حصر تقرير "القيم والممارسات الدينية في المغرب" عيناته المستوجبة في 1156 مغربيا ينتمون إلى ست عشرة جهة إدارية، واستهدف التقرير ملامسة قضايا تدينية متنامية، أصبح دعاة المشروع الإسلامي يقدمونها شاهدا على التحولات العميقة التي يشهدها المجتمع المغربي على طريق الانسجام مع الإسلام والتشبث به عقيدة وفكرا وقيما وسلوكا وممارسة. "" وقد سمح منجزو التقرير لأنفسهم بالتوقف عند قضايا معينة لا ينتهي البحث فيها إلا إلى استخلاص نتائج نسبية غير قادرة على التعبير عن واقع التدين بالمغرب. كما أنهم سمحوا لأنفسهم بإسقاط رؤية فكرية أحادية البعد على النتائج الإحصائية التي توصلوا إليها، فجاءت الدراسة مصطبغة بصبغة ذاتية وإن هي حاولت التمظهر بمظهر العلمية والموضوعية والحياد. ويبدو أن إنجاز تقارير بشرية تستند إلى إحصاءات تستخلص نسبا مئوية عن ظواهر اجتماعية محددة قد أصبح أسلوبا جديدا ومنهجا متبعا لترويج كثير من الأطروحات التي تواجه درجة قوية من الممانعة الثقافية والاجتماعية. وأسلوب الاحتماء بوثوقية العلم والتمظهر به أسلوب موغل في القدم، عانى منه الفكر الإنساني قديما وتفطن له على الخصوص كثير من المفكرين المسلمين، فحللوا مكوناته، ونبهوا إلى مخاطره على مسار المعرفة ضمن ما كتبوه عن "الصناعات الخمس" من كتبهم المنطقية، وأطلقوا عليه "صناعة المغالطة"، وعبروا عن طبيعة ذلك الأسلوب بصيغة دالة ومركزة قالوا فيها: "فلان يتكلم بكلام العلماء، فهو إذن من العلماء". وهو أسلوب طالما اعتمدته البحوث الاجتماعية الكولونيالية(الاستعمارية)، التي بذلت جهدا كبيرا في الدفاع عن المشروع الاستعماري وعن مشروعية تصرفاته إزاء الشعوب المستعمرة على نحو ما فعلته الإدارة الاستعمارية الفرنسية التي أوعزت إلى الدائرين في فلكها من علماء الجيولوجيا والجغرافيا على المستوى الطبيعي، ومن علماء الأنثربولوجيا على المستوى البشري، بأن ينجزوا دراسات تبدو عليها ملامح جدية العلم لإثبات أن شمال إفريقيا ليس إلا امتدادا طبيعيا وبشريا لأوروبا، ولإثبات أن الجزائر على الخصوص ليست إلا ضفة جنوبية لفرنسا، مع استبعاد المقابل الطبيعي لهذا الطرح وهو أن تكون أوروبا نفسها امتدادًا لشمال إفريقيا. وإلى الآن ما زالت الدوائر الاستعمارية الإسبانية تنتج خطابات من هذا القبيل، تتوسل بالبحوث العلمية الطبيعية التاريخية، وتتوسل بالأساطير إذا أعوزها المدخل العلمي، من أجل ترسيخ انتماء سبتة ومليلية إلى المحيط الإسباني، ومن أجل تركيز ذلك المعطى في لاوعي الناشئة الإسبانية. وخلال فترة المد الشيوعي وعنفوانه دفعت المؤسسات الدعائية العلماء إلى الإكثار من إجراء عمليات تهجين النباتات ليكون الناتج عن التهجين صنفا ثالثا يشهد لنظرية الديالتيك في بعدها النظري الأيدولوجي ويبرهن على صحتها بشواهد مادية طبيعية. إن فكرة إصدار تقارير علمية ترصد بعض الظواهر الاجتماعية لا يمكن أن