أبدع الفنان إدريس الروخ في العديد من الأعمال التلفزية والسينمائية المغربية والعالمية ،واستطاع أن يبرز كفاءة احترافية وجمالية فنية، أتناء مشاركته في تجسيد إحدى أدوار البطولة إلى جانب كل من براد بيت و كيت بلانشيت في الشريط الأمريكي BABEL للمخرج المكسيكي أليخاندرو كونزاليس إينياريتو . "" وقبل أن يكون الفنان إدريس ممثلا سينمائيا وتلفزيا ،فقد كانت بدايته مع أب الفنون ،وأنشأ فرقة مسرحية تحت اسم (مسرح السبعة) ،قدمت عروضها في معظم المدن والقرى المغربية فضلا عن دول عربية وأجنبية منها تونس ،إيطاليا ،فرنسا وأسبانيا. تجاربه المتعددة في الأعمال الأجنبية، صقلت مواهبه وأعطته القدرة علي التشخيص وعلي الإقناع والابتكار،التقته هسبريس وحاورته في مجموعة من النقط الفنية. شاهدنا الفنان ادريس الروخ في شريط بابل ،وقد أدهش المشاهد المغربي على الخصوص ،بعطائه المتميز وتقنياته العالية في تجسيد شخصية الشريط بشكل مغاير للشخصيات التي جسدها في أفلام ومسلسلات مغربية،فما هو السبب ؟ الصناعة السينمائية الأمريكية تمتلك مجموعة من المعطيات، تسمح لها أن تقدم أفلامها ،أبطالها ونجومها بأشكال متميزة ،لأنها تمتلك مقومات ماديةتسمح لها بأن تنجز أعمالها خلال توقيت زمني كاف لإنتاج الجودة ،دون أن يكون هناك أي تأثير سلبي على ميزانية الشريط . كما أن المخرج الأمريكي يصور المشاهد باللقطة التي قد تستغرق المدة الزمنية الواحدة خمسة أيام وفي بعض الأحيان شهر أو اكتر وهذا عامل إيجابي يخدم الممثل لكي يعطي أجود ما يمتلكه من أداء في مشهد معين. أمريكا تمتلك إمكانيات تفوق حد التصور، لذلك فهي توفر ظروف جيدة للعمل لا بالنسبة للمخرج الذي يعتبر مادة إبداعية تقود السفينة،ولا بالنسبة للمثلين الذين يحضرون أعمالهم سنة قبل إعطاء إشارة البدء في التصوير وحتى بعدها. على العموم فالاشتغال داخل البلاطو جد مريح للفريق الذي يشتغل أمام الكاميرا أو خلفها،وجودة الصناعة السينمائية تتفاوت من بلد إلى أخر حسب المعطيات المادية المتوفرة وظروف الاشتغال . بخلاف السينما المغربية التي علينا أن نتعامل معها ،كممثلين تقنين ومخرجين ،بإمكانياتها المادية الهزيلة لأنها لا زالت في مرحلة التأسيس ،وتحتاج لدعامة صلبة تتطلب تكاتف موارد مالية ضخمة . لهدا أدعو ،من خلال منبر هسبريس والمنابر الأخرى، كل المستثمرين الخواص الذين يشتغلون في قطاعات أخرى أن يلتحقوا بالسينما ويستثمروا بعض من أموالهم فيها مما سيمكنها من التطور والإقلاع. بصفتكم مؤلفا ،ماذا يمكنكم قوله عن المبدع المغربي مقارنة مع المبدع الشرقي؟ المؤلف الشرقي قبل أن يبدأ عملية الكتابة يكون لديه يقين تام بأن كل ما سيؤلفه، سيتم تجسيده على أرض الواقع /البلاطو ،دون أن يكون مجبرا على مسايرة ميزانية العمل، أو مراعاة التكلفة العالية لمشهد معين ،مما يمكنه من التعامل مع مخيلته بطلاقة وبحرية تساعده على الإبداع بشكل متميز. المغرب كذلك يتوفر على عدد كبير من المبدعين ،منهم من يظهر على الساحة ونشاهد بعض أعماله ،ومنهم من لا يزال في الظل ،للإمكانيات الجد بسيطة ومحدودة ،أتناء الإنتاج، التي لا تساير عملية التخيل و الإبداع لديه . ومادام أن القطاع الفني ببلدنا يعتمد فقط على موارد الدولة ،المضخات من القناتين والمركز السينمائي المغربي ،فلا يمكن لا للمبدع ولا للمخرج بأن ينتجا عمل بالصيغة التي ترضيهما أولا، وتلقى استحسانا لدى المشاهد المغربي ثانيا. لهذا أكرر النداء ،مرة أخرى،للمستثمرين الخواص بدعم المنتوج المغربي حتى يتمكن من التطور بشكل يرضي الجميع داخل وخارج البلاد ،وهدا التطور لا يمكن له أن يتم إلا بتكتلنا واتحادنا مما يدخل في ايطار حب البلاد والمواطنة الصادقة والغيورة على هدا الوطن العزيز الذي نكن له كل الحب والتقدير. حاوره: يوسف كرمي مدونة الفن السابع المغربي