تعود قضية الصحراء الشائكة مرة أخرى إلى الواجهة، بعد أن عملت طيلة أربعين عاماً على تسميم العلاقات الثنائية بين المغرب والجزائر، وذلك عقب دفن جثمان أحمد بن بلة في الثالث عشر من الشهر الجاري، إذ اغتاظ الوفد المغربي من رؤية محمد بن عبد العزيز كزعيم دولة في مراسيم الدفن، ليتخذ الوفد قرار الانسحاب على الفور، وهو أمر كفيل بوضع مسار المصالحة بين المغرب والجزائر على المحك، وإن كانت الأمور على المستوى الرسمي تقول عكس ذلك. كان من الممكن أن تسهم جنازة الرئيس الراحل أحمد بن بلة في إحداث مزيد من التقارب بين حكومتي المغرب والجزائر، بيد أن العكس قد حصل باشتعال أزمة ديبلوماسية جديدة . اتخذ الوفد المغربي قرار الانسحاب أثناء عملية دفن الرئيس الجزائري الراحل أحمد بن بن بلة يوم الجمعة الماضي بمقبرة العالية في الجزائر العاصمة، بعد ان لاحظ تخصيص القيمين على البروتوكول الجزائري مكاناً لزعيم جبهة البوليساريو في صف زعماء الدول، إذ شوهد زعيم الانفصاليين الصحراويين إلى جانب الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة والرئيس التونسي منصف المرزوقي. فيما أفادت وكالة المغرب العربي للأنباء أن الوفد المغربي، المرؤوس بشخص عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة، مرفوقا بمستشار الملك الطيب الفاسي الفهري، والوزير الأول السابق عبد الرحمن اليوسفي، قد انسحب بعد أن لاحظ الحضور البروتوكولي لزعيم البوليساريو، مباشرة بعد أداء صلاة الجنازة. بالرغم من ذلك، يبدو أن لا شيء يشي بالنتيجة، إذ تم استقبال الوفد المغربي في وقت سابق بقصر الشعب حيث تمت تسجية جثمان الرئيس الجزائري الراحل، قبل حضور مأدبة غذاء أقيمت على شرف وفود المغرب وتونس و موريتانيا. بعد الزيارة التاريخية لوزير الخارجية والتعاون المغربي سعد الدين العثماني إلى الجزائر كان من شأن البلدين أن يدشنا مرحلة جديدة في أفق تسوية علاقاتهما، نظرا لرمزية الرئيس الراحل وكونه صديقاً للمغرب الذي ينحدر منه والداه، بل إن الرئيس الجزائري وُشِّح بالوسام العلوي وهو أعلى وسام ما يمنح في المملكة الشريفة. وردا على سؤال لجريدة القدس العربي، قال وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى الخلفي إن الحادث لن يعيق عملية المصالحة بين البلدين.