كشفت مصادر مطلعة وموثوقة ل"هسبريس" أن الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة قام في بداية السنة الجارية بتأنيب رئيس جبهة البوليساريو محمد عبدالعزيز تأنيبا حادا وقاسيا تجاوز الأعراف الدبلوماسية، وذلك خلال لقاء غير رسمي لم يعلن عنه جمع بين الرجلين في إحدى إقامات الرئيس الجزائري. وذكر المصدر ذاته ل"هسبريس" أن زعيم البوليساريو قد تحدث بطريقة أغضبت الرئيس الجزائري كثيرا، حيث فهم من فحواها أن زعيم البوليساريو قد لمح للقبول بمبدأ الحكم الذاتي كمرحلة أولى على طريقة كوسوفو. وأضاف المصدر ل"هسبريس" أن رد بوتفليقة كان عنيفا جدا، حين قال محمد عبدالعزيز أنه لو مشينا على درب كوسوفو لنلنا الإستقلال الآن، لكن بوتفليقة رد مباشرة عليه قائلا أن الجزائر ضحت بالكثير لأجل الجمهورية الصحراوية، وأنها صرفت الملايير وتحدت دول الجوار وصارت لها عداوة مع المغرب لأجل قضية الصحراء، بل أكثر من ذلك انه ذهب الى حد مخاطبته بالقول: نحن من صنعكم ونحن من يقرر مصيركم وما أنتم الا خدم لما نريده نحن، ولو تفكرون يوما في خيانة الميثاق الذي جمعنا سنخسف بكم الأرض، وقد كان الرئيس الجزائري بوتفليقة في قمة غضبه، مما دفع برئيس المجلس الوطني الصحراوي محفوظ علي بيبا الذي حضر اللقاء بالتدخل للتهدئة وتفسير مقصد محمد عبدالعزيز الذي التزم حينها الصمت ولم ينطق ببنت شفة، حيث اكد وهو يخاطب الرئيس الجزائري بسيدي من ان تلميح الرئيس محمد عبدالعزيز ليس من باب مراجعة قد تحدث في مبادئ البوليساريو بل هو اشارة فقط الى الكيل بمكيالين الذي تنتهجه المجموعة الدولية. مصدرنا أكد على أن موقف الرئيس بوتفليقة أوحى لمدى انزعاجه من الأعباء التي تتحملها الدولة الجزائرية وما سببه لها من صداع على المستوى المغاربي جراء الدور المحوري الذي تلعبه الجزائر في ملف الصحراء الغربية، وفي الوقت نفسه أكد ان اي تراجع ممكن ان يفكر فيه الجانب الصحراوي هو تقويض واهانة للموقف الجزائري الذي ظل ثابتا منذ عام 1975، وهذا الذي لا يمكن أن يحدث مهما كانت التكاليف ومهما كان الوضع والخيار. ""