قرر الطلبة المهندسون خوض إضراب وطني إنذاري يومي 27 و28 أكتوبر 2020، وذلك على خلفية ما شهدته نهاية السنة الجامعية الماضية وبداية السنة الحالية، من الاضطرابات البيداغوجية والتسييرية، والتدابير الاحترازية المتخذة، على إثر تفشي جائحة كورونا، أهمها إغلاق الأحياء الجامعية والداخليات، واعتماد صيغة التدريس عن بعد بشكل كلي أو جزئي على حسب المدارس ومعاهد تكوين المهندسين.. ونددت التنسيقية الوطنية للطلبة المهندسين بالمغرب، في بلاغ لها توصلت تلكسبريس بنسخة منه، ب"إغلاق باب الحوار أمام ممثلي الطلبة من طرف بعض الإدارات"، وكذا "بسياسة الكيل بمكيالين حين يتعلق الأمر باتخاد نفس الإجراءات تجاه مدارس التكوين الهندسي الخاصة، مما يؤدي إلى إعدام مبدأ تكافؤ الفرص ويعطي أفضلية في التكوين للمدارس الخاصة على حساب المدارس العمومية". وجاء في ذات البلاغ، أن "للتكوين الهندسي، بالإضافة إلى شقه النظري، متطلبات تطبيقية خاصة تستدعي أغلبها إما الحضور الفعلي للطلبة في المدارس مع الأساتذة قصد المواكبة والتأطير، أو الاستفادة من تجهيزات المختبرات والقاعات التخصصية، والتي لا يمكن بأي حال من الحال تعويضها بالتلقين عن بعد". وطالبت التنسيقية الوزارات الوصية والسلطات المعنية (السلطة المحلية أساسا)، "بالتدخل العاجل لإنقاذ الموسم الجامعي وتسهيل العودة إلى نمط الدراسة المناسب لكل مدرسة ومعهد، إما بشكل كلي أو بالتناوب، مع الأخد بعين الاعتبار رغبات الطلبة وظروفهم المادية والاجتماعية". وعبرت التنسيقية، في ذات البلاغ، عن رفضها "المطلق لاختيار أسهل الحلول من خلال الاعتماد السلبي على أحد أنماط الدراسة، والتملص من المسؤولية في بذل الجهد لتوفير الظروف الملائمة لتكوين هندسي جيد."، مؤكدة على "الدور الحساس للمهندس المغربي في الدفع بعجلة التنمية ببلادنا، والتنبيه إلى أن أي تراجع أو تفريط في جودة التكوين بمدارسنا سنؤدي ثمنه مستقبلا على مستوى كفاءة الأطر المغربية." وعلى إثر هذه الحيثيات، أعلنت التنسيقية "عن خوض المرحلة الأولى من الإضراب الوطني الإنذاري يومي 27 و28 أكتوبر 2020 بمشاركة المدارس والمعاهد التالية: المدرسة الحسنية للأشغال العمومية بالدار البيضاء - EHTP المدرسة الوطنية العليا للكهرباء والميكانيك بالدار البيضاء - ENSEM المعهد الوطني للبريد والمواصلات بالرباط - INPT المدرسة الوطنية العليا للمعلوماتية وتحليل النظم بالرباط - ENSIAS المدرسة الوطنية العليا للفنون والمهن بالرباط - ENSAM RABAT المدرسة الوطنية العليا للمعادن بالرباط - ENSMR وفي الأخير، عبرت التنسيقية عن "استعداد كافة مكونات التنسيقية للانخراط في المراحل المقبلة من المسلسل النضالي"، مجددة "التأكيد على الوعي التام بظروف الجائحة ومقتضياتها وانخراطنا التام في التعبئة للالتزام بالإجراءات الوقائية والاحترازية." ويأتي قرار التنسيقية بعد استحضار "لضيق الزمن الجامعي، خاصة مع تأخر انطلاق الموسم الحالي، وما يشكله ذلك من تخوفات لدى الطلبة المهندسين من عدم القدرة على الوفاء بمتطلبات التكوين الهندسي الجيد. ونظرا لما شهدته حوارات معظم المكاتب الطلابية للمدارس والمعاهد من عراقيل إما مع الإدارات التي رفضت الحوار أصلا، أو من عراقيل من طرف السلطات المحلية التي رفضت فتح الداخليات لاستقبال الطلبة في احترام تام للتدابير الاحترازية." كما يأتي هذا البلاغ "تبعا للقاء الاستعجالي الذي عقدته التنسيقية الوطنية للطلبة المهندسين بالمغرب يوم الثلاثاء الماضي تفاعلا مع هذه المستجدات، وما تم خلاله من رصد لوضعية الدخول الجامعي في مؤسسات التكوين الهندسي. وما عقب ذلك من رجوع إلى الطلبة، وعقد، طيلة أيام الأسبوع الماضي، جموع عامة طلابية استعجالية في مختلف المعاهد والمدارس المنضوية تحت لواء التنسيقية بهدف مناقشة وتسطير البرنامج النضالي الأولي والتصويت عليه بطريقة ديمقراطية." كما يأتي بلاغ التنسيقية "بعد استخلاص آراء الطلبة وتطلعاتهم". وقد نوهت التنسيقية بالمناسبة "بالطلبة المهندسين على انخراطهم القوي في عقد الجموع العامة في جو من المسؤولية والانضباط والنقاش الجاد واحترام التدابير الاحترازية؛ تأكيدا على أن الطلبة المهندسين جسد واحد، ويد واحدة ضد كل ما يمكن أن يمس التكوين الهندسي."، كما نوهت "بالسياسة التشاركية التي تعتمدها بعض الإدارات (على قلتها) في صياغة وتدبير الموسم الجامعي في ظل هذه الظروف الاستثنائية."