استغنت الجهات العليا عن المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية "الايركام" في تسيير وتدبير القناة الأمازيغية المزمع انطلاق بثها هذا وكان قد تم التوقيع على اتفاقية بشأنها بين كل من وزارة الاتصال و المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية والقطب العمومي للإعلام يوم الرابع عشر من الماضي ولم يتم توضيح خلفيات إقصاء المعهد من المشاركة في تدبير القناة المذكورة، وكانت القناة الأمازيغية قد أثارت جدلا واسعا حيث لم يتم إدراج ميزانيتها ضمن قانون المالية الذي تقدمت به الحكومة وصادق عليه مجلس النواب رغم أنه تم الحديث عن إنشاء القناة منذ مدة طويلة وأرجعت مصادر مطلعة عدم إدراجها إلى الصراع الدائر بين حزب الاستقلال، المدافع عن العربية، وبين الجمعيات الأمازيغية. "" وأشارت مصادر متطابقة إلى أن جهات عليا استقبلت عباس الفاسي الوزير الأول وساءلته عن مصير القناة الأمازيغية بعد أن بثت قنوات اسبانية روبورتاجات عن الأمازيغ، ولم يجد الأمين العام لحزب الاستقلال، المناوئ للحركات الأمازيغية، ما يجيب به سوى أن تحدث عن عدم وجود بند في الميزانية يتعلق بالقناة الأمازيغية. وتلقى الفاسي أوامر صارمة بإنشاء القناة وتحديد ميزانيتها قصد إيجاد متنفس للأمازيغ وإلغاء دفتر التحمل الذي بموجبه يمنح المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية مبلغ مليار سنتيم للقناة واعتماد ميزانية مستقلة تبلغ 17 مليارا لإدارتها، ومازالت طريقة تدبيرها غامضة واستثارت تخوفات النشطاء الأمازيغ خصوصا وأن الحديث بدأ عن استقدام صحفي من القناة الثانية لإدارة القناة الأمازيغية. من جهة أخرى توصل المجلس الإداري للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية برسالة من عباس الفاسي الوزير الأول اعتبرها جل أعضائه محاولة للالتفاف على المبادرة وتحويل القناة إلى أرضية كي لا تتوجه إلى الأمازيغ الموجودين في الدول الأجنبية. يذكر أن الصراع كان قد احتدم بين المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية والحكومة والقطب العمومي حول من سيؤول إليه موضوع تسيير القناة والهيمنة عليها كما احتدم الصراع وسط الحكومة بين حزب الاستقلال والتقدم والاشتراكية، وشرعت الأحزاب في التطلع إلى تسيير القناة التي يصر المعهد على تسميتها القناة الأمازيغية ووزارة الاتصال تصر على تسميتها القناة السابعة. وعن ملامح القناة فقد ذكر مصدر مسؤول أن هذه القناة الأمازيغية ستكون قناة عامة ستتناول مختلف القضايا وستشمل موادا إخبارية وبرامج وثائقية وحوارية وبرامج أطفال وبرامج موسيقية وترفيهية ومسلسلات وأشرطة سينمائية. كما أن هذا المولود الجديد الذي سينضاف لقنوات القطب العمومي سيتمتع باستقلالية على مستوى الموارد البشرية والتقنية وكذا التسيير، وستكون انطلاقتها بوتيرة ست ساعات في البداية على أن يمدد البث فيما بعد. وأوضح المصدر أن جدول أعمال الهيئة المكلفة بإعداد ملف القناة مازال بصدد تحديد المبادئ العامة للقناة وذلك لرسم، المعالم الكبرى للقناة الأمازيغية التي يراد لها أن تستجيب لانتظارات الجمهور المغربي الناطق بالأمازيغية.