يكون إلا عملا علميا مفيدا على طريق معرفة المجتمع، لتفادي السلبيات والارتقاء به نحو الأفضل، إلا أن إنجاز هذه البحوث لا تكون له آثاره الإيجابية ولا يحقق الغاية العلمية المتوخاة منه، إلا إذا توفرت له الشروط الموضوعية والأمانة العلمية والنزاهة الفكرية التي تجعل منه عملا ينأى عن الذاتية وعن الإسقاطات الشخصية وعن التوظيف البراغماتي للعلم. ملاحظات عامة على التقرير بما أن تقرير "القيم والممارسة الدينية في المغرب" هو تقرير مفتوح على كل أفراد المجتمع المغربي ومكوناته وجماعاته الوظيفية، وعلى جميع الباحثين والمهتمين، فإن هذا يطرح إلزامية إسهام هذه المكونات في تقويم التقرير وإبداء ملاحظات على الجوانب التي قد تكون موضوع نقاش فيه، فبالإمكان التوقف عند ملاحظات يتسع المقام لعرضها ومنها: 1 إن المطلوب منهجيا في كل عمليات سبر والاستطلاع أن تنوع العينات والنماذج المستجوبة وفق ما في المجتمع من اهتمامات دينية ومن تيارات فكرية ومن توجيهات اجتماعية وتحقق هذا الشرط يسمح بتوسيع زاوية الرؤية للمجتمع، ويجعل البحث مستوعبا لأكثر المكونات المشكلة لتنوع المجتمع، وهذا ما يحقق صدقية النتائج واقترابها من تمثيل الواقع الحقيقي للظواهر المدروسة. والتزاما باحترام شرط التنوع وخدمة للحقيقة، فإنه يجب مراعاته وتوفره كذلك في العينات المشرفة على إعداد التقرير وتنفيذ خطواته؛ لأن عمليات تصميم التقرير وهندسته وتحديد الغايات المرجوة منه ليست عملية آلية محايدة أو منفصلة عن ذاتية المشرف، وإنما هي عملية تتم ضمن نطاق رؤية المشرف وقناعاته، وما يمكن أن يكون قد كونه سلفا عن الظاهرة المدروسة من آراء ومواقف، ومن ثم تكون الأسئلة المطروحة موحية بأجوبة غالبا ما تكون مؤيدة لمواقف المشرف على التقرير. كما أن التركيز على بعض العينات هو في حد ذاته نوع من التوجيه ومن الإسهام في صياغة الأجوبة المقصودة، فطرح السؤال عن الستر والحجاب على عينات من المستحمين على شاطئ البحر يختلف جوابه عن طرح ذات السؤال على عينات من أشخاص آخرين وهم يخرجون من قاعة محاضرة دينية مثلا. والسؤال عن حفظ القرآن حينما يوجه إلى أوساط ذات تكوين علمي في كليات الطب أو الهندسة أو الزراعة يؤدي إلى نتائج مغايرة لطرحه على عينات أخرى قريبة الصلة بالتعليم الديني. ومؤشر التدين عند الأطباء لا يقاس بحفظ القرآن وإنما يقاس بمظاهر أخرى مميزة متصلة بأداء العمل الطبي كالبسملة عند المعالجة، وكاستحضار قدرة الله على الشفاء، أو كالقدرة على التواصل باللغة العربية وما يشبه ذلك من المظاهر الكثيرة الدالة على التدين عند فئة الأطباء والمهندسين والصيادلة والزراعيين ومن على شاكلتهم، ممن لم تترك لهم البرامج التعليمية والتربوية متسعا للاشتغال بحفظ القرآن الكريم. لهذا الاعتبار، فإن تنوع توجهات المشرفين على إعداد التقرير، وانتمائهم إلى مدارس فكرية وثقافية متعددة، مما يمكن أن يدرأ عن البحث صفة أحادية الرؤية أو إقصاء الآخر أو التحكم في مسار العلم، وبإمكان ذلك التنوع أن يصل بالبحث إلى تشخيص حقيقي للقيم وللتدين في المغرب حتى لا يعيش الناس على وعي مغلوط. 