تدرس الحكومة الاشتراكية الإسبانية الجديدة برئاسة خوسيه ثاباتيرو اقتراحا قدمته جمعية إسبانية مغربية بإنشاء مجلس إسلامي تمثيلي منتخب ديمقراطيًّا يمثل المسلمين بإسبانيا، وذلك بهدف مواجهة نفوذ الأئمة المتشددين. وذكرت أخيرا وكالة الأنباء الفرنسية أن مصطفى المرابط، رئيس جمعية العمال المهاجرين المغاربة (أتيمِ)، اقترح إنشاء مثل هذه الهيأة التمثيلية للمسلمين الإسبان على غرار المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، الهيأة التمثيلية للمسلمين في فرنسا، الذي شكل عن طريق الانتخاب للمرة الأولى في أبريل .2003 ورأى المرابط أن المجلس التمثيلي المقترح سيضع حدًّا للتسامح حيال الذين يطلقون خطبًا متشددة، >والمساجد التي لا يصادق عليها هذا المجلس ستكون خارجة عن القانون<. وعلمت وكالة الأنباء الفرنسية من مصادر بالحزب الاشتراكي الإسباني العمالي الفائز في الانتخابات التشريعية، التي جرت في 14 مارس الجاري، أن الحكومة الإسبانية المقبلة ستدرس الاقتراح بهدوء. وقال المرابط: ""إن جمعية أتيمِ تدعو إلى إسلام ديمقراطي وشفاف وتمثيلي، وإلى مراقبة تمويل المساجد، سواء كان من داخل الدولة أو من دول أخرى". وأضاف المرابط أنه منذ اعتداءات 11 مارس في مدريد، التي أدت إلى مقتل 191 شخصًا، ونسبت إلى إسلاميين، "لاحظنا بعض فقدان الثقة بالمغاربة، أن إنشاء هيأة شفافة للإسلام في إسبانيا هو أمر ضروري لاستعادة هذه الثقة". وكان محمد علي عفيفي، المتحدث باسم المركز الثقافي الإسلامي الإسباني، قد صرح لوكالة الأنباء الفرنسية بالقول: "إذا كانت حالتنا تدهورت بعد 11 شتنبر (2001)، فإنها ستكون أكثر سوءاً بعد 11 مارس (2004)، تاريخ التفجيرات التي استهدفت قطارات بإسبانيا". وتفيد أرقام المركز الثقافي الإسلامي الإسباني، الذي أقيم عام ,1992 أن ما بين 700 و800 ألف عربي أو مسلم يعيشون في إسبانيا بشكل دائم، نصفهم من المغاربة. ويدين 94 بالمائة من إجمالي عدد سكان إسبانيا، البالغين 40 مليون شخص، بالمذهب المسيحي الكاثوليكي، في حين ينتمي الباقون إلى ديانات مختلفة من بينها الإسلام، الذي كان يشكل الديانة الرئيسية في شبه جزيرة إيبيريا (الأندلس) طيلة 8 قرون. ودعت، من جهة أخرى، وزارة الخارجية الإسبانية الرعايا الإسبان في الدول المغاربية والدول المجاورة للعراق المحتل إلى توخي مزيد من الحيطة والحذر. وأشارت الوزارة، بحسب وسائل الإعلام الإسبانية، إلى أن الرعب الذي خلفته الاعتداءات الإرهابية التي أصابت في مارس الماضي العاصمة مدريد والاعتداءات الأخرى في مناطق أخرى من العالم، وكذا التوتر الذي تعرفه الأراضي العراقية المحتلة تلزم تقوية وسائل الوقاية والأمن في صفوف الرعايا الإسبان في الدول المذكورة، والتي حددتها الوزارة في كل من: المغرب وتونس والجزائر وليبيا ومصر وسوريا والأردن وإيران وتركيا وقبرص والكويت والعربية السعودية. كما نصحت الوزارة الإسبانيين بعدم السفر إلى أندونيسيا، معللة نصيحتها بما أسمته "تزايد تهديدات جماعات متطرفة تجاه أشخاص ومصالح غربية". يونس البضيوي ووكالات