ليتلقى الضربات من "الجمهوريين".. لذلك أعد كل طاقاته لخوض هذا اللقاء الكروي السياسي.. مدركا أن البارصا وساكنة كتَالُونيا ستستغل ال400 مليون نسمة، التي تشاهد اللقاء عبر العالم، لتمرير رسالتهم: "لم يعد ممكنا أن نستمر في ركوب سفينة قد تغرق في أية لحظة". الريال الأبيض أن يخرج نظيفا من وسط سواد هزيمة كانت تتربص به كي تزيد من إعلاء شأن الغريم الكتالونيّ وتعطي هالة أكبر لمطالب الاستقلال التي يؤيدها كوادر البارصا.. لقد أدى النادي الملكي مهمته، منتظرا "السياسيين الوطنيين" للتدخل ضمن مسار شرع فيه بالإعداد لاستفتاء كتالُونيّ لتقرير المصير بالإقليم.. أكيد أنّ تشبّث إسبانيا بكتَالُونيَا لن يستند المرة القادة لمُورينيُو وخططه الدفاعيّة.