2 لقد جاء في التقرير أن 54.2% من المستجوبين الذين يفترض التقرير أنهم يمثلون نماذج من التيارات الموجودة في المغرب، قد صرحوا بأنهم يعتبرون أنفسهم مسلمين بالدرجة الأولى، ثم يأتي اعتبار الهوية المغربية في الرتبة الثانية، واعتبار الهوية العربية في الرتبة الثالثة، وتأتي الهوية الأمازيغية في الرتبة الرابعة. إن هذا المعطى يطرح إشكالات على مستوى المنهج وعلى مستوى المضمون كذلك. فعلى مستوى المنهج، فإن السؤال عن تراتيبية الانتماءات لا يتأسس إلا على توهم التباين والتنافي بين التمسك بالإسلام والاعتزاز بالهوية المغربية وبالعروبة أو بالأمازيغية. والواقع أن التنافي له شروط علمية معروفة ومدروسة في باب التناقض من كتب المنطق، ومن أبرز شروطه ما سمي بالوحدات الثمان، التي منها اتحاد الموضوع والمحمول والزمان والمكان والقوة والفعل والكلي والجزئي والشرط والإضافة. ومن غير أن ألجئ القارئ إلى دراسة مبحث التناقض، فإني أقول إنه لا يجوز أن يقول لشخص مثلا: هل أنت مسلم أم أنت رجل؟ لأنه لا تقابل بين الإسلام والرجولة، كما لا يجوز أن يقال للآخر: أأنت مسلم أم مغربي؟ أو هل أنت مسلم أم عربي أم أمازيغي؟ لأن هذه عبارات متداخلة، يتناول كل منها حيثية خاصة. فالإسلام هو علاقة تدينية ومنهج حياة يكون عليه الإنسان، أما الانتماء إلى العرب أو الأمازيغ فإنه انتماء إلى أحد فصيلين بشريين، والإسلام يستوعب الفصيلين ويستوعب غيرهما. ولو صح أن يطرح هذا السؤال لصح التقسيم، فيقال إن الإنسان إما أن يكون مسلما أو يكون عربيا أو يكون أمازيغيا أو تكون له هوية مغربية. والإسلام لا يتنافى مع الهوية الوطنية للإنسان المغربي؛ لأن الإسلام أسهم بقوة في صياغة الهوية الوطنية المغربية. وبالمقابل فإن بعض معارف الإسلام وعلومه قد اصطبغت بصبغة جهات وأقاليم إسلامية تطورت فيها، والمعروف أن جزءا من الفقه قد انبنى على مراعاة الأعراف وما تواضع عليه الناس مما لا يتنافى مع جوهر الإسلام ومقاصده، وقد أجاب الشافعي حين سئل عن اختلاف فقهه الجديد في مصر عن فقهه القديم، بأن ذلك "اختلاف مكان وزمان لا اختلاف حجة وبرهان". والمعروف عن الفقه المالكي أنه تشكل من مجموعة مدارس ذات عناوين محلية هي المدرسة البغدادية، والمدرسة المصرية، ثم المدرسة المغربية. وقد اصطبغ كثير من أبواب الفقه بصبغة المحلية تبعا لما جرى به العمل، فكان هناك العمل الغرناطي، والفاسي والسوسي. وعرف عن الفقه في المغرب والأندلس أنه تفرد بالقول في أكثر من300 مسألة، ومثل ما قيل عن الفقه يقال عن علوم أخرى مثل علم النحو، الذي تنازعته في البدء مدرستان كبيرتان هما مدرسة الكوفة ومدرسة البصرة، ثم تلتهما المدرسة البغدادية، التي