بالتزامن مع تزايد أعداد المصابين بفيروس كورونا المستجد في عدد من المدن، والأقاليم، وارتفاع الوفيات اليومية، بدأت السلطات تتحرك بشكل متسارع، لتشديد الإجراءات، للحد من تنقلات المواطنين من أجل كسر سلسلة نقل العدوى، على أمل تطويق الإصابات، وحصر الحالات النشطة. وفي السياق ذاته، وبالتزامن مع العودة من عطلة عيد الأضحى، قررت السلطات تشديد إجراءات السفر، خصوصا عبر القطارات، حيث تم توقيف عدد من المسافرين، أمس الاثنين، في محطات القطار، وهو ما أعقبه بلاغ للمكتب الوطني للسكك الحديدية ذكر فيه بأن السفر من وإلى المحطات السككية الموجودة بكل من طنجة، ومراكش، ومكناس، وفاس، والدارالبيضاء، وبرشيد، وسطات، يستوجب التوفر على ترخيص ساري المفعول، صادر عن السلطات المختصة. وفي السياق نفسه، أعلنت شركة "ألزا" للنقل ي الدارالبيضاء الكبرى، اليوم الثلاثاء، توقيف خطوطها الرابطة بين مدينتي الدارالبيضاء، والمحمدية، تماشيا مع قرار السلطات، القاضي بمنع التنقل من وإلى مدينة الدارالبيضاء، منذ أزيد من أسبوع. وعرفت مداخل، ومخارج جل المدن، خلال الأيام القليلة الماضية، عودة الحواجز الأمنية، حيث يتم التحقق من وثائق المسافرين، والمدينة، التي أتوا منها، ووجهة سفرهم، بعدما ثبت انتقال العدوى إلى عدد من الأقاليم، التي كانت إلى وقت قريب آمنة من الفيروس، عن طريق مسافرين قدموا إليها من مدن فرض عليها قرار عدم السفر إلا بالرخص الاستثنائية. وإلى جانب قرارات تشديد المراقبة على المسافرين، عادت السلطات إلى التأهب داخل المستشفيات، من أجل احتواء الأعداد المتزايدة من المصابين الجدد بفيروس كورونا المستجد، حيث قررت وزارة الصحة تعليق عطل مهنيي القطاع، ودعوتهم إلى العودة إلى عملهم في أجل لا يتعدى 48 ساعة، في ظل التطور الوبائي، الذي تعرفه البلاد. أما محليا، فإن السلطات شرعت في اتخاذ قرارات إغلاق الأحياء، التي تظهر فيها حالات مؤكدة إصابتها بفيروس كورونا المستجد، كما اتخذت في بعض المدن قرارات بإغلاق حمامات، أو مساجد، بعد ظهور حالات إصابة مؤكدة بفيروس كورونا في صفوف أشخاص مروا منها، خوفا من انتقال العدوى، وتحولها إلى بؤر محلية، بينما لا تزال عملية تعقيم الأماكن، التي يثبت وجود حالات مؤكدة إصابتها بفيروس كورونا المستجد فيها، من محلات، أو مقاه. وسبق أن قال وزير الصحة، قبل أيام قليلة، إن الأعداد، التي سجلها المغرب من إصابات جديدة بفيروس كورونا المستجد، خلال أسبوعين، تتجاوز حصيلة ما سجل على مدى أربعة أشهر، مشددا على أن الخطر، الذي يحدق بالمغرب ليس فقط عدم قدرة المنشآت الصحية على استيعاب أعداد المصابين، ولكن نقص الموارد البشرية، وهو ما تؤكده نقابات قطاع الصحة كذلك، التي تحذر من إنهاك الأطر الصحية العاملة في الخط الأمامي لمواجهة الوباء، في ظل تسجيل أعداد كبيرة من المصابين بفيروس كورونا بينهم، خصوصا في فاس، حيث قالت الجامعة الوطنية للصحة إنه، حاليا، يوجد أكثر من 120 شخصا من العاملين في قطاع الصحة رهن الاستشفاء بعد تأكد إصابتهم بداء كوفيد-19. يذكر أن حصيلة المصابين بفيروس كورونا في المغرب ارتفعت إلى 26126 حالة، و301 حالة وفاة، بينما ارتفعت أعداد الحالات النشطة إلى 6827، بمعدل 19 حالة لكل 100 ألف نسمة، وهو أعلى معدل سجله المغرب منذ بداية انتشار الوباء.