في عدد من خرجاته الصحافية بعد الاستغناء عنه من إذاعة الرباط الدولية، ذكر نور الدين كرم منشط برنامج «سبت الحيحة» خلافه مع زميله في الإذاعة نفسها أديب مشرفي مقدم البرنامج الإذاعي الثقافي «فول دو نوي». هذا الأخير تمسك بحقه في الرد على ما قاله نور الدين كرم عن خلافهما، وعن ربط كرم بين الشجار الذي حدث بينهما وبين الاستغناء عنه من إذاعة الرباط الدولية. - ما الذي حدث بالضبط بينك وبين نور الدين كرم الذي قال في مجموعة من التصريحات للصحافة الوطنية إنك ضربته داخل الأستوديو؟ < كان اليوم يوم ثلاثاء، وأذكر أنني وصلت إلى الاستوديو قبل منتصف الليل بخمس وعشرين دقيقة كالعادة، استقليت المصعد إلى الطابق الثاني وألقيت التحية على الجميع ووضعت حقيبتي وذهبت إلى المرحاض. جاء هو وأمسك بي من الخلف، وأخرجني من هناك وأسقطني أرضا على عيني، وأحسست بدوار حوالي ثلاثين ثانية، هذا ما قاله لي الزملاء، لأني كنت شبه فاقد للوعي، وبدأ يضرب ثم يضرب، حتى كسر عظم كتفي وازرق كل جلدي. لقد ضربني كرم وهو يعرف أنني مريض بالربو، والآن أنا أضع الجبس ولا يمكنني أن أزيله إلا بعد ما يزيد عن شهر، وقد حصلت على شهادة عجز طبية مدتها تسعة وأربعون يوما، موقعة من طرف طبيب عسكري من المستشفى العسكري بالرباط. - هل صحيح أن هذا الشجار بينكما كان هو السبب في الاستغناء عنه من قبل الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية؟ < أود أن أوضح أنه ليس لدي أي شيء ضد نور الدين كرم ولا ضد برنامجه، بل ما علمته من قبل الإدارة أنه ترك عمله مدة ثلاثة أو خمسة أيام، بالإضافة إلى أنه تعمد ألا يمرر إشهار شركة أبناك معينة. ما أعرفه أنه كيفما كان الحال فإن أخلاقيات المهنة تفرض على أي صحفي أو مقدم برنامج أن يحترم توقيت الإشهار، لأنه إذا لم يلتزم بتوقيت الإشهار فإن هذا يخلق مشاكل لدى الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة ولدى وكالة تدبير إشهارات الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية ولدى المستشهر. - في رأيك لماذا تصرف معك بهذا النحو؟ < لا أعرف لماذا، حاولت جاهدا أن أعرف دون جدوى. الناس داخل الإذاعة يقولون إنها الغيرة، لكن أنا لا أعرف. هو يتعمد أن يهاجمني، حتى على الهواء. إذا كان هو قد عمل في الإذاعة لمدة سنتين فأنا عملت في الإذاعة مدة سبع وعشرين سنة. عملت في ميدي 1 في الإذاعة والتلفزة المغربية وهي في أوج تألقها، ثم عملت تسع سنوات في القناة الثانية، عملت في الأخبار وفي برامج ثقافية مثل «نماذج» وفي «فنون وآداب» مع عمر سليم. كنت صحفيا ومنتجا وليس فقط منشطا. - نور الدين كرم قال إنك هاجمته لأنه ذات يوم اتصل به أحد المستمعين وطلب تبليغ السلام إلى أديب مشرفي، فقال له كرم يمكنك أن تتصل به مباشرة في برنامجه فهو يحب الكلام ويستمر في الحديث حتى الثالثة صباحا، وهذا ما لم يعجبك فجئت إلى الأستوديو وصفعته... < يمكنكم الاتصال بالأستوديو 3 للتأكد. اسألوا جميع الزملاء الحاضرين وجميع التقنيين. سيخبرونكم عن سلوكي داخل العمل. طوال 27 سنة لم أرفع يدي على أحد ولم أتشاجر مع أحد. كما أنني معروف بإيماني ودفاعي الشديدين عن حقوق الإنسان، وعن حقوق المرأة، فكيف يعقل أن أقدم على مثل هذا التصرف الحقير؟ ثم إنني لا أعتقد أنني كنت السبب المباشر في طرده، لأنه حسب علمي تم إخبار كرم قبل ثلاثة أو أربعة أسابيع بأن عقده مع الشركة سينتهي ولن يتم تجديده. - لماذا قيل له إن عقده لن يتجدد؟ < لقد كان يتقاضى أجرا عاليا، «الله يعطيه ويزيده»، وهذا طبيعي لأن برنامجه كان يجلب الإشهار، ولكنه لم يحترم التزامه مع الشركة الوطنية ومع وكالة إشهار الشركة الوطنية بخصوص الإشهار الذي يمرره في البرنامج، وقد اشترطوا عليه أن يحترم توقيت الإشهار، ولكنه لم يحترم بنود العقد. ثانيا، إذا تابعتم البرنامج، فستجدون أننا نسمع أشياء مخجلة، لا يمكن أن تتقبلها الأسرة المغربية. - يبث برنامجك مباشرة بعد برنامجه من الاثنين إلى الجمعة، هل هذا ما يسبب الاحتكاك بينكما؟ < نعم، لقد قال لي ذات يوم: «يجب أن تنزل إلى الشعب»، فقلت له: «لن أنزل، سأحاول أن أرفع قليلا من مستوى الشعب، لكي يصعدوا هم إلي من خلال برنامجي الثقافي»، لم أقل هذا استهزاء بالمستمعين ولكني أردت الناس أن يتعلموا كيف يقرأون وكيف يستعملون الأنترنت. تحدثنا في برنامجنا عن التلاميذ، نريد أن نعلم تلميذا أنه عوض أن يشتري علبة سجائر من الأفضل أن يشتري جريدة يقرؤها، لكي يثقف نفسه. - كيف هو وضعك الصحي حاليا؟ < لقد خرجت يوم الأربعاء الماضي من المستشفى وقدمت البرنامج رغم كل شيء لأنني أحب المستمعين، لكني لا زلت أضع الجبس. ضربني في عيني اليسرى حتى سال دمي، كسر نظاراتي، وكسر كتفي. تعبت من البحث عن السبب الذي جعله يفعل بي هذا، رغم أنني قطعت علاقتي به منذ ستة أشهر، أعتقد أن مشكله ليس معي أنا بل مع كل ناس الشركة، أما أنا فقد كنت القطرة التي أفاضت الكأس.