قال رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، إن «القضاء على الريع والفساد ليس ممكنا، ولكنْ كلما نقصنا منه سيكون ذلك جيدا، ولا يمكن أن نصبح حاملين للمصباح ونبحث في أركان الدولة عن كل من وقع في مخالفة، فهذه ستكون جريمة في حق الوطن».. واعتبر بنكيران، الذي حل أول أمس ضيفا على قناة «الجزيرة» في برنامج «بلا حدود»، أنه «لا يمكن التعويل على حكومة بنكيران لتنهيّ الفساد في ستة أشهر، فهذا سوء ظن بالعقل البشري وتقدير أكثر من اللازم لبنكيران وحكومته»، مشيرا إلى أن «الحكومة تسير في اتجاه طي صفحة الماضي بطريقة فيها لطف، وإذا كانت هناك اختلاسات كبيرة فهذا لا يمكن أن ينجو من المتابعة، لكن الأصل هو أن الذين أخذوا في وقت من الأوقات قلنا لهم كفى، وعفا الله عما سلف ومن عاد فينتقم الله منه، وهذه فلسفتي وأعتز بها».. وأوضح بنكيران أن «الزج بالمفسدين في السجون لا نريده كمنهج، وهو أمر غير ممكن، وهو يشبه ملاحقة الساحرات ويخلق رعبا في المجتمع، وفي المغرب الذين تحكموا أخذوا، والذين تمكنوا من إزعاجهم أخذوا، وكل الفئات القوية التي تمكنت من الدفاع عن نفسها وصلها نصيب».. وأكد بنكيران أن «المجتمع حين تتحول فيه الثقافة إلى ثقافة مالية لا يمكن أن يقنع أحد بشيء، لأن الأقوياء الذين تحكموا في المراحل السابقة و«العفاريت» يستفيدون ولا يظهرون، وهي طريقة في الحياة مبنية على المظاهر والبذخ، وهذا يرهق المجتمع، لكن هناك شريحة تصل إلى 40% لم تنل شيئا». إلى ذلك، اعتبر رئيس الحكومة أن «الطبقة المتحكمة، التي هي أكثر من الطبقة الحاكمة، تُفرَز طبيعيا في كافة الشعوب، لكن الملوك يبقون دائما عنصر توازن، فالحسن الثاني، إن وقعت في زمانه أشياء يمكن أن تؤاخذ عليه، فهو أنقذ المغرب من أمور لم تكن تُتخيَّل.. وملوكنا في الوقت المناسب يتخذون القرار المناسب، والشعب المغربي كلما توافقت الإرادة الملكية مع الإرادة الشعبية إلا وحقق المعجزات، سواء تعلق الأمر بالاستقلال أو بالمسيرة الخضراء أو بالتناوب التوافقي». وأشار بنكيران إلى أن «الملك محمد السادس لما رأى أن الشعب المغربي خرج إلى الشارع، لكنْ ليس بالكثافة التي خرجت بها الدول الأخرى، وأن عنده مطالب، لم يتأخر ولم ينزل بالدبابات.. فالخطاب الملكي ل9 مارس امتص الغضب الأصلي، واستجاب لكافة ما طالبت به الحركات الإصلاحية والسياسية».