وجّه مستشار الأمن القومي العراقي موفق الربيعي اتهامات عنيفة إلى سوريا وإيران، ب "تصدير الموت" إلى العراق، عبر تدريب وتجهيز الميليشات المسلحة، إلى جانب تسهيل مرور الانتحاريين والسلاح إلى العراق. "" واعتبر الربيعي أن الهدف النهائي لإيران بأن تحكم العراق "حكومة شيعية طائفية موالية لها"، وهو ما يدفعها إلى "دعم كل الأطراف"، حتى تنظيم "القاعدة"، الذي تحتجز طهران "ما يقرب المئة من قياداته (...) وتتيح لهم استخدام الهواتف وغيرها. ولكنهم يرفضون تزويدنا بالمعلومات التي تساعدنا في تتبع عناص القاعدة بالعراق"، وفق ما شرح الربيعي في مقابلة نشرتها صحيفة "الشرق الأوسط" الأربعاء 23-4-2008. وكشف الربيعي عن دخول الانتحاريين إلى العراق عبر سوريا، قادمين من "المغرب العربي، أو من السودان، أو اليمن، أو الخليج. كلهم يصلون دمشق، ومن دمشق إلى العراق". وأضاف أن عدد الانتحاريين الذين كانوا يعبرون الحدود من سوريا وصل إلى 110 شهرياً، مستبعداً أن يكونوا دخلوا دون معرفة المخابرات السورية، التي "إذا طارت ذبابة في الشام يعرفون من أين طارت، وإلى أين ذهبت". ويستطرد الربيعي: "لدينا معلومات دقيقة وصريحة بأن دمشق تأوي (نائب الرئيس العراقي السابق) عزت الدوري، وهو يموّل الكثير من الجهات الإرهابية، ويقود مجموعة من البعثيين لإعادة الأمجاد الكاذبة لأيام صدام حسين". في المقابل، أشاد الربيعي بالتعاون "النموذجي" القائم مع المملكة العربية السعودية على الصعيد الأمني، وهو ما أدى إلى تسليم العديد من المطلوبين الهامين للسعودية، بعدما تم توقيفهم في العراق. ويتناول التعاون الأمني مع السعودية، وفق الربيعي، حركة الأشخاص ونقل الأموال، "وبيننا خط ساخن، وتبادل السجناء والتحاليل للمعلومات". إعدام صدام أما عن معايشته اللحظات الأخيرة في حياة صدام حسين، تحدث الربيعي عن "حدوث الكثير من الأخطاء غير المقصودة". واستطرد: "نحن لا نعرف كيف نعدم، لكننا نعرف أن نُعدم. فعلى مدى عقود وصدام يعدم مئات العراقيين.. لهذا لم تكن لدينا خبرة في إعدام صدام، الذي رافقته من الباب وأصعدته للمشنقة". واستعاد مستشار الأمن العراقي اللحظات الأخيرة قبل الإعدام: "ذهبنا أولاً إلى غرفة الاعدام مباشرة، فقيل لنا يجب ان يتلى عليه قرار المحكمة في غرفة اخرى، لهذا اعدناه الى غرفة ثانية وقرأ القاضي عليه قرار الاعدام، ثم اقتيد الى غرفة الاعدام. كان يرتدي قميصا ابيض وسروالا وقبوطا، وبقي ينظر الي لثلاث دقائق لانني كنت على يمينه، ثم قال لي "لا تخاف"، وانا استغربت كلامه، لماذا اخاف انا ، هو من سيعدم ولست انا". وأضاف: "عندما تم ربط يده الى الخلف، قلت للحارس أن يكون رقيقا معه، ذلك أن أية اهانة لم توجه الى صدام حتى تنفيذ الاعدام به. من الأخطاء التي حدثت هو إنه يجب ربط رجليه، لكننا فوجئنا بأن عليه الصعود بضعة سلالم الى المشنقة، ويجب ربط قدميه هناك، وانا من ذكرت الجلاد بأن يطلب منه تلاوة الشهادتين كونه مسلماً". أما الأحاديث التي جرت بين صدام والحراس، فيقول الربيعي أنها "ليست مسؤوليتنا، لأن الحرس والمنفذين كانوا من وزارة العدل وليس من رئاسة الوزراء، وبعد ان نفذ به الاعدام وادخل في الكيس الابيض حدثت امور اخجل من ذكرها". أما عن الاستعجال بتفيذ الحكم، فكشف الربيعي عن "أوضاع ضاغطة للغاية" دفعت باتجاه تنفيذ الإعدام، إذ كان "عدد من قادة الدول العربية، وحتى غير العربية" يضغطون باتجاه تنفيذه، "لكني فضلت نقله إلى سجن ناء". أما عن الموقف الأمريكي من إعدام صدام، فأشار الربيعي إلى ان الرئيس جورج بوش كان "بالتأكيد" متحمساً لإنجازه، رغم ظهور بعض الانقسامات بين الأمريكيين المتواجدين في العراق، إلا انه أكد أن "تنفيذ الإعدام بصدام حسين لم يكن في يوم العيد، وإنما قبيل العيد".