سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في انتظار الزيارة المرتقبة لرئيس الحكومة الإسبانية إلى المغرب.."ثباتيرو يعتبر هجرة المغاربة نحو إسبانيا ظاهرة إيجابية بالنسبة لسوق الشغل والأمن الاجتماعي لبلده
أجرى صاحب الجلالة الملك محمد السادس أول أمس (الثلاثاء) اتصالا هاتفيا بجلالة الملك الإسباني خوان كارلوس الأول. وأشار العاهلان إلى أهمية الشراكة الاستراتيجية والطموحة القائمة بين البلدين الجارين والصديقين، مؤكدين عزم المملكتين ترسيخ علاقاتهما في جميع الميادين في إطار من الهدوء والثقة المتبادلة. وأعرب جلالة الملك محمد السادس وجلالة الملك خوان كارلوس الأول في هذا السياق، استنادا لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن ارتياحهما للزيارة التي يعتزم رئيس الحكومة الإسبانية الجديد خوصي لويس رودريغيز ثاباتيرو، القيام بها بعد غد (السبت) للمغرب، والتي تعد الأولى له للخارج بعد أسبوع واحد من تنصيبه على رأس الحكومة الإسبانية. وتعول الأوساط المغربية المتتبعة لمراحل تطور العلاقات المغربية الإسبانية على هذه الزيارة في أفق تجاوز كل سلبيات الماضي ومخلفات حكومة خوسي ماريا أثنار (الحزب الشعبي) السابقة، والتوجه نحو تحقيق مستقبل ينضبط لضرورتي التعاون والتعايش المفروضين على بلدين جارين يربط بينهما تاريخ وحضارة مشتركين. ويرى العديد من المسؤولين المغاربة أن ملفات عديدة ينتظر الخوض فيها، على قائمتها الموقف الإسباني من الوحدة الترابية للمملكة ومن الصيد البحري ومن الجالية المغربية بإسبانيا ونظيرتها الإسبانية بالمغرب، فضلا عن ملف المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية وقضية الهجرة السرية. وعلى خلفية الأحداث الإرهابية التي عرفتها العاصمة الإسبانية مدريد يوم 11 مارس الماضي، والتي يتابع بسببها مواطنون مغاربة مقيمون بالديار الإسبانية، وما خلفه ذلك الاتهام من إلصاق لتهمة الإرهاب بالجالية المغربية، أصبح ملف الهجرة ووضعية المغاربة المقيمين بإسبانيا يشكل صدارة الملفات العالقة بين البلدين، خاصة في ظل تنامي المد العنصري ضد المغاربة بشكل خاص. ومما يدعم اتجاه التوصل إلى اعتماد مقاربة غير المقاربة التي تبناها الحزب الشعبي السابق، فضلا عن إرادة البلدين في طي صفحة الماضي، الموقف الإيجابي لرئيس الحكومة الإسبانية ثاباتيرو من موضوع الهجرة والجالية المغربية، ذلك أنه صرح في زيارته التاريخية الأولى للمغرب، والتي استقبله خلالها جلالة الملك في دجنبر ,2002 بالاهتمام الخاص الذي يوليه الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني للتقارب بين شعبي البلدين عبر تشجيع المبادرات الخاصة ومبادرات المجتمع المدني، داعيا حينئذ إلى وضع استراتيجية أوروبية فاعلة بالنسبة للهجرة، تكون مؤسسة على التعاون مع البلدان التي تعد منطلقا للهجرة، ومؤكدا في الوقت نفسه فشل سياسة الهجرة التي تبنتها حكومة أثنار منذ أن عدلت قانونا حول حقوق وواجبات المهاجرين، صادقت عليه كل القوى السياسية بالبرلمان الإسباني في سنة .1999 ولم يتردد ثباتيرو، الذي وصف سياسة سلفه نحو المغرب بالمتعجرفة وغير المناسبة، منذ اللحظات الأولى لإعلان نتائج فوزه من أن يؤكد رغبته في تدشين مرحلة جديدة من العلاقات بين المغرب وإسبانيا، وصفها بالعلاقات الرائعة، مشيرا في سياق ذلك إلى إمكانية مراجعة قانون الأجانب المقيمين بإسبانيا، واعتماد مقاربة أخرى غير المقاربة الأمنية التي ميزت حكومة أثنار. ومن المنتظر أن تتم معالجة قضية الهجرة، بنوعيها الشرعية والسرية، بإدارة حوار بين الطرفين المعنيين، فضلا عن أن ثباتيرو يعتبر هجرة المغاربة نحو إسبانيا ظاهرة إيجابية بالنسبة لسوق الشغل والأمن الاجتماعي ومستقبل استقرار النظام العمومي للتعويضات الاجتماعية ببلاده، داعيا إلى جعل ملف الهجرة محورا أساسيا لميثاق وطني لضمان الاندماج الاجتماعي الكامل لكل الأجانب بإسبانيا. ولمعرفة انطباعات المهاجرين المغاربة المقيمين بإسبانيا وانتظاراتهم بشأن الزيارة المرتقبة لثاباتيرو اتصلت التجديد بجمعية العمال المهاجرين المغاربة بإسبانيا، غير أنه تعذر الاتصال برئيسها مصطفى المرابط، ولم نظفر بمعطيات في الموضوع من مكتب الجمعية. عبد الرحمان الخالدي