أي والله هو العضو الوحيد الذي لا يزال يعمل عندنا نحن العرب، نضيف إليه نعتا واصفا منصفا فنقول "اللسان الطويل" ، وفي المقابل قصر الدراع وشلل اليد، هذا ما وصلنا إليه، ولعلكم ستعجزون عن ملاحقة الخطب والمقالات العصماء والمداد المسفوح ظلما على الورق الأبيض لقول لاشيء. الناس يشتغلون في كل مكان ونحن نتسردب في متاهات بلاغية لا نهاية لها، وحين نخرج من لذة الكلام نجد أنفسنا لم نخرج من متاهة الذل والصغار. "" القمة العربية؟ يا لفخر العرب العاربة والمستعربة! وماذا بعد؟ تجمع جديد بعد عشرات التجمعات الفارغة، من أجل عيون الطواويس العربية، ولو استشير الشعب العربي لطلب تحويل مصاريف هذه الانحطاطات العربية إلى استثمار يفيد فقراء العرب، وما أكثرهم. وهل يذكر المواطن العربي أن شيئا مفيدا وصله من هذه التفاهات التي لا زال الإعلام العربي وحده يعتبرها على أهمية خطيرة؟ صحيح أنهم اجتمعوا ليقولوا للإنتخابات الإسرائيلية إننا نرفض منظور "كاديما" للسلام مع الفلسطينين، آه هذا شيء مهم سيجعل اليهود يتبولون في سراويلهم، وسيزلزل الأرض تحت أرجلهم، أليس كذلك أيها "المتقمقمون " العرب؟ طز! في اتفاقكم ورفضكم إن قوة الرأي تأتي من قوة صاحبه، وأنتم تقودون 400 مليونا من المغلوبين على أمرهم في طريق مقفل، ولو كان اليهود بنصف هذا العدد لزلزلوا الكون، هل تعلمون أنهم مجرد خمسة ملايين، يلوون دراع أمريكا ويملكون مفاتيح الاقتصاد العالمي والإعلام والفن، كل هذا لأنكم لا تزالون تظنون النصر بالعدد وليس بالنوع. إذا أردتم أن تكون كفتكم وازنة أمام اليهود فقطعوا ذلك اللسان الطويل ومدوا دراعكم قليلا وعودوا أصابعكم على بعض المرونة بعد أن عوجتها الأقلام التافهة، اعملوا في صمت واتركوا البذخ فهو لا يلائمكم ، علموا هذا الشعب المسكين الذي لا يعرف قراءة فاتورة الذل العربي، قولوا له الحقيقة، فربما يعذركم ويسجل إجرامكم ضد مجهول، أما اللعنة فلا نعرف على من ستنزل؟ على التاريخ اللئيم أم على الشيطان البريئ من شركم أم على ذئب من ذئاب يوسف؟