مازالت قصبة "أوفلا" المطلة على ميناء أكادير، والمارينا السياحية بعاصمة سوس، تجذب السياح والمغاربة بشكل عام، نظرا لموقعها الاستراتيجي الذي يُمكّن زوارها من مشاهدة مدينة آكادير بشكل بانورامي. "أوفلا" أو قصبة البيكو (EL bico) كما سماها البرتغاليون قديما، تعتبرا محجاً للسياح الغربيين والمغاربة على حد سواء، لا تلقى الرعاية الكافية من المسؤولين عن مدينة آكادير رغم التاريخ العريق الذي تجره وراءها، منذ أواخر عهد الوطاسيين وأوائل العهد السعدي حسب العديد من المؤرخين من أبناء المنطقة. "أوفلا" أو الفوقي بالعربية، اشتهرت على مدى عقود بواقعة انتصار المغاربة بقيادة الملك السعدي محمد الشيخ على البرتغاليين سنة 1541م، ومنذ ذلك التاريخ والقصبة تحظى بقيمة تاريخية ورمزية كبيرة لدى ساكنة سوس والمغاربة بشكل عام، غير أن هذا الثقل التاريخي لم يوازه اهتمام من طرف المسؤولين بولاية آكادير، وهو ما جعل القصبة تدخل في سياق النسيان الذي جعلها تفتقد للحد الأدنى من المرافق الجاذبة للسياح المغاربة والأجانب، كما يتضح أن هناك "كسلا" كبيرا في تسويق هذه المعلمة التاريخية التي تمنح للزائر إليها صورة بانورامية خلابة عن مدينة أكادير وساحلها الذي يغري الأوربيين على طول السنة. ومنذ تاريخ تأسيس هذه القصبة في العقد الرابع من القرن السادس عشر الميلادي، على عهد محمد الشيخ السعدي، قبل أن يعاد بناؤها من طرف عبد الله الملقب بالغالب بالله سنة 1572، لم تشهد هذه القصبة أي تغيير في معالمها التي دمّر جزء كبير منه بعد الزلزال الذي ضرب مدينة أكادير سنة 1960، حيث تبدو قصبة أكادير "أوفلا"، اليوم، مثل أطلال منسيّة، بتاريخ شامخ، يتعرض للإهمال كل يوم ولا مبالاة المسؤولين بمدينة آكادير.