تشكلت على يد أبي علي الفارسي وتلميذه ابن جني، وانحاز النحو في الغرب الإسلامي في أول الأمر إلى نحو الكوفة تبعا لمحبة المغاربة لعلي بن أبي طالب، الذي ارتبط بالكوفة، لكن سرعان ما تحول الناس إلى المذهب البصري قبل أن يشكل المغاربة والأندلسيون مدرسة النحو المغربي. إن طرح السؤال على المستجوب إن كان مسلما بالدرجة الأولى أو ذا هوية مغربية أو ذا انتماء عربي أو أمازيغي، هو بمثابة السؤال إن كان الشخص مسلما أو أنه يحب التقاليد والعادات المغربية واللباس المغربي، وهو بمثابة أن يقال لشخص: أتحب مكة أم أنك تحب مراكش أو سلا أو طنجة، أو يقال له أأنت مسلم أم أنت عربي أم أمازيغي؟ والحال أن الأخذ بكل هذه الاعتبارات لا يتنافى ولا يتدافع، وإنما يتداخل ويستوعب في الشخص الواحد، وعبر التاريخ المغربي والتاريخ الحديث خصوصا مزجت المقاومة بين الدفاع عن الوطن والدفاع عن الدين، وظل حب الإسلام وحب الوطن وحب الانتماء إلى الأهل والعشيرة أشياء متمازجة؛ لأن الإسلام قد ضخ من معانيه وقيمه في باقي المكونات، فقد عزز حب الوطن ودعا إلى البر بالأهل والعشيرة، والهوية الوطنية تحفظ ضمن قيمها كل قيم الإسلام، ولا تستثني منها شيئا. ومن الإسلام استقت الهوية الوطنية معاني العبادة والتوحيد والبر بالأهل والأقربين، ومنه استقت معاني إيتاء الزكاة والصيام والحج وأحكام المواريث والشفعة وغيرها من المعاني التي طبعت الهوية الوطنية، ومارسها المغاربة العرب والأمازيغ على حد سواء، في نسق واحد متناغم. هذا عن الخطأ المنهجي المتمثل في وضع سؤال المفاضلة بين الاعتزاز بالإسلام والاعتزاز بغيره من الهوية الوطنية أو العربية أو الأمازيغية. إشكالية الانتماء الديني في المغرب أما عن مناقشة المضمون الذي أفصح عنه الإحصاء، والذي يوحي بأن نحو نصف المغاربة يعتبرون أنفسهم مسلمين بالمقام الأول فإنه معطى خطير يصعب التسليم به؛ لأن قضية كهذه تمس الأمة في انتمائها الديني تحتاج إلى بحث جاد وإلى استنطاق كل المؤشرات، وإلى إعمال كل أصناف السبر الصحيحة. إن واقع المغاربة يسجل أنهم مسلمون في غالبيتهم العظمى، ويشهد على هذا أن خصومات حادة شفوية وكتابية تقع دائما بمجرد أن يكفر شخص غيره ويخرجه عن دائرة الإسلام، حتى لو كان من يوجه إليه التكفير رقيق الدين، قليل الاعتناء بشعائر الإسلام، ويؤكد هذا المعنى أننا لا نجد مغربيا مهما يكون مستواه من الدين إلا وهو يختن أبناءه، ويحرص على أن يدفن أقرباءه بعد أداء الجنازة عليهم، وهذه علامات بارزة لا نحتاج معها إلى أخذ عينات؛ لأن استنطاق العينات يتهاوى أمام هذه المظاهر الدالة بقوة على انتماء المجتمع المغربي للإسلام. إن معرفة عمق تدين الإنسان المغربي قضية على جانب كبير من الأهمية والخطورة، التي يمكن أن تنعكس على استمرار الانسجام في المجتمع، وهي بذلك لا يمكن أن تعلق على إحصاء شارد لم تتوفر له بالتأكيد شرط