غصَّت صفحة "رسالة إلى عبد الإله بنكيران" على موقع فيسبوك بمئات الرسائل والتعليقات الغاضبة من التصريحات الأخيرة التي أدلى بها رئيس الحكومة لبرنامج "بلا حدود" الذي يقدمه الإعلامي أحمد منصور في قناة الجزيرة الفضائية، حيث أكد فيها صعوبة النبش في ملفات الفساد القديمة، وأنه " عفا الله عما سلف"، ومن "عاد سينتقم منه الله". وقال خالد أبو علي، مدير صفحة "رسائل إلى بنكيران" التي خُصصت لتواصل المواطنين وناشطي الانترنت مع رئيس الحكومة، إن صفحته الفيسبوكية امتلأت بالعديد من الرسائل التي صبت في أغلبها في اتجاه لوم وانتقاد بنكيران على تخليه عن محاربة المفسدين بدعوى أن ذلك حدث في الماضي، وأن الله عفا عما سلف. وأورد مدير الصفحة الفيسبوكية، في تصريحاته لهسبريس، عددا من تلك الرسائل الناقمة على بنكيران، حيث تساءل أحد المعلقين عن مدى أحقية المفسدين وناهبي المال العام بالعفو، مضيفا أن بنكيران جانب الصواب بإقدامه على قرار مصيري وخطير كهذا دون استشارة أحد. وخاطب ناشط فيسبوكي آخر بنكيران بالقول: "نحن انتخبناك من أجل الكرامة والعدالة الاجتماعية، والشغل والعيش الكريم ومحاربة الفساد .إننا نريد دولة الحق والقانون، أي محاسبة كل من ارتبط بملفات الفساد القديمة". وفضل معلق آخر على صفحة "رسالة إلى بنكيران" أن يوجه الخطاب إلى زعيم حزب المصباح باللهجة الدارجة: "عفا الله عما سلف.. كيفاش زعما إيوا على هاد لحساب حتى المعتقلين لي فالسجون يخرجوا ونبداو صفحة جديدة.. إيوا هادي هيا عفا الله عما سلف". ولمح البعض الآخر إلى خوف بنكيران من فتح ملفات الفساد التي تتورط فيها لوبيات ذات نفوذ في البلاد، سبق للشعب أن طالب بمحاسبتها في العديد من المظاهرات الاحتجاجية، حيث قال أحد المعلقين لبنكيران: "لا داعي للخوف من صوت الرصاص، فالرصاصة التي تقتلك لن تسمع صوتها". وبالمقابل، قليلون من انبروا مُدافعين عن اختيار بنكيران توجه "عفا الله عما سلف" بالقول إنه لا جدوى من متابعة شخص سرق وهرب ماله وذويه إلى الخارج، فهل تترك الحكومة الانكباب على ملفات الفقر والبطالة والصحة وباقي أولويات الشعب لتتخصص في مطاردة الساحرات؟، يتساءل ناشط فيسبوكي.