كشف استطلاع جديد للرأي أصدره المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية أول أمس أن 47 في المائة من الإسبان يعتقدون أن العلاقات المغربية الإسبانية ظلت كما كانت عليه، في حين قال 18 في المائة إن تلك العلاقات ساءت وتدهورت، بينما لم تتعد نسبة الذين أعلنوا تحسنها 15 في المائة. وبالمقابل أعلن 24 في المائة من المستجوبين أن تلك العلاقات ستعرف تحسنا خلال سنة 2009، مقابل 8 في المائة أبدوا تشاؤما حيال هذا الأمر، فيما أكدت نصف العينة أن العلاقات ستبقى على حالها بدون تغيير. كما أن 10 في المائة من المستجوبين أكدوا احتمال قيام المغرب بعمل عسكري ضد المصالح الإسبانية. وعن سؤال حول احتمال قيام عملية عسكرية مغربية ضد المصالح الإسبانية، أكد 10 في المائة من المستجوبين هذه الفرضية، فيما قال 30 في المائة إن هذا الاحتمال ضعيف، و38 في المائة نفوه، فيما لم يجب 21 في المائة عن السؤال. وبرز هذا التأكيد لدى اليمين بشكل خاص، إذ بلغت هذه النسبة 18 في المائة بفارق ثماني نقط عن المعدل (10 في المائة). وبدا تقييم الإسبانيين لتطور السياسة الخارجية الإسبانية سلبيا على العموم. وعبر 43 في المائة من المستجوبين عن اعتقادهم بأن العلاقات مع فينزويلا تدهورت, ورأى 52 في المائة أن مشكل الهجرة السرية نحو إسبانيا استفحل. على المستوى الإيديولوجي، كشف الاستطلاع أن الانتقادات تأتي بالأساس من الأشخاص الذين يتموقعون يمينا, حيث إن نسبة من يعتقدون بتدهور علاقات إسبانيا الخارجية تتجاوز المعدل بعدة نقط. وهكذا تجاوزت نسبة الإسبان الذين يعتقدون أن العلاقات المغربية الإسبانية تدهورت المعدل الذي هو 18 في المائة، إذ وصلت تلك النسبة إلى 33 في المائة، في حين أن نسبة الذين يعتقدون أن مشكل الهجرة السرية إلى إسبانيا تفاقم بلغت 74 في المائة (المعدل هو 52 في المائة)، في حين أن نسبة الذين يرون أن تهديد الإرهاب الدولي تعاظم هي 37 في المائة (المعدل هو 28 في المائة). وأظهر استطلاع الرأي، الذي شمل 1000 شخص، أن هناك اختلافا في تقييم العلاقات الخارجية لإسبانيا بين من يصوتون للحزب الاشتراكي العمالي الإسباني الذي يتزعمه رئيس الحكومة خوسي لويس رودريغيث ثاباتيرو ومن يصوتون للحزب الشعبي اليميني الذي يتزعمه ماريانو راخوي. ففي حالة العلاقات المغربية الإسبانية، كشف الاستطلاع أن 24 في المائة ممن صوتوا للحزب الشعبي خلال الانتخابات التشريعية العامة سنة 2007، يرون أن تلك العلاقات تدهورت مقابل 14 في المائة بالنسبة إلى الأشخاص الذين صوتوا للحزب الاشتراكي العمالي الإسباني. أما بخصوص الآفاق، فيرى أغلبية المستجوبين أن علاقات مدريد الخارجية ستعرف بعض التحسن خلال سنة 2009.وأكدت 24 % من العينة أن علاقات الرباطومدريد ستتحسن، مقابل 8 في المائة فقط يرون أنها ستسوء، فيما أكد نصف العينة أن العلاقات ستبقى على حالها بدون تغيير. وعبر 29 في المائة عن كون مشكل الهجرة السرية إلى إسبانيا سيتراجع، مقابل 21 في المائة منهم يرون العكس، في حين أن نسبة هؤلاء الذين يعتقدون أن الأمور ستبقى على حالها وصلت إلى 37 في المائة. واعتمدت الدراسة متغيرين اجتماعيين اثنين لتحديد رؤية المستجوبين لآفاق العلاقات الإسبانية الخارجية خلال هذا العام. المتغير الأول هو العامل الإيديولوجي، إذ كشف الاستطلاع أن نسبة المتفائلين تتموقع يسارا على المستوى الإيديولوجي. وهكذا فإن 32 في المائة من المستجوبين ذوي الانتماء الإيدولوجي اليساري يرون أن العلاقات المغربية الإسبانية سوف تعرف تحسنا (المعدل هو 24 في المائة)، وأن 37 في المائة منهم يرون أن الهجرة السرية نحو إسبانيا ستتراجع (المعدل هو 23 في المائة). أما المتغير الثاني فهو المتعلق بالتصويت خلال الانتخابات العامة السابقة، إذ كشفت الدراسة أن رؤية الذين يصوتون للحزب الشعبي أقل تفاؤلا من الذين يصوتون للحزب الاشتراكي العمالي الإسباني في ما يخص تحسن علاقات الرباطومدريد (على التوالي 24 في المائة و29 في المائة).