عبر مسلمو سبتة المغربية المحتلة عن غضبهم من تصاعد الكراهية اتجاههم بسبب ما كشفته نتائج استطلاع للرأي أجراه المعهد الملكي الإسباني في مدريد حول المسلمين في كل من مليلية وسبتة المحتلتين. وذكر الاستطلاع الذي أجراه معهد إيلكانو في الشهورالثلاثة الأخيرة وشمل عينة من 1203 من 8 سنوات فما فوق، ونشرت نتائجه الصحف الإسبانية أول أمس أن 69 بالمائة من الإسبان يعتقدون بأن تزايد عدد المسلمين في الثغرين المغربيين المحتلين من شأنه أن يعزز مطالبهم بإعادة المدينتين إلى سيادة المغرب. وقال 94 بالمائة من المستجوبين إن هذا الأخير لم يقم بما يلزم من أجل التصدي لظاهرة هجرة الأفارقة السريين عبر المدينتين، وعبر 74 بالمائة عن رأيهم في أن الأوضاع المتعلقة بالظاهرة قد ساءت كثيرا خلال العام الجاري المشرف على نهايته، وقال 46 بالمائة إن هذه الأوضاع مرشحة للتفاقم خلال العام المقبل .2006 وبرأي 93 بالمائة من المستجوبين فإن على الاتحاد الأوروبي أن تساعد البلدان الإفريقية لمكافحة ظاهرة الهجرة السرية عبر تمكينها من إحداث تنمية داخلية. أما عن العلاقات المغربية الإسبانية خلال 2006 فقد قال 14 بالمائة إنها سوف تسوء، ونفس النسبة فيما يخص العلاقات الإسبانية الفرنسية، بينما عبر 13 بالمائة عن نفس الرأي فيما يخص علاقات إسبانيا والولايات المتحدةالأمريكية. وذكر المشرفون على الاستطلاع أن هامش الخطإ فيه هو 9,.2 ووصفالحزب الديمقراطي السبتي الذي يمثل المسلمين في سبتةالمحتلة نتائج الاستطلاع بأنهاغيرمقبولة، وقال محمد علي رئيس الحزب في ندوة صحافية عقدها لهذا الغرض إن الحزب سوف يتقدم بشكوى أمام المعهد الملكي(إيلكانو) الذي أجرى الاستطلاع، مضيفا بأن سوف يطلب من رئيس الحكومة الإسباني خوصي لويس رودريغيث زباثيرو عند زيارته للمدينة المحتلة مستهل شهر يناير المقبلأن تتدخل السلطات لإنهاء الشكوك الموجودة حول المسلمين في سبتة ومليلية. وبحسب بعض المراقبين فإن نتائج الاستطلاع الذي يأتي قبيل موعد زيارة ثباتيرو لسبتة ومليلية المحتلتين بهدف التأثير على الحكومة المركزية في إسبانيا وخلق مناخ سياسي يدعم مطالب اليمين الإسباني الذي يقود الحكومتين المحليتين في الثغرين المغربيين. وكان رئيس الحكومة الإسبانية قد أعلن يوم سادس ديسمبر الجاري أنه سوف يقوم بزيارة سبتة ومليلية المحتلتين في النصف الثاني من شهر يناير القادم. وسبق أن كشف تقرير للمخابرات الإسبانية أجري في شهر سبتمبر الماضي عن انزعاج هذه الأخيرة من زيادة أعداد المسلمين بمدينتي سبتة ومليلية المغربيتين المحتلتين واحتمال تفوق المسلمين على أتباع الديانات الأخرى بالمدينتين، خاصة المسيحيين واليهود، في أفق عام ,2018 وذكر التقرير الذي حمل عنوان الهشاشة الأمنية والتهديدات القائمة أن أعداد المسلمين الذين ينحدرون في غالبيتهم من المغرب تشهد تزايدا مطردا خلال السنوات الأخيرة مقارنة بالمسيحيين ثم اليهود المقيمين بالثغرين المغربيين المحتلين، حيث تقدر نسبة الزيادة داخلهم بحوالي40 في المائة لكي يتحولوا مع الوقت إلى القوة الديمغرافية الأولى في المدينتين بعد 13 سنة من الآن، وأن نسبة تزايد السكان المسلمينالمؤيدين للمغرب تقدر ب10 في المائة، مما يزيد من احتمالات مطالبة المغرب باسترجاعهما، بحسب التقرير الذي أضاف بأن زيادة الهجرة إلى المدينتين علاوة على أن النمو الديمغرافي للمسلمين يهدد بتحول هؤلاء إلى الغالبية من السكان، ويقلل من ولائهم للمجتمع الإسباني، وقال التقرير إن نسبة تواجد المسلمين داخل الجيش الذي يقدر تعداده في المدينتين بثمانية آلاف جندي هي 30 في المائة.