احتفى الصالون الأدبي المغربي، مساء أمس الأحد بالشاعر المغربي ادريس الملياني، وذلك في لقاء تكريمي تم خلاله استحضار التجربة الإبداعية المتميزة لهذا الشاعر الذي ساهم في إثراء الكتابة الشعرية المغربية منذ ستينيات القرن الماضي. وشكل هذا اللقاء، الذي نظم في إطار اللقاء الشهري الثالث للصالون، مناسبة لإبراز مميزات وخصائص هذه التجربة، التي قال عنها المشاركون في اللقاء ، إنها اشتغلت كثيرا على اللغة، فضلا عن نسجها لصور شعرية ورؤى للعالم لها هويتها الخاصة. وفي هذا الصدد، أبرز الناقد الأدبي نور الدين صدوق، أن أشعار ادريس الملياني تميزت على الدوام بأشكالها الإيقاعية ونصوصها ذات النفس المجازي، علاوة على طابعها التأويلي ومقارباتها التحليلية. وأضاف أن الملياني يدعو - في سفره الإبداعي - عشاق الكلمة الشعرية، إلى الإبحار في عالم من الإيقاع الموضوع في إطار لغة متكاملة ذات بعد إنساني، حيث الصور الشعرية تنحو صوب العشق والتسامح. وقال صدوق ، إن صاحب ديوان ( للناس الطيبين /1967 )، يعتبر من الشعراء القلائل الذين اشتغلوا كثيرا على اللغة الشعرية لكي تكون سهلة وفي متناول الجميع. وفي السياق ذاته، قال ادريس الملياني، إن الشعر هو بالأساس سفر روحي، وهو كذلك وسيلة للتصدي للقسوة والإهانة، مع التغني بالوطن والعشق بمعناه الإنساني، مشيرا إلى أن هذه الخصائص هي التي طبعت تجربة كبار الشعراء المغاربيين والمشرقيين. وبالمناسبة شنف الشاعر الملياني أسماع الحضور بقراءات شعرية شملت مجموعة من أشعاره، حيث كشفت هذه القراءات عن إنشاد شعري يحول المقاطع الشعرية إلى أحلام وألحان وأناشيد وأصوات تناجي الوجدان والكرامة الإنسانية. وتجدر الإشارة إلى أن ادريس الملياني، المزداد بمدينة فاس سنة 1945، تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي بمدينة الدارالبيضاء، حاصل على شهادة الإجازة في الأدب العربي من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بفاس. وقد التحق الملياني بعد ذلك بجامعة دمشق لمتابعة دراسته الجامعية، كما درس اللغة الروسية والأدب الروسي بموسكو. ويعمل الملياني في سلك التدريس بمدينة الدارالبيضاء منذ سنة 1970 ، كما عمل محررا ومشرفا على (البيان الثقافي). من دواوينه ( في مدار الشمس رغم النفي / 1974 )، و( في ضيافة الحريق / 1994 )، و( زهرة الثلج/1998 )، و( مغارة الريح /2001 )، و( تانيرت – ألواح أمازيغية /2005 )، و( بملء الصوت/ 2005 ).