صورةنور الدين كرم بعدسة رشيد تنيوني نور الدين كرم، صاحب برنامج " سبت الحيحة " و" في آي بي " طرد من الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون المغربي قبل أيام فقط من خلال رسالة سلمه اياها رجل الامن المكلف بحراسة مبنى الاذاعة، وذلك رغم اعجاب المغاربة ببرامجه. وفي حوار خاص مع "إيلاف" تحدث كرم عن حيثيات الطرد هو الذي عاد الى المغرب بعد سنوات من العيش في فرنسا ليقدم برنامجا جريئا عن الحب ومباشرة على الهواء مؤكدا انه بعد ما حصل يريد أن يبحث عن الإمكانيات لتغيير المغرب وتطويره. وتساءل كرم عن أمور كثيرة مازالت تؤرقه، كما اشاد بالمدير العام للشركة فيصل العرايشي، رغم أنه لم يصدر منه أي قرار في الموضوع. وفي ما يلي نص الحوار: "" ما هي حيثيات طردك من الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون؟ في الثاني من أبريل منعني رجل الأمن المكلف بحراسة الإذاعة من الدخول. ماذا قال لك؟ أخبرني بوجود ورقة، وطلب مني أن أوقع على وثيقة تؤكد تسلمي إياها. ماذا تحوي الوثيقة التي تسلمتها؟ تقول إنه لم يعد هناك عقد يربطني بالشركة الوطنية للإذاعة التلفزيون لإعداد وتنشيط برنامجين "في آي بي" و"سبت الحيحة" بالإضافة إلى برامج أخرى. ما هو السبب الحقيقي لطردك؟ لا أعرف صدقني هذه هي الحقيقة. لم آت لمدة ثلاثة أيام إلى العمل، لأن مسؤول عن التقنيين نهرني، وقد خفت من أن تتطور الأمور إلى الأسوأ. رجعت بعد ثلاثة أيام، فوجدت رسالة تخبرني بانتهاء العقد بيني وبين الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون. هل تعتبر تغيبك لثلاثة أيام عملا مهنيا؟ فهذا مبرر لوقف العمل بالعقد الذي يربطك بالإذاعة الوطنية "شان أنتير"؟ أعرف أنه ليس عملا مهنيا. في المقابل لم يتصل بي أي شخص من الإدارة يستفسرني عن هذا الغياب. ثم إنني تركت كل عملي، لم أترك الاستوديو فارغا، ما غاب هو صوتي. هناك حديث عن عراك بينك وبين منشط آخر هو أديب المشرفي، فقد تعاركت معه في الاستوديو وبحضور الجميع؟ لم أتعارك معه، فأديب المشرفي دخل الاستوديو مساء وهو في حالة سكر، وكان سباقا إلى ضربي وشتمي، لقد تفوه بكلمات سوقية وسب أمي. لا أعتقد أن هذا الأمر هو من دفع الإدارة إلى طردي، فقد وقعت الوثيقة صباح اليوم الذي وقع فيه العراك. إذا الطرد كان لأسباب أخرى، هل تكون لها علاقة بالمدير الذي وقع الرسالة محمد عياد؟ لقد سبق أن عملت معه في برنامج تلفزيوني "الأولى شاو"، حقيقة لا أعرف سبب الاستغناء عني. هل أحسست أنك ضحية حسابات؟ أشعر أنني ضحية، كما ينتابني شعور بالغبن، لا أعتقد أنني قمت بأشياء تجعلهم يقومون بما قاموا به. هل أنت نادم على العودة إلى المغرب بعد سنوات من العيش في فرنسا؟ لا لم أندم، لقد التقيت بأناس طيبين وآخرين سيئين، لكن الطيبين كانوا أكثر عددا. حب المغاربة لبرامجي كان كبيرا، وهذا مدعاة للفخر. ألا تعتقد أن من بين الأشياء التي عجلت برحيلك، جرأتك الزائدة في الحديث عن الحب ومباشرة على الهواء، وهو ما لم يتعوده المغاربة؟ لا أعتقد أن هذا هو السبب، فليس المغاربة هم من رفضوا البرنامج، بل العاملين في الشركة الوطنية للإذاعة المغربية. ما رأي الرئيس المدير العام فيصل لعرايشي؟ لم يحدثني منذ استلامي الرسالة، لقد كان معجبا بعملي. وأود أن أشكره على ثقته بي، إنه إنسان رائع. يقال إنه كلما تكلم معك عامل في الإذاعة بطريقة لا تعجبك، تهدده باللجوء إلى الرئيس المدير العام؟ هذه مجرد إشاعات أطلقوها أناس يعملون في الإذاعة لا يرغبون في تغيير الأمور. هل نجاح البرنامج يمكن أن يوقفه المدير العام. على ماذا اعتمدت لمعرفة نجاح برنامجك "سبت الحيحة"؟ في "شان أنتير" (إذاعة تابعة للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون) لا يوجد إعلانات إلا في برامجي، هذا دليل على نجاح برامجي، فرغم أنني لا أتوفر على أرقام حقيقية، لكن العاملين في الشركة يؤكدون أن النجاح كبيرا. عام ونصف وأنت تعمل في الإذاعة، وقد انتقلت من عامل في شركة فرنسية إلى منتج لبرامجك؟ جئت كعامل في شركة فرنسية في حدود 31 غشت، ومن ذلك التاريخ أصبحت المنتج لبرنامجي، هذا العقد كان أرخص من الأول، في العقد الأول كنت أتقاضى 3600 أورو شهريا، بالإضافة إلى 15 ألف أورو تؤديها الإدارة للشركة، ثم طلبت إعادة مراجعة العقد وأصبحت أتقاضى قرابة 5 آلاف أورو. ألم تشعر بالندم لأنك حاولت أن تناقش عقدك لوحدك وتخليت على الشركة الفرنسية؟ طبعا ندمت، لكن نيتي كانت حسنة، فلم أرغب في أن تؤدي الشركة المغربية مبلغا كبيرا. كنت تشتكي من ظروف العمل في الإذاعة؟ ظروف العمل في الإذاعة الوطنية كانت سيئة للغاية. تصور أنه لم يكن لنا مكلفة بالاتصالات بالمستمعين، كما أن الكراسي التي يجلس عليها الناس لا تليق بالشركة، كنت أنا من يتكفل بالبحث عن الكراسي. كل شيء كان مرتجلا. هل تشعر بالحنين إلى العمل؟ أشعر بالحنين إلى كل شيء اللقاء مع المستمعين الى بكاء وضحك الناس، كنت أحب أن أضحك الناس، لا يهمني أن يضحكوا علي المستمعين. المشكل في الأخير أنك لم تفهم المغرب جيدا؟ علاش المغرب هو المغرب غير الجميل، لم أرغب في المجيء إلى المغرب بأفكار مسبقة، لا يمكن أن نتركه إلى من يعتقد أنه يملك هذا المغرب. حتى ولو كانت لي نظرة ساذجة. لقد أخبرت مدير الإذاعة جلال عواطف في رسالة عبر الهاتف المحمول، قلت فيها: السيد المدير العام لقد حملوني أمور كثيرة بخصوص هذا الموضوع. لم أخن الثقة، كنت ساذجا وصادقا، ضيعت كل شيء. توقيع نور الدين كرم. ماذا ضيعت؟ كنت متزوجا وأملك وظيفة اما الآن فانتهى كل شيء. ما هو قرارك الأخير؟ أنا اشتراكي تقدمي، أريد أن أبحث عن الإمكانيات لتغيير المغرب وتطويره. سأبحث عن إذاعة تتحمل شروطي فسأقبلها. هل هناك اتصالات من قبل الإذاعات الخاصة؟ لم يتصل بي أي شخص حتى الساعة، ثم إنني لا أجيب على المكالمات المجهولة المصدر. ما يهمني حاليا هو فهم ما حدث، بعدها سأعود إلى فرنسا كي أرتاح وآكل الطاجن الذي تعده لي أمي هناك.