بمناسبة اليوم العالمي للشعر، وتحفيزاً للمواهب من تلاميذها على الكتابة والبوح والرقيّ بذائقتهم الفنية، تنظّم الثانوية التأهيلية الأميرة للا مريم بأكادير يوماً إحتفائيّاً بالشعر، تحت شعار: ربيع الشعر في اليوم العالمي للشعر، وذلك طيلة يومه الأربعاء 21 مارس 2012م، بفضاء مكتبة الثانوية. فإلى جانب تنظيم ورشات وموائد مستديرة في الكتابة والإلقاء الشعري لفائدة التلاميذ المشاركين في المسابقة الشعرية، يتمّ الاحتفاء بالشاعر إدريس الملياني الذي سيكون له حوارٌ مفتوح مع أساتذة الثانوية وتلاميذها ينشّطه الكاتب والناقد رشيد يحياوي، بعد أن يقارب الشاعر والناقد عبد اللطيف الوراري تجربته الشعرية التي امتدّت لأكثر من أربعة عقود، وأصدر خلالها مجاميع شعرية كثيرة كان يطوّر نفسه فيها باستمرار. وفي فقرة الإلقاء الشعري يقرأ الشاعر إدريس الملياني، والشاعر العراقي المقيم في هولندا محمد الأمين، وشعراء المدينة سعيد الباز وعبدالله الحاوفي وآسية الحياني وحسن ملهبي وعبدالسلام دخان ونجية عقا؛ ثمّ يقرأ التلاميذ نصوصهم الفائزة بالمراتب الثلاث الأولى في المسابقة الشعرية. وبعد مراسيم توزيع درع الدورة للشاعر المحتفى به إدريس الملياني، وشواهد تقديرية للشعراء المشاركين، وجوائز المسابقة الشعرية على التلاميذ الفائزين بها داخل الثانوية، يجري حفل توقيع إدريس الملياني لآخر أعماله وترجماته الشعرية. ويقام على هامش اليوم الاحتفائي بالشعر معرض اللوحات التشكيلية، ومعرض المجاميع الشعرية بلغاتٍ مختلفة (العربية، الأمازيغية والفرنسية). وتجدر الإشارة إلى أن إدريس الملياني الذي يلقّبه زملاؤه ب (حبيبي) تندُّراً بطيبته وروحه المرحة، يُعدّ واحداً من أهمّ روّاد القصيدة المغربية الحديثة، وتمتدّ تجربته لأكثر من أربعة عقود لم يكفّ عن تطويرها باستمرار. وقد ولد في عام 1945 بمدينة فاس، ودرس الأدب في دمشقوفاسموسكو، واشتغل منذ عام 1970 في سلك التعليم بالدار البيضاء حتى تقاعده، كما عمل في الصحافة الوطنية شاعراً ومحرّراً ومترجماً، كما شارك في العديد من المهرجانات والمؤتمرات السياسية والثقافية داخل الوطن وخارجه، وترجمت بعض أشعاره إلى الفرنسية والإسبانية والروسية. وقد أصدر إدريس الملياني مجاميع شعرية كثيرة إمتدّت منذ 1967 حتى 2011. وكانت وزارة الثقافة المغربية قد أصدرت الأعمال الكاملة للشاعر، فضمّ الجزء الاول الدواوين الآتية: نشيد السمندل، بعيداً عن كثب، خضراء الدمن، كتارسيس، بملء الصوت، تانيرت: ألواح امازيغية. كما صدر له في باب الترجمة كتاب "العمق الرمادي" وهو ترجمة وتقديم السيرة الذاتية للشاعر الروسي المعاصر يفتوشينكو عام 2005 عن دار أزمنة بعمّان. وفي 2010 صدر له عن منشورات بيت الشعر في المغرب "أزهار من بستان الشعر العالمي" ضمّ ترجمات لأهم شعراء الأرض في العصر الحديث. وفي العام 2011 صدرت له عن دار النهار بدمشق "التراجيديات الصغيرة" لشاعر روسيا الأكبر ألكسندر بوشكين، وهي ترجمة عن الروسية لست تراجيديات قصيرة شعرية ما عدا واحدة نثرية، وقد كان العمل في الأصل رسالته الجامعية التي لم يكتب لها أن تناقش في أحد المعاهد السوفييتية الذي أجهزت عليه سياسة «الرفيق غوربي».