يقود منتخبو الأغلبية والمعارضة بالمجلس الجماعي للمحمدية "مدينة الزهور" نحو الهاوية بسبب الطريقة التي يدبرون بها الشأن المحلي، و"التطاحنات" التي جعلت المدينة تعيش حالة "بلوكاج" على جميع الأصعدة. ويعيش المجلس الجماعي للمحمدية حالة من التشرذم، حيث صار المنتخبون غائبين عن الدورات وعن القرارات الحاسمة في مسار المدينة، وآخرها الجلسة الثانية من الدورة المخصصة لمناقشة ميزانية الحاضرة، التي لم يحضرها سوى ستة أعضاء، إلى جانب الرئيسة، من أصل 47 عضوا. وعبرت فعاليات بالمدينة عن غضبها من الوضع الذي آلت إليه جماعة المحمدية، بالنظر إلى طريقة تعامل المستشارين من الأغلبية والمعارضة مع الشأن المحلي، إذ صاروا يتغيبون عن الاجتماعات الحاسمة في مصير المدينة والساكنة. وأكدت الفعاليات ذاتها، في تصريحات متطابقة لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن المجلس الجماعي، وخصوصا أغلبيته، "يتعامل بنوع من اللامبالاة والاستهتار بمصالح المواطنين والمدينة"، متسائلة باستغراب: "كيف يغيب هؤلاء عن الدورات المصيرية ولا يحضر منهم سوى ستة أعضاء في دورة الميزانية؟". واعتبر متتبعون للشأن المحلي أن السلطات العاملية بمدينة المحمدية مطالبة بالتدخل لحماية المدينة والساكنة مما يقوم به المستشارون الذين لا يكترثون بمصالح المواطنين، وهو ما يتجلى من خلال غيابهم المتكرر عن الدورات المهمة. ووجهت فعاليات بالمدينة انتقادات للمجلس الجماعي، لاسيما الأغلبية المشكلة من حزب العدالة والتنمية، موردة أن الأعضاء انقلبوا على الرئيسة إيمان صبير، وباتوا يغيبون عن الدورات ويضعونها في موقف حرج، على غرار ما وقع في جلسة الميزانية. ووجدت رئيسة المجلس الجماعي بالمحمدية نفسها في موقف لا تحسد عليه، إذ تم التخلي عنها من طرف المقربين منها، وعلى رأسهم البرلماني نجيب البقالي وباقي المنتخبين التابعين لحزب العدالة والتنمية. وظلت رئيسة المجلس، إيمان صبير، خلال الجلسة الثانية لانعقاد الدورة الخاصة بالميزانية يوم أمس الإثنين، تنتظر ولوج الأعضاء التابعين للأغلبية، غير أنها بقيت لوحدها رفقة ستة مستشارين، ما جعلها تضطر لرفع الجلسة وتأجيلها للمرة الثانية. ويستغرب متتبعو الشأن المحلي الحسم في ميزانية جماعة المحمدية بعدد قليل من المستشارين في الجلسة الثالثة التي ستعقد بمن حضر، وهو ما قد يجعل السلطات العاملية تضطر إلى إلغاء القرارات التي ستصدر عنها.