أخيرا تم فسخ العقد بين الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة وصاحب برنامج سبت الحيحة، المنشط والمنتج الإذاعي نور الدين كرم. قرارها هذا، مر دون أن توضح الشركة أسباب الفسخ، وهل يتعلق بإخلال نور الدين كرم بالتزاماته المهنية أو بعدم احترامه لميثاق الأخلاقيات الخاص بالشركة؟ ما نعرفه فقط، هو أن قرار إنهاء العقد تم ابتداء من فاتح أبريل، ولا ندري حقيقة ما الذي أخر هذا القرار؟علما أن البرنامج أثار ملاحظات وردود فعل منذ أزيد من سنة. وكانتالتجديد سباقة إلى كشف العديد من التجاوزات الأخلاقية التي كان يرتكبها كرم في برنامجيه وبشكل خاص في سبت الحيحة. وكان ذلك في مقال تحت عنوان برنامج يفرق بين المرء وزوجه أشار إلى تسبب البرنامج في طلاق زوجين بسبب مكالمة هاتفية قالت فيها الزوجة للمذيع ما كنحملش راجلي. المشكلة، أن الشركة الوطنية لم تلتفت وقتها إلى هذه الانتقادات، ولم تكلف نفسها التحقيق في الاختلالات الأخلاقية التي يرتكبها هذا المذيع الذي أبدع لغة المحنين، وسمح لنفسه بطرح أسئلة مستفزة للذوق العام من قبيل السؤال الذي وجهه لإحدى المتصلات يطلب منها أن تشرح له كيف تمت عملية افتضاض بكارتها؟!، وغيرها من التجاوزات الأخلاقية مما يوجد قطعا في أرشيف البرنامج. وعلى الرغم من الاستياء العام من هذا البرنامج، ومن الجرأة والصفاقة التي كان يتحدث بها هذا المذيع الذي كان يستعمل لغة عارية، وعلى الرغم مما يقال أن تقريرا ضافيا قد نزل على درج مسؤولي الشركة عن إخلال هذا المذيع بكل الأخلاقيات، إلا أنها لم تحرك ساكنا، وظلت تتفرج على تصريحات هذا المذيع وهو يتحدث بكل فخر عن أن برنامجه يعرف أعلى نسبة من المستمعين. وكيفما كان تبرير توقيف المذيع، فهذا القرار يعتبر قرارا صائبا وإن كان متأخرا، لكن يمكن أن نستفيد منه من زوايتين: الأولى: إن كثيرا من الانتقادات التي تصدر ليس فقط من التجديد ولكن من سائر المنابر الغيورة على الأخلاق العامة ينبغي أن تؤخذ بعين الاعتبار وألا تقرأ بخلفية إيديولوجية أو سياسية ضيقة. الثانية: القرار في حد ذاته رسالة إلى كل الإعلاميين الذين يستخفون بالأخلاقيات المهنية والذوق العام ويركبون شعارات الحرية والانفتاح لاستفزاز مشاعر المغاربة وقيمهم.