قالت صحيفة "كوريو ديبلوماتيكو" الإسبانية، إن المغرب أبدى ترحيباً بموقف الحكومة الإسبانية من النزاع حول الصحراء وبتثمينه لما حققه من تنمية سياسية في السنوات الأخيرة بغية التحول إلى دولة ديمقراطية، إذ صرح خوسي مانويل غارثيا مارغالو ، وزير الخارجية الإسباني، خلال ندوة حول"السياسة الخارجية لإسبانيا بمنطقة المتوسط"، انعقدت بمقر الاتحاد لأجل المتوسط في التاسع عشر من سبتمبر الماضي، أن المغرب منخرطٌ في مسلسل الإصلاح، مضيفاً أن أكبر تحدٍّ يواجهُهُ المغرب يكمنُ في تنفيذ خطة الحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية". وانتبهت الصحيفة الإسبانية إلى أن مارغالو لم يورد في سياق حديثه عن نزاع الصحراء عبارة "الصحراء الغربية" بل تحدث عن "أقاليم جنوبية"، وهو ما يكشف عن مقاربة واضحة لحكومة ماريانو راخوي تتماهى والرؤية المغربية، المؤكدة لمغربية المستعمرة السابقة لإسبانيا، تضيف الصحيفة ذاتها، التي ذكرت بإقدام مارغالو على مطالبة عمال الإغاثة الإنسانية الإسبانيين بمغادرة مخيمات تندوف لأسباب أمنية، سيما بعدما أضحوا هدفاً محدداً لجماعات إرهابية تنشط أكثر فأكثر بمنطقة الساحل. الصحيفة الإسبانية، أضافت أن تصريحات وزير الخارجية، مارغالو ، الذي يحظى بمكانة مرموقة في الحكومة الإسبانية والمستفيد من دعم رئيسه راخوي، تمثل اعترافاً ضمنياً لمدريد بمغربية الصحراء، بعدما كان المغرب يخشى بلوغ الحزب الشعبي وتبنيه استراتيجية مناوئة لمصالح المغرب في ملف الصحراء. وزادت "كوريو ديبلوماتيكو" أن رئيس الحكومة السابق خوسيه لويس رودريغيث ثاباتيرو، كان قد تجاهل بعض الأصوات في حزبه الاشتراكي، نادت على غرار طيف كبير من المجتمع الإسباني بدعم طروحات البوليساريو، وآثر تأييد حل يتوجُ التفاوض بين طرفي الأزمة برعاية الأممالمتحدة؛ ليكون من ثمة مؤيداً بشكل ضمني للصيغة المقترحة من قبل المغرب لحل النزاع، والقاضية بإعطاء حكم ذاتي موسع تحت السيادة المغربية. وهو ما حدا بالمعارضة اليمينية ووطنيي الباسك والكاطلان آنذاك إلى انتقاد موقف ثاباتيرو. وخلصت الصحيفة في الختام، إلى أن ماريانو راخوي، الذي لم يتم بعد عامه الأول في السلطة قد تخلى عن سياسة المواجهة مع المغرب بعدما كان خوسي ماريا أثنار قد أرسى دعائمها خلال ترؤسه الحكومة الإسبانية، وذلك تأكيداً لأهمية المصالح الاقتصادية والجيو ستراتيجية لإسبانيا بالمغرب وبدول شمال إفريقيا.