مرت عشر سنوات على تولي محمد السادس الحكم بعد ثلاثة عقود من حكم والده الحسن الثاني. بين عشر سنوات من العهد الجديد، وما يقارب ثلاثين سنة من العهد القديم، حققت إنجازات تاريخية، وأطلقت إصلاحات ثورية، وصححت أخطاء كثيرة...أخطاء اعتبرت في العهد السابق من مستلزمات التعامل مع الواقع، وحماية النظام الملكي، ومقاومة تيارات لتغيير. "" نزاع الصحراء الذي استمر بدوره عقودا، وقضية سبتة ومليلية التي نسي المغاربة والعالم أيضا أن المملكة العلوية لم تحرر كل أراضيها من القوة الاستعمارية، واستقلالها لا يزال ناقصا، من أشد الملفات الشائكة التي أورثها الراحل الحسن الثاني لخلفه محمد السادس، والتي يحاول بعد عشر سنوات من توليه العرش تصحيحها كواحدة من العراقيل العديدة التي تقف بين المغرب ومواكبة ركب التقدم. مستشار زعيم البوليساريو يعود إلى الوطن... "استفاد محمد السادس من أخطاء سلفه في التعامل مع قضية شائكة وحساسة اسمها نزاع الصحراء تمس السيادة الوطنية، وتستنزف أموال الشعب، وتقف عائقا أمام تقدم المملكة، ووحدة المنطقة المغاربية"، يقول مصدر مسؤول في حديث خاص ل"هسبريس" مضيفا "في الذكرى العاشرة لتولي محمد السادس العرش، أحداث بارزة حملت إشارات قوية لحل هذا النزاع الذي استمر طويلا، أهمها، عودة أحمدو ولد سويلم الذي كان يشغل منصب الوزير المستشار لزعيم انفصاليي جبهة البوليساريو، وهو إنجاز يحسب لمحمد السادس قبيل انطلاق المفاوضات غير الرسمية بين المملكة والجبهة في النمسا بداية هذا الشهر، كما أنه تعزيز لمقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب للأمم المتحدة كحل توافقي لنزاع الصحراء". بوتفليقة يثني على محمد السادس... الحدث الثاني يتمثل في الرسالة التي بعثها الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة للعاهل المغربي بمناسبة هذه الذكرى، يقول نفس المصدر معلقا "هذه الرسالة حملت في طياتها عبارات جديدة لم يعهد النظام الجزائري استعمالها، وإشارات لاستعداد الجار الشقيق لإعادة النظر في العلاقات الثنائية المتوترة، ووضع شروط تضمن فتحا سليما للحدود البرية، وختم الرسالة بإشارة قوية ونادرا ما يتم توظيفها وهي الثناء على الإصلاحات والإنجازات التي قام بها الملك محمد السادس، وهي إشارة جيدة من قبل الجزائر التي تعتبر المغرب منافسها الأول في ريادة المنطقة المغاربية". الظرفية الجديدة لينت موقف الجزائر... ما الذي غير موقف الجزائر ولو بضع درجات، وجعله أكثر ليونة؟ يجيب نفس المصدر موضحا "ظروف إقليمية ودولية أجبرت جنرالات الجزائر على تليين موقفها، أهمها ضربات تنظيم القاعدة المتتالية، ضغط الولاياتالمتحدةالأمريكية والتي لم يعد في مصلحتها تجاهل القضية المغاربية مادامت ترفعه شعار محاربة الإرهاب الذي يهددها أينما كان، وأيضا الإنجازات التي حققها المغرب والإصلاحات التي يعمل على المضي فيها قدما ومكنته من الفوز بميزة الوضع المتقدم في شراكته مع الاتحاد الأوروبي كلها ساهمت في تليين موقف الجزائر". في العاشر من الشهر الجاري سيجتمع ممثلون عن المملكة المغربية وممثلون عن جبهة البوليساريو الانفصالية في العاصمة النمساوية فيينا في لقاء غير رسمي يمهد لمفاوضات ينتظر منها أن تكون جدية وأكثر ليونة، فهل يعقلها الساسة حتى يجتمع شمل المغاربة والجزائريين، ويقتنع الصحراويون الانفصاليون أنهم مغاربة أولا وأخيرا؟