كشفت مصادر صحفية فرنسية عن تنامي ظاهرة هجرة الشباب الفرنسيين إلى المغرب بحثا عن حظوظ أوفر للحياة في هذا البلد الشمال إفريقي. وقال تقرير نشرته "فرانس 24" باللغة الفرنسية إن الأزمة الاقتصادية وارتفاع معدلات البطالة وعدم وضوح الرؤية للمستقبل في فرنسا دفعت أعدادا متزايدة من حملة الشهائد الفرنسيين إلى مغادرة فرنسا في اتجاه المملكة المغربية بحثا عن الشغل في الدارالبيضاءوالرباط ومراكش وغيرها من مدن البلاد. وتتوزع نشاطات هؤلاء الفرنسيين على قطاعات البستنة والهندسة وايضا على بعث شركات خاصة، مستفيدين من أجواء الثقة التي يمنحها لهم رجال الأعمال في المغرب على عكس ما هو حاصل في أوروبا. ونوه التقرير إلى أن المغرب أصبح منذ سنوات الوجهة المفضلة للفرنسيين الذين يبحثون عن الاستقرار خارج بلادهم. ووفقا لنفس المصدر، فإن عدد الفرنسيين الذين يقيمون في المغرب حاليا بلغ 55 ألفا. ولئن وجد عدد من المتقاعدين منهم شروطا أيسر للحياة في المغرب من ذلك أن المعيشة في بلد الشمس كما يصفونه اقل كلفة، فإن الآلاف من الشبان خريجي الجامعة اكتشفوا فيه أيضا حظوظا كبرى للانطلاق في حياتهم المهنية على عكس ماهو متوفر في بلادهم. وأمام انغلاق سوق الشغل أمامهم في بلاد فولتير، انتبه الشبان الفرنسيون إلى حيوية السوق التشغيلية المغربية، فآثروا الانطلاق في تجربتهم المهنية الأولى من المغرب البلد المسلم المنفتح والمتسامح والذي ينتمي إلى الدول الناطقة بالفرنسية وهو العامل الذي سهل اندماجهم. كما يشجع قرب المسافة بين البلدين على أن يكون المغرب الوجهة المفضلة للفرنسيين. ولا تبعد باريس عن الرباط إلا بأقل من ساعتين ونصف بواسطة الطائرة التي انخفضت أسعار تذاكرها بعدما فسحت السلطات المغربية مجال النقل الجوي أمام التحرير (السماء المفتوحة) وبات سعر تذكرة السفر من إحدى المدن الفرنسية إلى كثير من المدن المغربية يقل بكثير عن سعر النقل بالقطار السريع من مدينة إلى مدينة داخل فرنسا. وتكتسي هجرة الشباب الفرنسي الحامل للشهائد إلى المغرب قصد الشغل أهمية بالغة جدا بالنسبة للمغاربة، لأنه وإلى حد قريب جدا كانت الصورة مقلوبة، وكان الشباب المغربي هو الذييحلم بالاستقرار في فرنسا. ويفسر مراقبون هذا التحول بتحسن مؤشرات الأوضاع الاقتصادية في المغرب عكس ما يحصل الآن في فرنسا.