تعيش معظم الأسواق الشعبية المتواجدة بأحياء العاصمة الاقتصادية على وقع الازدحام والفوضى، والخرق الواضح للتدابير الصحية المعمول بها لمواجهة انتشار فيروس كورونا. وتظهر جولة وسط بعض الأسواق الشعبية بعدة أحياء بالدارالبيضاء عدم التزام الكثير من المواطنين والباعة بالتدابير الصحية، وعلى رأسها استعمال الكمامة والتباعد الجسدي، وهو ما يجعل احتمال تفشي عدوى الوباء في صفوفهم واردا بشكل كبير. واعتبر عدد من المتتبعين والفاعلين على مستوى الدارالبيضاء أن الاكتظاظ الذي تعرفه هذه "السويقات" بشكل يومي يبرز عدم قدرة السلطات المحلية على وضع حد للتسيب والخرق الواضح للتدابير الصحية المعمول بها لمواجهة الجائحة. ولَم تستطع عناصر السلطات المحلية بعدة مقاطعات في الدارالبيضاء فرض التدابير الصحية داخل هذه الأسواق الشعبية، حيث صار بعض الباعة يتجاوزون التوقيت المحدد للمغادرة. ويتخوف بيضاويون، كما عبروا عن ذلك على مواقع التواصل الاجتماعي، من تحول هذه الأسواق الشعبية إلى فضاءات لنشر فيروس كورونا، في وقت صارت الدارالبيضاء تسجل أعلى الإصابات بشكل يومي. وتناقل هؤلاء صورا على صفحات "فيسبوكية" يكشفون من خلالها الوضعية التي تعرفها عدد من الأسواق داخل الأحياء بعدة مقاطعات، معبرين عن تخوفهم من انتشار الفيروس بسببها. ودعا نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي السلطات، وعلى رأسها والي جهة الدارالبيضاءسطات، سعيد أحميدوش، إلى التدخل العاجل لوضع حد لما تعيشه هذه الأسواق من ازدحام وفوضى، "قبل أن تصير قنبلة لا يمكن التنبؤ بما ستخلفه من خسائر على مستوى صحة البيضاويين". واعتبر عدد من المهتمين بالشأن المحلي أن ارتفاع عدد حالات الإصابة بشكل يومي في العاصمة الاقتصادية أظهر عجز السلطات الولائية عن فرض التدابير الاحترازية، إذ يتبين من خلال الجولات اليومية في الأحياء، خصوصا الشعبية منها، غياب واضح لهذه الإجراءات. كما يطالب بيضاويون السلطات الحكومية بالعمل على التحسيس أكثر بخطورة الوباء، وتنبيه المواطنات والمواطنين إلى التعايش معه، بدلا من الإضرار بالاقتصاد الوطني. ومعلوم أن الحكومة كانت قد قررت تمديد الإجراءات والتدابير الاحترازية ومنع التنقل من وإلى الدارالبيضاء، وإغلاق أسواق القرب في الثالثة زوالا، والمقاهي والمحلات التجارية على الساعة الثامنة مساء، باستثناء المدارس التي قررت استئناف الدراسة بها بشكل حضوري. ومازالت جهة الدارالبيضاء-سطات تستحوذ على حصة الأسد من عدد الإصابات بكورونا المسجلة على الصعيد الوطني، إذ سجلت وفق آخر الإحصائيات المقدمة من لدن وزارة الصحة 1733 حالة، منها 1342 حالة في الدارالبيضاء لوحدها، و97 في النواصر، و89 في برشيد، و67 في المحمدية، و64 في سطات، و44 في الجديدة، و16 بمديونة، و13 ببن سليمان، وواحدة في سيدي بنور.