الموضوعية والنزاهة، ولا يدري أحد كيف تم، ولا كيف اقتنصت نتائجه، وهذا ما يلزم الباحث بتعميق البحث وباستنطاق شواهد أخرى، ومنها: أن نلاحظ كيف تهيمن أجواء شهر رمضان على الشعب المغربي وتتكيف كل أنشطته وفق نظام يوم الصيام. ومنها أيضا أن نتابع حركة بناء المساجد والإقبال عليها خصوصا أيام الجمعة وفي رمضان. ومنها أن نلاحظ مظهر قبول ارتداء الحجاب إلى الدرجة التي بلغت نسبته 84%. ومنها أن نتابع موجة انتشار الإنشاد الديني ورواج أشرطة القرآن الكريم والدروس الدينية والمحاضرات. وعلى الإجمال، فإن اللغة والأسماء والأعياد والآداب العامة والاقتصاد المرتبط بالمناسبات الدينية كرمضان وعيد الأضحى والمولد النبوي وعاشوراء وغيرها تظل مؤشرات أقدر على إبراز عمق تدين المجتمع المغربي الذي لن يكون استثناء من المجتمعات الإسلامية التي تعرف حضورا قويا ومتناميا للإسلام. 3 لقد أورد التقرير أن22.9% من المستجوبين يعترفون بأن معرفتهم بالدين الإسلامي ليست بالشكل المطلوب، واستنتج التقرير من ذلك أن المجتمع يتجه إلى الحداثة. إن هذا الاستنتاج يثير الاستغراب؛ لأنه يرى مجرد الجهل بالإسلام هو مؤشر توجه المغرب نحو الحداثة. والواقع أن الجهل لا يستلزم ذلك ضرورة؛ إذ كثيرا ما يكون الجاهلون بالإسلام جاهلين به وبغيره، وكثيرا ما يجهلون ما يجب عليهم معرفته من ثقافة عصرهم. وما ورد في الإحصاء يجب أن يقابل بغيره من المؤشرات الكثيرة القادرة على التعبير عن حقيقة اتصال المغاربة بالمعرفة الإسلامية، فيمكن الاقتصار على المؤشرات التالية: إن موقع المجلس العلمي الأعلى على شبكة الإنترنت قد استقبل سنة 2006 أكثر من300.000 زائر، وإن موقع وزارة الأوقاف استقبل أكثر من 500.000 زائر. لقد حققت بعض المواقع على شبكة الانترنت نسبة زيارات عالية كان المغاربة في الصدارة من المتابعين لها، وقد سجل مركزALEXA أن موقع "إسلام أون لاين.نت"رتب الأول من بين وسائط التواصل الديني خلال سنة 2006 وبلغ عدد الصفحات التي فتحت 1950.000.000 صفحة، وكان المغاربة في الصدارة من الزوار بنسبة تتردد بين 30 و36%. وقد سوق المعرض الدولي للكتاب بالدار البيضاء مجموعة من الكتب بلغت نسبة الكتاب الديني والتراثي منها 40%. وخلال أيام السنة كلها تستقبل المجالس العلمية بجميع أنحاء المغرب أسئلة المواطنين، ويتابع كثير من المغاربة آلاف المحاضرات التي تنظمها المجالس العلمية. ويتابع خطب الجمعة أسبوعيا أكثر 6.000.000 شخص يتعرفون خلالها على حقائق الإسلام. هذه أبرز الأشياء التي يمكن الرجوع إليها لمعرفة إقبال المغاربة على المعرفة الإسلامية، وهي تبرز اهتمامهم الكبير بمتابعة ما يكتب وما يلقى من الدروس والمحاضرات. الاختلال المنهجي في التقرير 4 من الحقائق التي ساقها التقرير أن1.4 في المائة هم الذين يحفظون القرآن الكريم، وهو ما يعني أن عدد من يحفظ القرآن من المغاربة لا يتجاوز420000 شخصا.