دعا عبد الله بوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، مغاربة العالم إلى تكثيف إقامة اتفاقيات توأمة بين المدن المغربية والمدن العالمية، وعدم ترك الساحة فارغة أمام جبهة البوليساريو التي تنشط في هذا المجال. وقال بوصوف في حفل إطلاق مشروع تأهيل الجالية المغربية بالخارج للترافع في قضية الصحراء المغربية، مساء الإثنين بالرباط، إن فتح عدد من الدول لقنصليات في الأقاليم الصحراوية، "يدل على اعتراف هذه الدول بمغربية الصحراء، وندعو مغاربة العالم إلى إقامة توأمات مع مدن عالمية بشكل مكثف". وأضاف الأمين العام لمجلس الجالية أن الأكاذيب التي تنشرها جبهة البوليساريو لم تبدأ اليوم، بل بدأت منذ خمس وأربعين سنة، حيث عمدت الجبهة إلى حيلة عقد اتفاقيات توأمة مع مدن إسبانية وإيطالية بأسماء مدن وهمية لا توجد في تندوف، بل هي في الحقيقة أسماء مدن في الصحراء المغربية. واستطرد المتحدث أن جبهة البوليساريو تستهدف المدن الأوروبية الصغيرة التي لا يعرف مسؤولوها حقيقة الوضع في الصحراء المغربية، وتبرم معها اتفاقيات توأمة تحصل بفضلها على الدعم المالي من أجل استمرار مأساة الصحراويين المحتجزين في المخيمات، "التي لم تنتج لا مدرسة ولا مستشفى ولا إطارا أكاديميا رفيع المستوى أو طبيبا أو مهندسا، فكيف يمكن السكوت عن هذه المأساة الإنسانية؟". وشدد بوصوف على أن المغرب حريص على أن يجنح إلى السلم في تدبير النزاع المفتعل بالصحراء، وهو ما تجسد من خلال التدخل العسكري الذي قامت به القوات المسلحة الملكية في معبر الكركرات، مضيفا أن هذا التدخل "كان وفاء لروح المسيرة الخضراء السلمية". وأضاف أن "المغرب بذل مجهودا كبيرا وقدم المغاربة الكثير من التضحيات، وعلينا الاستمرار في هذه المعركة السلمية لإنهاء النزاع المفتعل"، منتقدا موقف النظام الجزائري من قضية الوحدة الترابية للمملكة. وأبرز في هذا الإطار أن "الشعب الجزائري شعب صديق، ونحن نسعى إلى بناء المغرب الكبير، ولكن هذا الطموح يعرقله إغلاق الجزائر للحدود مع المغرب، وهي الحدود الوحيدة المغلقة في وجه تنقل الأفراد في العالم، وليست هناك حدود أخرى مغلقة سوى بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية فقط، وهو ما يضيع نسبة مئوية مهمة من الدخل القومي للبلدين". بوصوف شدد على أن يد المغرب ظلت ممدودة دائما إلى جارته الشرقية لبناء علاقات مبنية على الثقة، "ونحن نسعى إلى بناء اتحاد مغاربي كبير، خاصة وأننا نتوفر على خيرات كثيرة، فالمغرب يتوفر على الفوسفاط، والجزائر تتوفر على النفط، وبمقدورنا أن نصبح قوة إقليمية كبرى". وتابع المتحدث ذاته قائلا: "منطقيا، يستحيل إقامة دولة في الصحراء، وكل من يدعم هذا الطرح فهي دول فاشلة، وتعيش مآسي سياسية واقتصادية واجتماعية وتريد إعادة إنتاج نفس المشاكل في الصحراء المغربية"، وختم بالقول: "كفى من مد الأدوات لتكريس هذا الوضع أكثر".