يسود تخوف كبير في صفوف المواطنين بالعاصمة الاقتصادية جراء الارتفاع الكبير لحالات الإصابة بفيروس كورونا، خصوصا في الأيام الأخيرة، إذ يتم تسجيل قرابة ألف إصابة بشكل يومي. وبات البيضاويون، أمام ارتفاع الإصابات بهذا الوباء، يتخوفون من تدهور الوضع الصحي بالمدينة بشكل خاص والجهة عامة، لاسيما أن المدة التي حددتها السلطات الحكومية في 14 يوما لتحسن الحالة الوبائية لم تعرف أي مؤشرات إيجابية. واستغربت فعاليات جمعوية استمرار ارتفاع الحالات في الدارالبيضاء رغم القرار المتخذ من لدن الحكومة، وهو ما يعني فشل الإجراءات الاحترازية المتخذة أمام تهاون وتهور بعض المواطنين. وانتقدت فعاليات بيضاوية تهاون السلطات المحلية في فرض الإجراءات الاحترازية في عدد من الأحياء الشعبية، وترك سكانها يعيشون حياة عادية دون التقيد بالتدابير المعمول بها. ومما زاد من تخوف البيضاويين التصريحات التي أدلت بها مسؤولة بالمديرية الجهوية للصحة قبل أيام، إذ أجهشت بالبكاء وهي تقدم صورة قاتمة عن الوضع الوبائي بالدارالبيضاء. وأمام هذا الوضع، بات البيضاويون يترقبون صدور قرار للحجر الشامل، وتقييد تنقلات المواطنين داخل الأحياء لأيام جديدة، وذلك لوضع حد لاستفحال الوباء وعدم القدرة على محاصرته. وتداول نشطاء بمواقع التواصل الاجتماعي عدة "تدوينات" يؤكدون فيها وجوب التدخل العاجل قبل إنهاك القطاع الصحي، ولو عبر تطبيق الحجر الشامل رغم له من أضرار اقتصادية. ولفت النشطاء إلى كون القرار المتخذ من طرف السلطات لم يؤت أكله، إذ مازالت الحالات مرتفعة، ما يستوجب اتخاذ قرارات صارمة، خصوصا مع اقتراب فصل الخريف الذي تتزايد فيه حالات الإصابة بالزكام وغيره. ومن شأن عدم اتخاذ إجراءات جديدة أن يفاقم الوضع الصحي مع العودة إلى الدراسة والامتحانات الجامعية، لاسيما في ظل إصابة عدد من الأساتذة والأطر الطبية، ووفاة بعضهم بهذا الفيروس. وسبق لمسؤولة صحية بالدارالبيضاء أن أجهشت بالبكاء وهي تتحدث عن الوضع الوبائي، مؤكدة أن الوضع صعب، ولا يبشر بما ستحمله الأيام المقبلة في حالة عدم التزام البيضاويين بالتعليمات الصحية الخاصة للحد من انتشار فيروس كورونا، خصوصا أن الموارد البشرية الصحية صارت تشعر بالإرهاق، ناهيك عن تسجيل إصابات في صفوفها، إلى جانب ارتفاع عدد الوفيات بشكل ملحوظ. وكانت الحكومة أقدمت في السادس من الشهر الجاري على اتخاذ مجموعة من التدابير لتطويق رقعة انتشار فيروس كورونا المستجد بتراب عمالة الدارالبيضاء، غير أنها لم تسهم في خفض عدد حالات الإصابة المسجلة.