لم يعد التوجه إلى المغرب بهدف الاستقرار فيه يقتصر لدى الفرنسيين على فئة المتقاعدين الذين أدركوا منذ مدة أن الحياة في المغرب أفضل ، وأقل كلفة، وأن المغرب بلد الشمس، بل تجاوز الأمر هذه الفئة ليشمل الشباب من الفرنسيين، حيث أكدت مصادر إعلامية فرنسية أن الوجهة المغربية أضحت المفضلة بالنسبة لأعداد لا بأس بها من الشباب الفرنسي الباحث عن فرص الشغل. وتقول هذه المصادر إن تداعيات الوضع الاقتصادي الصعب الذي تعيشه فرنسا يفسر هذه الرغبة الملحة لدى كثير من الشباب الفرنسي الذي تنامت في أوساطه معدلات البطالة وأضحى خصوصا بالنسبة للشباب الفرنسي الحاصل على ديبلوم من الصعب جدا الحصول على شغل في ظروف صعبة تجتازها المقاولة الفرنسية، وهو وضع ساهم في انسداد الآفاق أمام الشباب الذي اضطر للتوجه إلى بلد فرنكفوني ولا يبعد عن باريس إلا بأقل من ساعتين ونصف بواسطة الطائرة التي انخفضت أسعار تذاكرها بعدما فسحت السلطات المغربية مجال النقل الجوي أمام التحرير (السماء المفتوحة) وبات سعر تذكرة السفر من إحدى المدن الفرنسية إلى كثير من المدن المغربية يقل بكثير عن سعر النقل بالقطار السريع من مدينة إلى مدينة في داخل فرنسا. وتوضح هذه المصادر أن هؤلاء الشباب الفرنسيين المقبلين بتزايد مضطرد نحو المغرب يشتغلون في مقاولات مغربية وأنهم يتمتعون برواتب تفوق نظراءهم من الشباب المغربي، وبعضهم يشتغل في الهندسة أو في الخدمات أو يبادرون بإنشاء مقاولات خاصة. وتعتبر هذه المصادر أن جميع المعطيات تحفز الشباب الفرنسي على التوجه إلى المغرب بهدف الاستقرار، فالغالبية الساحقة من المغاربة يحسنون التواصل باللغة الفرنسية، كما أن المغرب بلد إسلامي معتدل وأن الشعب المغربي شعب مسالم ومضياف. وقدرت هذه المصادر أعداد الفرنسيين المقيمين بشكل رسمي في المغرب بأكثر من 55 ألف شخص. ويكتسي هذا المعطى المتمثل في هجرة الشباب الفرنسي الحامل للديبلوم إلى المغرب قصد الاستقرار بعد ضمان الشغل أهمية بالغة جدا، لأنه وإلى غاية المدى القريب جدا كانت الصورة مقلوبة، وكان الشباب المغربي الحامل للديبلوم يحلم بالاستقرار في فرنسا، وتفسر هذه المصادر هذا التحول بتحسن مؤشرات الأوضاع الاقتصادية في المغرب عكس ما يحصل الآن في فرنسا.