تعتبر القاعدة العسكرية البحرية التي يرغب المغرب في تشييدها في منطقة القصر الصغير المطلقة علي البحر الأبيض المتوسط حلقة أخرى في سباق التسلح في غرب البحر الأبيض المتوسط بين كل من اسبانياوالجزائر والمغرب لأنها تتزامن ونية الدول الثلاث في إعادة هيكلة قواتها البحرية من خلال إعادة انتشارها وتدريبها واقتناء عتاد بحري متطور بعدما كانت قد شهدت تسابقا نحو السلاح الجوي. والي جانب تشييد قاعدة القصر الصغير، يبقي الخبر الهام هو توقيع المغرب علي اتفاقية مع الشركة الفرنسية DCNS التي تعتبر من كبريات شركات السلاح البحري عالميا وذات الريادة في أوروبا لاقتناء فرقاطة فريم (FREMM) وهي الفرقاطة الأوروبية ذات المهام المتعددة ويصفها المراقبون بفرقاطة القرن الواحد والعشرين ويقارنها البعض بالفرقاطة السويدية المتطورة فاسبي. كلفتها المالية 470 مليون يورو وسترتفع الي حوالي 600 مليون يورو بسبب الفوائد. ويبلغ طول هذه الفرقاطة 142 مترا وعرضها 20 مترا وسرعتها 27 عقدة بحرية في الساعة. ويتكون طاقمها من 108 جنود بحريين. أما أهم ما يميزها أنها تتمتع باستقلالية كبيرة في قطع المسافات تجعلها من الفرقاطات التي تصل إلي ما يسمي عسكريا المياه الزرقاء ، وفي الوقت نفسه قدرتها الفائقة علي حمل صواريخ ذات فعالية عالية جدا مثل إيكزوسيت الفرنسية وهي صواريخ شهيرة استعملت في تدمير سفينة حربية بريطانية من طرف الأرجنتين في حرب المالوين. وهذه الفرقاطة التي ستقتني منها البحرية الفرنسية 17 توفر حماية للشواطئ وهي متعددة المهام، فقوتها النارية الموجهة نحو الأرض قوية للغاية، وهي مضادة للغواصات. وتبقي قوة الفرقاطة الجديدة في نوعية الردارات التي ستتوفر عليها وكذلك في نوعية السلاح والصواريخ التي ستحملها. وسيرافق هذه الفرقاطة ثلاثة طرادات هولندية الصنع من شركة شيلدي شيببيلدنغ كلفتها حوالي 500 مليون يورو. وفي الوقت نفسه اقتني المغرب زوارق نفاثة من نوع دبورا الإسرائيلية التي لم يعلن عنها، وهي زوارق سريعة للغاية تحمل رشاشا من نوع 50 ملم وصواريخ صغيرة محمولة. وتراهن الكثير من الدول علي الزوارق النفاثة في مواجهة السفن الحربية، ولعل الدولة الأكثر إبداعا في هذا المجال هي إيران مؤخرا والتي تخيف البحرية الأمريكية في الخليج العربي الفارسي. ويأتي رهان المغرب علي إعادة هيكلة بحريته الحربية بشكل لم يسبق له نظير منذ الاستقلال في منتصف الخمسينات ويتزامن وسباق محموم في غرب البحر الأبيض المتوسط بينه وبين الجزائر وكذلك اسبانيا التي تعتبر قوة بحرية كلاسيكية. فالجزائر تمتلك غواصتين روسيتين من نوع كيلو منذ سنة 1980 وتعمل الآن علي تحديثهما لأن قدرتهما العسكرية محدودة، إذ تحمل كل واحدة ستة طوربيدات (صواريخ تحت الماء) واقتنت زوارق وفرقاطة وطرادات، ولا أحد يعلم العدد بالتأكيد بسبب صمت المؤسسة العسكرية الجزائرية حول هذا الموضوع. وتبقي جميع الأسلحة روسية الصنع عموما. ويسود الاعتقاد أن الفرقاطة المغربية تدخل ضمن الاستعدادات الخاصة لمواجهة أي تحرك من الغواصتين الجزائريتين. ومن جانبها، فقد دشنت اسبانيا يوم 11 مارس الجاري حاملة طائرات تحمل اسم خوان كارلوس الأول عرضها 250 مترا وذات مهام حربية ولوجيستية علاوة علي الفرقاطات أهمها أربع من عائلة ف 100 المضادة للطائرات أساسا ولكنها أقل قوة من فرقاطة فريم الفرنسية، غير أنها ذات فعالية ابتداء من سنة 2012 عندما ستتزود بصواريخ توماهوك الأمريكية. ويبدو أن الدول الثلاث دخلت في سباق تسلح بحري صامت ينضاف الي سباق التسلح الجوي بعدما اقتنت الجزائر عشرات الطائرات المقاتلة الروسية وخاصة سوخوي 34 واسبانيا الطائرة المقاتلة الأوروبية وتوقيع المغرب علي اتفاقية مع الولاياتالمتحدة لشراء المقاتلة ف-16.