قال منظّمو مهرجان "طرب طنجة"، من جمعيّة روافد مُوسيقيّة، إنّ الرّجْل الثقافيّة للتنميّة "عرجاء".. وجاء ذلك خلال تقديم برمجة رابع ليالي الموعد الموسيقي للإشارة إلى الصعوبات التي تواجه الحدث في مدينة تستعدّ لاستقبال الTGV قريبا. وكشف عمر المتيوي، مدير الدورة الرابعة من "طرب طنجة"، أنّ اللجوء إلى الأموال الشخصيّة للمنظّمين قد تمّ لتغطيّة بعض مصاريف الحدث الفنّي.. مردفا بأنّ عددا كبيرا من مقدّمي الخدمات سيكونون مضطرّين لتحويل مستحقّاتهم إلى "ديون سيتمّ تسديدها لاحقا". الانتقاد طال بالخصوص مجلس الجهة والجماعة الحضريّة لطنجة في مرحلة قال عنها المتيوي إنّها "تراهن على التنميّة الشاملة بالمنطقة برِجْل ثقافيّة يريدها البعض عرجاء لأسباب ينبغي توضيحها للرأي العام".. كما أورد المنظّمون بأنّ بعض الشركاء، أبرزهم وزارة الثقافة، تغيب أيّ دعامة ملموسة موثقة لالتزاماتهم مع "طرب طنجة". آخر حفلات الطرب ببرج الحجوي، قبل الانتقال إلى فضاء مسرح الحدّاد ب "العوّامَة"، كانت مزاوجة بين الموسيقى الأمازيغيّة القادمة لعاصمة البوغاز من سوس بفرقة إِنُورَازْ وعَلِي شُوهَاد، من جهة، وفرقة خِيرَارْدُو نُونيِيز المنتقلة من إسبانيَا بفنّ الفلامِينكُو. وقال خَالد البركَاوِي، المسؤول عن إِنُورَاز، إنّ لقاء جمهور طنجة أتَى للتعريف بالفرقة داخل المغرب بعد نجاح كبير تلاقِيه خارج البلاد.. وأضاف: "مجموعتنا ترفع رهَان التجديد في الفن الموسيقي الأمازيغِي، ونعمل على استضافة علم غنائي في كل جولة من جولاتنَا ضمن تجربة خَاصة بنَا.. لذا انتقلنَا إلى طنجة بمعيّة الفنان علي شوهَاد". بألحان مزاوجة بين الآلات الموسيقيّة التقليديّة ونظيرتها العصريّة، وبإبدَاعَات الموسيقيّين الحسين فاضل ومصطفى أمل والحسن بوملايك، زيادة على صوت علي شُوهَاد، أفلحت الأغنيّة الأمازيغيّة في وسم تاريخ برج الحجوي بليْلة طرب أمازيغي احتفت بالهوّيّة الأصيلة ونالت التجاوب الجماهيري المفضي لتمديد زمن الحفل تحت الطلب. الفنّان الغنائي شُوهَاد قال لهسبريس إنّ الأغنيّة المغربيّة، بكافّة أجناسها وأنواعها، "لا تعرف أيّ أزمة.. بل هي ككلّ إبداع تحتاج الاجتهاد في الأفكار والآداء"، كما دعا شُوهَاد إلى الاعتناء بأعلام الفنّ والثقافة بالبلاد و"تمكينهم من آليات الاشتغال لضمان الخلف ودعم مختلف التجارب وافق استراتيجيّة عمل واضحة ومحدّدة". لوحَات الفلامينْكُو التي قدّمتها فرقة خِيرَاردُو نُونيِيز، برقصات كارمِن كُورتِيسْ، وصوتَي مَانوِيل بَالينْسْيَا وجُونِي، إضافة لإيقاعَات كَابِيلُو المرافقة لقيثَارة نُونيِيز، تمّ تقديمها وسط حضور تقدّمه القنصل العام الإسبانيّ بطنجة في قالب احتفاليّ له سحر خاص بعاصمة البُوغَاز القصيّة عن الضفّة الشماليّة للمتوسّطيّ ب13 كِيلُومترا فقط. الفنَّان المُوسِيقِي خُيرَاردُو نُونيِيز قال لهسبريس إنّ القدوم إلى "طرب طنجة" يأتِي "إيمَاناً بضرورة الإسهام في حوار الثقافات العالميّة الواضعة للبشريّة وتجاربها المتنوّعة فوق كلّ اعتبار".. وأردف ذات المسؤول عن فرقة الفلاّمِينْكُو: "نتمنّى فعلا أن نكُون ساعدنَا بفنّنا في تحقيق أهداف مهرجان طرب طنجة الذي تربطنا بالقائمين عليه صداقة متينة..".