مع توالي إصدار السلطات المحلية بالدارالبيضاء، خلال هذه الأيام، قرارات بإغلاق الأحياء والأزقة، بسبب ظهور بؤر "كورونا"، يسود تخوف كبير في صفوف البيضاويين من العودة مجددا إلى فرض حجر صحي شامل على العاصمة الاقتصادية. وأعرب بيضاويون عن تخوفهم من لجوء السلطات الولائية بجهة الدارالبيضاءسطات إلى هذا القرار، خصوصا في ظل تسجيل الدارالبيضاء في الأسابيع الأخيرة أعلى نسب حالات الإصابة بفيروس "كورونا". ولفت عزيز شاعيق، الفاعل الجمعوي بمنطقة سيدي مومن بالدارالبيضاء، إلى أن هذه القرارات المتتالية في عدد من الأحياء، والتي يواكبها إغلاق للمقاهي بسبب خروقاتها وعرضها للمباريات، بات ينبئ بعودة إلى الحجر الكلي بالمدينة. واعتبر الفاعل الجمعوي، في تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن العودة إلى الحجر "أمر لا يطيقه البيضاويون ويرفضون اللجوء إليه بالنظر إلى مخلفاته وتداعياته على جميع المواطنين والقطاعات"، داعيا إلى مواجهة الوباء عبر الصرامة في فرض الالتزام بالتدابير الصحية من كمامات وغيرها بعيدا عن قرار الإغلاق والحجر الصحي. من جهته، عبّر محمد، واحد من أصحاب المحلات التجارية في الدرب الكبير، عن تخوفه من العودة إلى الحجر الصحي في الدارالبيضاء، مؤكدا أن ذلك القرار ستكون له تداعيات عديدة على الحركة التجارية والاقتصادية بالمدينة. وشدد المتحدث نفسه على أن التعايش مع هذا الفيروس بات الحل الوحيد، مشيرا إلى أن "السلطات لجأت سابقا إلى قرار الحجر الصحي الكلي، لكن بمجرد رفعه عادت الأمور إلى ما هو أسوأ، لاعتقاد المواطنين أن الفيروس انتهى، وهو ما يلزم تحسيسا كبيرا بالتعايش مع الوضع دون التأثير على الاقتصاد". وأكد صاحب المحل أن العديد من الأسر عانت الكثير خلال مرحلة الحجر الصحي، وبالتالي فإن العودة إلى تطبيقه في الدارالبيضاء "ستؤثر بشكل كبير على الساكنة، وستفاقم الأزمة في صفوفهم". ويأتي تخوف المواطنين في العاصمة الاقتصادية في وقت أقدمت فيه السلطات العاملية بعين السبع الحي المحمدي على إغلاق منطقة "المشروع" التي ظهرت بها بؤرة كورونا، ليل الثلاثاء الماضي، عبر نشر حواجز في مختلف المداخل. كما أقدمت سلطات عمالة أنفا، يوم أمس الجمعة، على إغلاق داخل المدينة القديمة، إذ وضعت عناصر القوات المساعدة والمصالح الأمنية بمداخلها، في إطار التدابير الاحترازية للحد من انتشار فيروس "كورونا". ولم يقتصر الإغلاق على "المشروع" و"المدينة القديمة" فحسب، فقد باشرت عمالة الفداء مرس السلطان بدورها إغلاق إحدى الأزقة المتفرعة عن شارع بني مكيل، إثر تسجيل حالات إصابة مؤكدة بفيروس "كورونا" في صفوف إحدى الأسر. وإلى جانب إغلاق الأحياء والأزقة بسبب انتشار فيروس "كورونا"، فإن السلطات بجهة الدارالبيضاءسطات باشرت إغلاق العديد من المقاهي بالنظر إلى خرقها التدابير الصحية بمختلف الأحياء في العاصمة الاقتصادية وعرض مباريات كرة القدم.