كشف استطلاع فوري لآراء المشاهدين، عقب مناظرة تلفزيونية مباشرة واجه فيها رئيس الوزراء الإسباني خوسي لويس رودريغيث ثاباتيرو ورئيس المعارضة ماريانو راخوي ليلية أمس الاثنين، أن 45 في المائة ممن شاركوا في الاستطلاع يعتقدون أن ثاباتيرو فاز على خصمه، فيما اعتقد 33 في المائة أن راخوي هو الفائز. واستمر هذا الحدث الساخن الذي شد إليه أنظار الإسبان 90 دقيقة، باعتباره أول مناظرة تلفزيونية بين المرشحين البارزين لتولي منصب رئاسة الوزراء في إسبانيا منذ 15 سنة. وهاجم راخوي، رئس الحزب الشعبي اليميني، ثاباتيرو بسبب ارتفاع معدلات البطالة والتضخم خلال فترة حكمه وبسبب محاولته الفاشلة للتفاوض مع منظمة إيتا الانفصالية الباسكية، وكذلك لما وصفه ب»تدفق» المهاجرين الأجانب إلى إسبانيا. ودافع ثاباتيرو في المناظرة عن أداء حكومته خلال فترة توليه الرئاسة، مبرزا نموذج إسبانيا الرامية إلى تحقيق السلام الذي تروج له حكومته، مقابل الصورة التي شابت إسبانيا قبل أربع سنوات حين أقحم سلفه أثنار جنودها في حرب العراق. وشهدت المناظرة التي لم تشغل السياسة الخارجية وقتا زمنيا كبيرا من حيزها، إبراز ثاباتيرو جهود حكومته من أجل إعادة تحسين علاقات بلده مع المغرب بعد أزمة جزيرة ليلى، وكذلك مع دول والاتحاد الأوروبي، ودول أمريكا اللاتينية. وقال المحللون السياسيون في ندوات نظمت بعد المناظرة، أن أداء ثاباتيرو لم يكن كما كان منتظرا منه لتحريك كل الناخبين الاشتراكيين المحتملين، فيما تعرض راخوي إلى للانتقاد بسبب ما اعتبر أنه مجرد مناورة وتكتيك للهجوم على غريمه ثاباتيرو، بدلا من شرح برنامج حزبه والتوفق في إقناع الناخبين بالتصويت عليه. وأكد زعيم الحزب الشعبي الإسباني المعارض ماريانو راخوي، يومين قبل المناظرة، أن إسبانيا لن تستطيع تحمل أربع سنوات أخرى مما وصفه ب»الاستهتار» مع حكم ثاباتيرو، معربا عن قناعته بأنه في حال فوز الحزب الاشتراكي في الانتخابات فإن البلاد ستعود إلى زمن البطالة. وقال راخوي في تصريحات له خلال مهرجان انتخابي للحزب الشعبي في مدينة مالقة، ضم أكثر من 5 آلاف شخص، «إن ثاباتيرو كان شارد الذهن خلال السنوات الأربع الماضية التي تولى فيها الحكم، مضيفا أن التغيير السياسي ضروري وعاجل». من ناحية أخرى ذكرت يومية «إلباييس» في عددها يوم 24 من الشهر الجاري أن جمعية «محاكمة أثنار» أعلنت اعتزامها إقامة دعوى ضد رئيس الوزراء الإسباني السابق خوسي ماريا أثنار، لارتكابه «جرائم حرب» نظرا لإشراكه إسبانيا في الحرب على العراق. وتسعى تلك الجمعية «إلى معاقبة من أفلتوا من العقاب بسبب نفوذهم». وتعيد الجمعية طرح نفس البلاغ الذي سبق وأن تقدمت به عام 2003، لكن المحكمة العليا الإسبانية قررت حفظ القضية سنة 2004. وتتضمن الدعوى الجديدة عدة عناصر أخرى مقارنة بسابقاتها، مثل الضحايا الذين لقوا حتفهم في العراق، وانفجارات مدريد 2004 التي اعتبرت انتقاما من تحالف إسبانيا مع الولاياتالمتحدة في غزو العراق. ذ