يُقِر الأديب مصطفى لغتيري، عضو اتحاد كُتاب المغرب، بأنه ليس من المُغرَمين بشهر رمضان المبارك، لكونه يجد صعوبة في التكيف مع أجوائه، فهو "يحرمه" من كثير من عاداته التي وطَّن نفسه عليها في الكتابة والقراءة، وفي باقي مناحي الحياة اليومية. ويشرح مؤسس الصالون الأدبي بالدار البيضاء، في دردشة مع هسبريس بأنه يحب عادة القراءة والكتابة في المقهى، وهذا الأمر يصبح مستحيلا خلال رمضان، كما أنه لا يحب ملازمة البيت باستمرار، لكن خلال شهر رمضان يكون محكوما بإقامة جبرية في البيت دون أن يقوى على القيام بعمل جدي ومنظم، فضلا عن عجزه على ممارسة الكتابة إلا إذا تعلق الأمر بحوار أو استطلاع أو شيء من هذا القبيل. ويتحدث لغتيري عن طقوسه في الشهر الفضيل بالقول: "خلال هذا الشهر، أنام كثيرا وأصالح التلفاز الذي أقاطعه باقي شهور السنة، وهناك شيء واحد يمكن أن أعتبره من الطقوس المحببة إلي خلال شهر رمضان، لأنني أمارسه بشغف كل سنة خلال شهر رمضان تحديدا، ويتعلق الأمر بإعادة قراءة أحد الكتب التراثية قبل حلول موعد الإفطار بساعتين تقريبا، وهذه السنة أعيد قراءة كتابي المفضل "الإمتاع والمؤانسة" لأبي حيان التوحيدي. وأردف صاحب "ابن السماء" بأنه يحرص على القيام بجولة مشيا على الأقدام قبل الإفطار بنصف ساعة أو أكثر قليلا، وغالبا ما يقوم بها على شاطئ عين الذئاب، ليستمتع بأجواء المحيط الهادئة والجميلة، يقول لغتيري. وحول ما يقوم به الروائي المغربي في ليالي رمضان الكريم، أفاد بأنه يقضي جزء من الليل الرمضاني في البيت للتفرج على التلفاز، والدخول إلى الشبكة العنكبوتية، والجزء الآخر يقضيه في المقهى صحبة بعض الأصدقاء، حيث تكون الفرصة مواتية للإطلاع على الجرائد. وبخصوص سؤال هسبريس عن علاقة لغتيري بالمطبخ خلال رمضان، أجاب الأديب المغربي قائلا: "طبعا لا علاقة لي بتاتا بالمطبخ، لكن قد أشارك ببعض الاقتراحات لإعداد مائدة الفطور، وغالبا ما ينصب اقتراحي على إعداد وجبة من السمك، كما أنني أشارك في التسوق أحيانا". وبالنسبة لما يسميه البعض "الترمضينة"، يكمل لغتيري، فأنا بعيد عنها كل البعد، إذ أنني أتجنب الاصطدام بالناس، ولا أحتك بهم إلا للضرورة القصوى، وأحاول أن أكون متسامحا جدا خلال السياقة، وأتجنب الرد على استفزازات بعض السائقين"، يختم لغتيري حديثه لهسبريس عن طقوسه وعلاقته بالشهر الكريم.