دخل الطلبة المهندسون، التابعون لمدارس الدارالبيضاء والرباط، الثلاثاء، في إضراب وطني إنذاري يمتد إلى غاية يوم غد، احتجاجا على ما أسموه الاضطرابات البيداغوجية والتسييرية التي شهدتها السنة الجامعية الماضية وبداية السنة الجارية بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد. وعبّر الطلبة المهندسون عن تذمرهم من الوضع الذي تعيشه المدارس التي يتابعون دراستهم فيها، بسبب القرارات المتخذة، وعلى رأسها إغلاق الأحياء الجامعية واعتماد صيغة التعليم عن بُعد بشكل كلي أو جزئي بحسب المدارس ومعاهد تكوين المهندسين. وندد أعضاء التنسيقية الوطنية للطلبة المهندسين بالمغرب ب"إغلاق باب الحوار أمام ممثلي الطلبة من طرف بعض الإدارات"، رافضين ما أسموه "سياسة الكيل بمكيالين حين يتعلق الأمر باتخاذ الإجراءات نفسها تجاه مدارس التكوين الهندسي الخاصة، مما يؤدي إلى إعدام مبدأ تكافؤ الفرص ويعطي أفضلية في التكوين للمدارس الخاصة على حساب المدارس العمومية". وشددت التنسيقية، في بلاغ لها، أن التكوين الهندسي، بالإضافة إلى شقه النظري، له متطلبات تطبيقية خاصة تستدعي أغلبها إما الحضور الفعلي للطلبة في المدارس مع الأساتذة قصد المواكبة والتأطير، أو الاستفادة من تجهيزات المختبرات والقاعات التخصصية "والتي لا يمكن بأي حال من الحال تعويضها بالتلقين عن بعد"، وفق تعبيرهم. وطالب هؤلاء الطلبة المهندسون، وفق المصدر نفسه، الوزارات الوصية والسلطات المعنية (السلطة المحلية أساسا) ب"التدخل العاجل لإنقاذ الموسم الجامعي وتسهيل العودة إلى نمط الدراسة المناسب لكل مدرسة ومعهد، إما بشكل كلي أو بالتناوب، مع الأخذ بعين الاعتبار رغبات الطلبة وظروفهم المادية والاجتماعية ". ورفض الطلبة المهندسون في الآن نفسه اللجوء إلى "اختيار أسهل الحلول من خلال الاعتماد السلبي على أحد أنماط الدراسة، والتملص من المسؤولية في بذل الجهد لتوفير الظروف الملائمة لتكوين هندسي جيد". وأكدت التنسيقية الوطنية للطلبة المهندسين على "الدور الحساس للمهندس المغربي في الدفع بعجلة التنمية ببلادنا، والتنبيه إلى أن أي تراجع أو تفريط في جودة التكوين بمدارسنا سنؤدي ثمنه مستقبلا على مستوى كفاءة الأطر المغربية". وشدد الطلبة المهندسون على أن خطوتهم هذه تأتي "استحضارا لضيق الزمن الجامعي، خاصة مع تأخر انطلاق الموسم الحالي، وما يشكله ذلك من تخوفات لدى الطلبة المهندسين من عدم القدرة على الوفاء بمتطلبات التكوين الهندسي الجيد". وأدانت التنسيقية العراقيل التي شابت "حوارات معظم المكاتب الطلابية للمدارس والمعاهد إما مع الإدارات التي رفضت الحوار أصلا، أو عراقيل السلطات المحلية التي رفضت فتح الداخليات لاستقبال الطلبة في احترام تام للتدابير الاحترازية".