رجحت منظمة الصحة العالمية ألّا يكون اللقاح المضاد ل"كوفيد-19" متاحا للجميع، وهو ما يتطلب إعطاء الأولوية في مراحل أولى للأشخاص المصابين بأمراض مزمنة والمسنين، في الوقت الذي يؤكد فيه خبراء أنه إذا كان الغرض من التلقيح هو القضاء على الوباء فلا يجب أن يستثنى أحد. وقال مصطفى الناجي، اختصاصي علم الفيروسات مدير مختبر الفيروسات بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، في تصريح لهسبريس، إن "الغرض من اللقاح هو وقف انتشار المرض، وهو ما يتطلب عدم استثناء أحد منه من أجل تحقيق هذا الغرض"، مضيفا: "إذا استثني بعض الأشخاص فيمكن اعتبارهم بمثابة خزان للفيروس". وأوضح الناجي أن "من يمكن استثناؤهم في مراحل أولى لبداية التلقيح هم المتعافون من المرض، لأن أجسامهم تظل تحوي مضادات الأجسام ضد كوفيد-19"، مؤكدا أن "الأشخاص الذين لم يصابوا يجب تلقيحهم". وتابع اختصاصي علم الفيروسات بأن "الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة والنساء الحوامل والمسنين هم فئات لها أولويات، ولكن هذا لا يعني استثناء الباقي"، مؤكدا أن اللقاح سيكون متوفرا بالمملكة حين بداية تداوله في الأسواق؛ نظرا لأن المغرب وقع بروتوكولا مع مجموعة من المختبرات، منها المختبر الصيني "سينوفارم"، وآخر لشركة بريطانية سويدية إضافة إلى مؤسسة أمريكية. ونبه الناجي إلى أنه على الرغم من كون تصريحات بعض المسؤولين تفيد بأن اللقاح سيكون جاهزا نهاية السنة الجارية، إلا أن الأرجح أنه سيتأخر إلى حدود منتصف 2021، موردا أن "هناك 200 لقاح تجرى تجاربها، و10 لقاحات في طور اللحظات الأخيرة". وقال تادروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، إن توفير وإتاحة الوصول العادل إلى اللقاحات المضادة لكورونا، سيكون هو السبيل لكي تتمكن الدول من توفيرها لمن هم أكثر حاجة إليها، خاصة وأن كمية الجرعات التي ستتاح في المراحل الأولى لن تكفي الجميع. وأضاف غيبريسوس، في ندوة صحافية أمس الأحد، أن على كل دولة أن تعد خططها ليكون اللقاح أولا للمسنين والعاملين الصحيين ومن لديهم ظروف صحية خاصة، مشيرا إلى أن الصين وكوريا الجنوبية قد أبلغتا المنظمة بانضمامهما إلى مبادرة "كوفاكس" التي أطلقتها المنظمة لتيسير النفاذ العادل إلى أدوات وعلاجات ولقاحات فيروس كورونا.