لعله من الامور المحمودة ان تكون المرأة قوية الشخصية ولكن في الوقت نفسه يجب الا تنسى رقتها وجمالها كأنثى او على الاقل كينونتها كامرأة تتحلى بالرومانسية والدلال, وتضرب الممثلة الاسترالية كيت بلانشيت مثلا في قوة الشخصية والاستقلالية والقيادة وفي الوقت نفسه لديها من الرقة ورهافة الحس وفيض المشاعر ما يجعلها هاجس الكثير من الرجال الا انها فضلت العيش في كنف رجل واحد هو المخرج المسرحي اندرو ابتون. تفضل كيت العلاقة المتجددة بين الرجل والمرأة فإذا هدأت الامور واستقرت فإن ذلك ينذر بمشكلات وخيمة ربما يطول امدها تقول بلانشيت: "ان مسألة الزواج تتعلق بالتوقيت, وارى ان الزواج نوع من الجنون لما ينطوي عليه من مخاطر فليس هناك من يضمن استمرار الزواج حتى نهاية العمر الا ان بامكان الزوجين ان يقنعا نفسيهما بأن من حقهما الحصول على الفرصة لاتمام الزواج والدخول في التجربة بنية صادقة وروح طيبة. تتمتع بلانشيت بالصراحة فيما يخص الصداقة بين المرأة والرجل اذ لا تحبذ ان تصادق المرأة رجلا اصغر منها سنا والافضل مصادقة ومواعدة رجل ستيني باعتباره امرا طبيعيا. اشتهرت الممثلة الاسترالية عقب مشاركتها في الثلاثية الناجحة "سيد الخواتم" الذي حولها من فنانة جيدة يعرفها جمهور الافلام الكبيرة الى نجمة كبيرة تمد لها هوليوود البساط الاحمر وتعرض عليها ملايين الدولارات لقاء بطولة افلام اميركية. لكن قبل ذلك بسنوات جاءت بلانشيت من استراليا الى لندن, عاصمة المسرح لتتعلم الدراما والالقاء باشراف اساتذة فرقة شكسبير الملكية وسرعان ما حصلت على ادوار قبل ان يأتيها دور البطولة في فيلم "اليزابيث" المأخوذ عن مسرحية تروي حياة الملكة اليزابيث في القرن الثامن عشر من اخراج الهندي المقيم في انكلترا شيكار كابور ورشحت عنه لجائزة الاوسكار. على الصعيد الشخصي هي متزوجة وام لثلاثة اولاد. تقول عن نفسها: أنا استرالية صميمة ولا أؤيد تسميتي ب ̄ »نجمة هوليوودية« وان كنت اعمل في الولاياتالمتحدة. شاركت بلانشيت في أفلام عربية وتقول عن ظهورها في الفيلم المصري "كابوريا": ان هذا الشيء يعود الى عشرين سنة عندما كنت في الثامنة عشرة من عمري ولم اكن بعد ممثلة محترفة بل مجرد طالبة جامعة سافرت الى مصر في جولة سياحية بحتة, في القاهرة التقيت رجلا في الطريق العام وسألني اذا كان يهمني الظهور في فيلم سينمائي كان يتم تصوير بعض مشاهده في الحي نفسه انتابني الفضول ووافقت على الفور وسرعان ما وجدت نفسي وسط حشود جماهيرية مزدحمة حول حلبة يتلاكم فوقها بطل الفيلم المصري احمد زكي مع منافس اجنبي لم ادرك جنسيته بالتحديد وطلب مني المسؤول عن الكومبارس ان اصرخ واهتف فنفذت تعليماته ثم شعرت بالملل من كثرة الضوضاء وطول الانتظار في الشمس بين لقطة واخرى فغادرت المكان من دون ان يدري احد بالامر ومن دون ان اتقاضى اجري الذي كان ينتظرني في ختام يوم التصوير, وعدت الى متابعة مشواري السياحي مقتنعة بأن العمل في السينما لن يتحول ابدا بالنسبة الي مهنة رسمية". وعن تجربتها في المغرب اثناء تصوير فيلم "بابل" تقول: "الامر هنا يختلف كليا عما كان عليه بالنسبة الى رحلتي في مصر لانني لم ازر المغرب في اطار رحلة سياحية ولكن من اجل العمل وبالتالي لم اتجول في المنطقة الا قليلا في اوقات فراغي لكنني استطيع القول انني اعجبت بالمناظر الطبيعية الخلابة التي رأيتها لاننا صورنا في مناطق جبلية رائعة وبهرت بأهل البلد لان العدد الاكبر من افراد الفريق التقني الخاص بأجزاء الفيلم المصورة في المغرب كان من سكان محليين ما سمح لي بمجاورة الرجال والنساء وباكتشاف ثقافتهم وطباعهم وكرمهم وايضا اكلاتهم الشهية وعدت من المغرب وانا احمل ذكريات دافئة كثيرة واعتبر اماكن السفر المهني هذه من ابرز حسنات مهنتي الفنية اذ تسمح بمجاورة الاشخاص بأسلوب حقيقي اصيل وليس مثلما يفعله السائح الذي يظل في اكثر الاوقات فوق سطح الأمور". المتابع لتجربة بلانشيت يكتشف من دون عناء عدد الجوائز التي حصدتها خلال رحلتها الفنية القصيرة نسبيا من بينها جائزة الاوسكار, والبافتا, والغولدن غلوب وسواها من الجوائز المحلية والعالمية. ويكفي ان نشير الى ان فيلم "السمكة الصغيرة" رشح الى "13" جائزة من جوائز معهد الفيلم الاسترالي عام 2005 وفاز بخمس منها من بينها جائزة افضل ممثلة حصلت عليها كيت وجائزة أفضل ممثل وأفضل ممثلة بدور ثانوي اضافة الى جوائز منفذي المؤثرات الصوتية التي لعبت دورا في اثراء الفيلم وشحنه بالتوتر والاثارة التي يجب ان يكون عليها المناخ العام للفيلم خصوصا انه من افلام الجريمة والرعب والاثارة المطعم ببعض المشاهد العاطفية التي خلقت نوعا من التنويع انقذ الفيلم من السقوط في فخ الملل والرتابة. كما اختارت الحكومة الاسترالية قبل أسابيع قليلة بلانشيت لرئاسة لجنة مكلفة بدراسة مستقبل استراليا وشاركت في ادارة نقاشات القمة التي اطلق عليها اسم "كرياتيف استراليا" بمبادرة رئيس الوزراء وكانت بلانشيت ضمن 10 شخصيات استرالية في لجنة توجيه القمة في حين يشارك فيها نحو الف شخص تم اختيارهم لخبراتهم في مجالات عدة وكان من مهمات بلانشيت إدارة النقاشات حول مستقبل المسرح والسينما في استراليا. ""