في ظل تطور الوضع الوبائي في البلاد، وتزايد أعداد الإصابات بفيروس كورونا المستجد، المسجلة يوميا، وتصاعد الوفيات والحالات الحرجة، عادت مظاهر التشديد الأمني في ظل الطوارئ الصحية إلى عدد من المدن، بشكل يعيد إلى الأذهان أول مظاهر الحجر الصحي، قبل خمسة أشهر. الحكومة كانت قد أعلنت، قبيل عيد الأضحى، عن إغلاق ثماني مدن، الذي لا يزال مستمرا، ويزداد تشديدا في ظل تزايد أعداد المصابين بفيروس كورونا فيها، وهي طنجة، وفاس، ومكناس، والدارالبيضاء، ومراكش، وسطات، وبرشيد، وتلاه إعلان عن تشديد الإغلاق في كل من فاس، وطنجة. الإعلان عن التدابير الرسمية المتخذة ببلاغات من الحكومة، أو وزارة الداخلية رسميا توقف منذ فترة، لتعقبه قرارات جهوية، يتخذها الولاة، والعمال في كل منطقة، لتنزيل تدابير سريعة، تتجاوب مع الوضع، الذي تعرفه كل منطقة في حال ظهور أية بؤرة. وفي السياق ذاته، ومنذ أيام، وإلى اليوم، تتوالى القرارات المتخذة في عدد من المدن، لتعزيز إجراءات الإغلاق، حيث اتخذت سلطات الدارالبيضاء، أمس، قرارا بإغلاق بعض الأحياء السكنية بكل من منطقة سيدي البرنوصي، وبعض الأحياء في منطقة أناسي، وسيدي مومن، حيث تكثر الحركية، وكثافة السكان، وذلك بعد اكتشاف بؤر جديدة للفيروس، كما طلبت، أيضا، من أصحاب المحلات التجارية، بالإضافة إلى أصحاب المطاعم والمقاهي، القريبة من هذه الأحياء الإغلاق في الساعة الثامنة مساء، إذ اتخذت قرار إغلاق ما يقارب 20 مقهى و5 "سناك" لعدم احترامهم للتدابير الاحترازية. إغلاق الأحياء الجديدةبالدارالبيضاء هذا الأسبوع، كان قد سبقه إغلاق إغلاق أحياء المدينة القديمة، وأحياء من البرنوصي ومولاي رشيد، ليصبح اليوم، ثلث العاصمة الاقتصادية تحت هذه التدابير الجديدة. جهة بني ملالخنيفرة، التي انفجرت فيها بؤر محلية لكورونا، اتخذت سلطاتها، أمس الاثنين، كذلك، قرار إغلاق الأسواق الخاصة بالخضر في الساعة الثانية زوالا، والمقاهي والمطاعم في الساعة السادسة مساء، مع الابقاء على الطلبيات المحمولة، والمراكز التجارية الكبرى إلى غاية الثامنة مساء. كما تقرر تشديد المراقبة على مداخل مدينة بني ملال، وفرض رخص التنقل الاستثنائية على الوافدين عليه، والمغادرين منها، وذلك من أجل الحفاظ على سلامة، وصحة المواطنين. عمالة الصخيراتتمارة، كذلك، اتخذت قرار إغلاق القاعات الرياضية، والحمامات، وإنهاء أنشطة المقاهي، والمحلات التجارية في الساعة التاسعة مساء، ابتداء من اليوم الثلاثاء، وإغلاق الشواطئ في الساعة العاشرة صباحا ابتداء من يوم غد الأربعاء، ووضع نقط للمراقبة الطرقية من أجل التخفيف من مستوى حركة السير والجولان لأسباب غير ضرورية. مظاهر التشديد، كان من بين أقواها ما عرفه حي التقدم في العاصمة الرباط، حيث نزل عدد كبير من رجال السلطة إلى الحي، لتنفيذ قرار إغلاقه، وفرض تقليل الحركة إلى أدنى مستوياتها على سكانه، خصوصا أنه حي يعرف كثافة سكانية كبيرة، كما شددت سلطات مدينة سلا تدابيرها في عدد من الأحياء، التي عرفت تزايد حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد. وعرفت مدينة طنجة، قبل أيام، عودة مظاهر التشديد، مثل عودة الجيش إلى الشواع، إلا أن أعداد المدن، التي باتت تعرف مظاهر التشديد الأمني يتزايد، ويتوسع، باتساع رقعة المدن، التي تتزايد فيها الإصابات بفيروس كورونا المستجد سريعا، بظهور بؤر، تحاول السلطات، بالتتبع الطبي والتشديد الأمني، محاصرتها. وآخر حصيلة للإصابات بفيروس كورونا المستجد في البلاد، تشير إلى وجود 12936 حالة مصابة بفيروس كورونا المستجد لا تزال تتلقى العلاج، وارتفاع الوفيات إلى 681 حالة، بينما تتجاوز حصيلة الإصابات في الجهات الأربع، الدارالبيضاء – سطات، ومكناس – فاس، وطنجة – تطوان – الحسيمة، ومراكش – آسفي، 70 في المائة من مجموع الإصابات المسجلة في البلاد.