إطار عال في مكتب التكوين المهني بسلا، مكون ومؤطر في الهندسة الميكانيكية، حاصل على الماجستير في ذات التخصص ويُعِدُّ لدكتوراه في علم المواد، مقرئ وحاصل على جائزة محمد السادس الوطنية لتجويد القرآن الكريم سنة 2005...إنه علي الخولاني الريفي الأصل ذي 42 سنة والأب لأربعة أبناء. "تعلمي للقرآن كان عصاميا محضا"، يقول الخولاني. "بدأت الحفظ وإتقان قواعد التجويد مذ بلغت من العمر 17 سنة وبالضبط منذ 1988، تتلمذت على يد الشيخ أبو عبد الله منير المظفر وعلى يد تلميذه عبد الرحمان كريشة. وبنبرة فَخْر يضيف" المصحف رافقني في كل وقت وحين، وكان عبد الرحمان كريشة زميلي في الدراسة يعلمني التجويد وقواعده في أوقات الاستراحة والوقت المخصص لتناول الغذاء وأيام العطل، فلم يكن المصحف يفارقني". يسترسل مقرئ التراويح في سرد ذكريات تعلمه للقرآن، " اعتمدت في بداية تعلمي على طريقة الأصفهاني، ثم تعلمت بعدها طريقة أبي يعقوب الأزرق المنحدرة من رواية ورش عن نافع وهي الطريقة التي يقرؤ بها المغاربة". مستطردا " تأثرت بقراءة المشارقة وقلَّدْت محمد الصديق المنشاوي وبعد ذلك المقرئ الشحات محمد أنور ومصطفى اسماعيل ومصطفى غلوش..أما المغاربة فتأثرت بعبد الرحمان البرنوصي، وعبد الرحمان بنموسى". يَؤُمُّ علي الخولاني التراويح للسنة الثالثة على التوالي بمصلى حي السلام بمدينة سلا، ليصل المصلون وراءه إلى أربعة آلاف مصل، يحُجُّون إليه رجالا ونساء. وهو الذي أقسم على نفسه بأن لا يأخذ فلسا واحدا على قراءته للقرآن مطالبا المصلين بالدعاء له حين الخشوع في صلاتهم ". يقول الخولاني" قبل آخر ثلاث سنوات المنتظمة في مصلى حي السلام، كنت أؤم المصلين بضع ركعات في مساجد متفرقة، وبطلب من المصلين انتظمت صلاتي في مقام حي السلام الذي أقطن به. كما أن بيتي لا يبعد عن المصلى كثيرا". موضحا "أصلي وأقرأ بالطريقة المشرقية. كما أخصص الركعات الأخيرة للقراءة بالطريقة المغربية.. فلكل مصل طريقة معينة تشده وتجعله يخشع أكثر". وفي آخر لقائنا بالمقرئ والمؤطر..تقدم خولاني بالشكر ل "هسبريس" لما توليه من عناية واهتمام بالقراء وحفظة القرءان المغاربة، وموجها طلبا لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بإبداء مزيد من العناية والإنصاف للعديد من قراء القرآن ومقرئي التراويح الذين يشكلون خزانا كبيرا من الطاقات الواعدة في مجالهم. يضيف خولاني "من الواجب الاعتناء بهؤلاء القراء المغمورين منهم على الخصوص والأخذ بيدهم ودعمهم ماديا ومعنويا والعمل على إنقاذهم من براثن التهميش وضيقة ذات اليد".