الجالية المسلمة بإسبانيا تثق في التاج الإسباني أكثر من الجامعة العربية وزعماء العالم العربي. تلكم هي إحدى خلاصات استطلاع للرأي أجرته جهات حكومية إسبانية همت عينة 2000 شخص، 57 منهم مغاربة. وكشفت الدراسة التي قامت بها وزارة الداخلية ووزارة التشغيل ووزارة العدل، والتي نشرت منتصف شهر فبراير الماضي، أن المهاجرين من أصول مسلمة يثقون كثيرا في التاج الإسباني وكذا في منظمات المجتمع المدني. كما يثقون في البرلمان بنسبة 6.9 نقط والنظام القضائي ب6.7 والاتحاد الأوربي ب6.5 والشرطة الإسبانية ب6.2 والجامعة العربية ب6.2 والأمم المتحدة ب5.9. أما ثقتهم في زعماء العالم العربي فتبدو متوسطة، إذ لم يسجل استطلاع الرأي إلا 5.8 نقط، تليها الكنسية الكاثوليكية بخمس نقط، وأخيرا الولاياتالمتحدةالأمريكية ب 3.8 نقط. وسجل الاستطلاع نسبة عالية من التدين وسط الجالية المسلمة. فقد كشف الاستطلاع أن 60 في المائة من المستجوبين أكدوا أنهم يذهبون مرة واحدة على الأقل إلى المسجد خلال الأسبوع، وأن 20 في المائة يذهبون مرة واحدة إلى المسجد في الشهر، و17 في المائة أكدوا عدم ذهابهم بالمرة إلى المسجد. كما أن 17 في المائة فقط يقولون إنهم يجدون صعوبات بإسبانيا من أجل ممارسة شعائرهم الدينية مقابل 80 في المائة يؤكدون عدم وجود تلك العوائق بالمرة. وبالمقابل أشار 31 في المائة من المهاجرين المستجوبين والمقيمين بإسبانيا إلى أنه يوجد رفض أو عدم ثقة في الديانة الإسلامية (من قبل الإسبان طبعا) وإن كانوا يعتقدون أن ذلك أقل وطأة مما هو عليه الأمر في أوربا أو العالم بشكل عام. وهناك شبه إجماع على الفكرة التي مفادها أنه لا تعارض بين الدين الإسلامي والديمقراطية والهوية الإسبانية وعلمانية الدولة. وفضلا عن ذلك فإن 90 في المائة من المستجوبين يعتبرون أنه لا يجب اللجوء إلى العنف من أجل الدفاع أو نشر المعتقدات الدينية. أما بخصوص التأقلم مع العادات الإسبانية، فإن 86 في المائة من المهاجرين المسلمين يؤكدون تأقلمهم مع تلك العادات، وأن 46 في المائة يؤكدون بأنهم يفهمون ويتكلمون ويقرؤون الإسبانية بدون أدنى مشكل مقابل 54 في المائة من المستجوبين الذين يؤكدون العكس. وتبدو نظرة المهاجرين، حسب الاستطلاع، إيجابية، ف 87 في المائة يعتقدون أن هناك حرية كبيرة بإسبانيا، و83 في المائة يؤكدون أن المستشفيات العمومية مفتوحة في وجه الجميع على قدم المساواة وبدون تمييز، و 75 في المائة يعتبرون أن الإسبانيين بشكل عام محترمون ونزيهون وأن 62 في المستجوبين يقولون إن الإسبانيين يهتمون بالأشخاص المحتاجين، في حين أن 70 في المائة يرون أن مستوى العيش مرتفع بإسبانيا.