قال عبد الله باها نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ووزير الدولة في حكومة بنكيران، إن على النخب السياسية والاقتصادية المغربية أن تفهم وتستوعب جيدا أن الشعب اختار الإصلاح في ظل الاستقرار في تفاعله مع الربيع العربي، واصفا في كلمة ألقاها في الجلسة الافتتاحية للملتقى الوطني الثامن لشبيبة حزبه المنعقد بطنجة من 26 غشت إلى 1 شتنبر، المغاربة بالأذكياء والقادرين على اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب، ومعتبرا أن عددا من المغاربة الذين صوتوا لفائدة حزبه في انتخابات 25 نونبر 2011 مَن صوت فقط تعبيرا منه عن خوفه على مستقبل الوطن، رغم عدم الاتفاق أو التعاطف مع الحزب. وأوضح باها في الكلمة ذاتها أن من حسن حظ المغرب أن الأوضاع ظلت فيه في إطار المتحمل والمتحكم به قبل 20 فبراير رغم ما سماه المسار التراجعي الخطير الذي مس الإصلاحات التي تمت مباشرتها عقب تولي محمد السادس الحكم، والتي أفقدت المغرب في اعتقاد باها ما يوازي 16 سنة من التقدم، وشرح المتحدث نفسه أن الربيع العربي وجد المغرب في وضعية هشة نتيجة عدم استعداده المبكر والجيد لظروف موضوعية منها العولمة "الزاحفة" التي تريد تنميط الإنسان والتي قد تكون سببا في ما أطلق عليه باها إفلاس بعض الدول. وشدد وزير الدولة المعروف في صفوف حزبه باسم الحكيم، على أن هناك من يريد محاسبة الحكومة بمنطق الثورة التي شهدتها بعض الدول، مبرزا أن ما يشهده المغرب إصلاحا وليس ثورة بالمفهوم المتعارف عليه، "لذلك يجب محاسبة الحكومة بمنطق الإصلاح الذي يحتاج لوقت طويل ويحتاج لسنة التدرج" يضيف باها مؤكدا أن هناك من يقف في وجه الحكومة لأنه لا يريد استمرار مسلسل الإصلاح. "عفا الله عما سلف" كانت حاضرة في كلمة نائب بنكيران عندما أوضح أنها وردت في القرآن ولم يأت بها عبد الإله بنكيران، مشيرا إلى أن النبش في ملفات الماضي سوف يؤخر ويُعطل التفكير والعمل للمستقبل، ومن شأنه أن يفرّق المغاربة وهو ما لا يريده "العدالة والتنمية" الذي يسعى إلى أن تتوحد الجهود للسير بالوطن نحو التقدم والتنمية، مستدركا أن "عفا الله عما سلف" يمكن أن يكون شعارا في ما مضى "ولكن الملفات التي وصلت إلى القضاء ستواصل طريقها إلى أن يقول كلمته فيها". وعن شعبية حزب العدالة والتنمية، قال "حكيم" الحزب أنه لا وجود لحزب يتصدى للشأن العام تستمر شعبيته إلى ما شاء الله، موضحا أن من الأحزاب من سيرت دولا لسنوات حتى في أوروبا وغيرها، فوجدت أن شعبيتها تراجعت، مسجلا أن ما يهم حزبه ويحرص عليه هو أن يقوم بواجبه فقط.