باغثت قوات الأمن محتجين من مدشر أم العلق التابع لبلدية أقا (60 كلم عن طاطا في اتجاه كلميم) كانوا معتصمين بالمحاذاة من الطريق الوطنية رقم 12 الرابطة بين بوزاكارن وطاطا في حدود الساعة الرابعة من صباح الخميس 24 ماي، وأقدمت على تفكيك المخيم الذي نصبوه منذ أزيد من شهر للمطالبة بتحسين ظروف عيشهم. وقال محتجون إن قوات الأمن المُشكَّلة من عناصر القوات المساعدة والدرك الملكي يتقدمهم رئيس دائرة أقا، قامت بمصادر كل الخيام التي كانت منصوبة بمعتصم "ايكي ايدرك" وكذا كل اللافتات دون سابق إنذار، مخلفة حالة من الرعب والهلع في صفوف من كانوا بداخل الخيام. وأضاف المحتجون المذكورون في اتصالات هاتفية مع "هسبريس" أنه لحسن الحظ لم تكن نساء وأطفال المعتصم بداخل الخيام وإلا حدثت الكارثة على حد تعبير المتحدثين. وأكد المحتجون المشار إليهم، أنهم كانوا على علم بأن عامل الإقليم عبد الكبير طاحون يُعد لما وصفوه بهجوم مضاد باستعمال قوات الأمن بعد رفعهم لشعار "ارحل" في وجهه، بسبب إخلاله بالتزاماته معهم استجابة لحسابات انتخابية بطلب من نائب برلماني ووالده الذي يشغل مستشارا برلمانيا أيضا، واللذان ينحدران من مدشر أم العلق، حسب إفادة المحتجين الذي شددوا على أنهم لن يتراجعوا عن تنفيذ برنامجهم النضالي، وأنهم سينظمون مسيرة على الأقدام لمسافة سبع كلمترات لاسترداد خيامهم ومختلف حاجياتهم التي "صادرتها" قوات الأمن التي ما تزال ترابط بمدينة أقا. وتعيش مدينة أقا حالة غليان تُنذر بانطلاق احتجاجات عارمة، كما حدث خلال السنة الماضية، وذكر فاعلون من أقا أن هيآت سياسية ونقابية وحقوقية ستدخل على الخط، وأن قوافل تضامن قد تحل بالمدينة من مختلف مناطق إقليم طاطا، للتضامن مع سكان أم العلق. يشار إلى أن سكان أم العلق يخوضون اعتصاما مفتوحا منذ أزيد من شهر للمطالبة بتحسين ظروفهم الاجتماعية والاقتصادية، والسماح لهم باقتناء حافلة للنقل المدرسي لمحاربة ظاهرة الهدر المدرسي في صفوف فتيات المدشر، بتمويل من صندوق أراضي جموع الدوار، وإصلاح قتطرة على مسلك طرقي يؤدي إلى أم العلق، بالإضافة إلى تجهيز ناد نسوي، والعمل على جبر الضرر الذي لحق عائلات بالمدشر جراء هجوم مرتوقة البوليساريو سنة 1981.