تطورات خطيرة يشهدها مشكل الصحراء، على هامش انتهاء آخر جولات التفاوض بين المغرب وجبهة البوليساريو فى ضواحى نيويورك دون التوصل إلى حل نهائى للنزاع، ومن أبرز هذه التطورات بدء المغرب استعدادات عسكرية ربما تكون مقدمة لتوتر أشمل. وأكد مسؤول مغربى أن "الجميع أصبح مقتنعا اليوم بأن حل مشكل الصحراء يكمن فى حوار بين المغرب والجزائر، باعتبارها طرفا رئيسيا فى هذا النزاع، بحيث يستحيل الوصول إلى حل نهائى دون انخراط هذه الدولة فى العملية السلمية"، وأضاف وزير الداخلية المغربية شكيب بن موسى أن "المغرب كان يأمل فى أن تكون الجولة الجديدة من مفاوضات مانهاست منطلقا للدخول فى مفاوضات حقيقية وجوهرية أساسها، المبادرة المغربية للحكم الذاتي، التى أشاد بها مجلس الأمن وطالبت العواصم الكبرى اعتمادها كأرضية للمفاوضات.غير أن الأطراف الأخرى" فى إحالة على الجزائر، "عمدت إلى قراءة انتقائية للنصوص والقرارات الأممية، وتحويرها بمفهوم ضيق يخدم مصالحها، وهو ما يعنى أنها لا ترغب فى طى مشكل الصحراء. وعلى صعيد آخر، أعلنت جبهة البوليساريو رسميا عزمها إقامة الاحتفالات المخلدة للذكرى ال35 لما تسميه اندلاع الكفاح المسلح بمنطقة تفاريتي. وستكون هذه الاحتفالات على مرحلتين، الأولى فى منطقة تندوف، والثانية بمقر الاحتفالات الرسمية بتفاريتي. من جانبه، اعتبر على نجاب، طيار مغربى حربى سابق قضى 25 سنة أسيرا لدى جبهة البوليساريو، إقدام هذه الأخيرة على إقامة احتفالات تخلد تلك الذكرى بالمنطقة العازلة خرقا واضحا لاتفاق وفق إطلاق النار، الذى أشرفت عليه الأممالمتحدة والذى يلزم الطرفين بعدم القيام بأى أنشطة من شأنها أن تجدد المواجهات من جديد. وأوضح نجاب، فى تصريح ليومية "المساء" المستقلة، أن القوات المغربية، التى ترابط بالمنطقة، صارت ملزمة الآن بالرد على هذه التحركات، ومفروض عليها ألا تتساهل مع عناصر البوليساريو، مشيرا فى السياق ذاته إلى أنه سبق للقوات المغربية أن تدخلت فى بداية التسعينات داخل المنطقة العازلة وفرضت على البوليساريو التقهقر داخل التراب الجزائري. وفى معرض رده على سؤال حول الاحتفالات التى تعتزم البوليساريو تنظيمها فى منطقة تيفارتي، قال وزير الاتصال المغربي، خالد الناصرى فى ندوة صحفية عقدت نهاية الأسبوع الماضي، إن "المغرب مصمم العزم على الدفاع عن حقوقه ولن يظل مكتوف الأيدى فى حالة الاعتداء عليه"، مشيرا إلى أنه "من مهامنا أن ندافع عن وحدتنا الترابية غرب وشرق الجدار". وحسب مصادر أمنية، فقد تأكد أن القوات المسلحة الملكية المغربية قد تم وضعها، منذ مدة، فى حالة استنفار قصوى مباشرة بعد تلويح الجبهة، خلال مؤتمرها الأخير بورقة العودة إلى حمل السلاح، وأنهت القوات المسلحة الملكية مناورة عسكرية واسعة النطاق، كما تجرى حاليا تحركات مكثفة للقوات وعمليات إعداد لوجستية هائلة فى الداخلة وآوسرد والجنوب الشرقى المغربي. وكشفت المصادر ذاتها أن القوات المسلحة الملكية المغربية أعدت سيناريوهات عدة استعدادا لهذه الحرب المتوقعة، كما أعدت خططا لمواجهة كافة الاحتمالات، وأنه لهذا الغرض تم تدريب 10 آلف جندى مغربى على حرب العصابات من طرف خبراء أمريكيين، كما تم وضع جميع عناصر الجيش المغربى فى حالة استنفار. ""