دعت جمعية أبطال الفنيدق للصيد الرياضي تحت الماء وحماية البيئة إلى حماية الدلافين، وفتح تحقيق بشأن حوادث القتل العمد التي تتعرض لها بشكل متكرر على يد الصيادين بالسواحل المغربية، لافتة الانتباه إلى أن "استمرار هذا السلوك العدائي تجاهها قد يضع الدولة المغربية موضع مساءلة دولية". وقال يونس البغديدي، رئيس الهيئة سالفة الذكر، في تصريح لهسبريس، إن "مسلسل القتل العمد للدلافين مستمر في سواحلنا، وقد يهدد صورة المغرب أو يجلب له عقوبات دولية"، مشيرا إلى أن المغرب عضو في اتفاق حفظ الحوتيات في البحر الأسود والبحر الأبيض المتوسط والمناطق المتاخمة للمحيط الأطلسي، المعروف اختصارا ب"أكوبامس"، "ما قد يضعه موضع مساءلة"، وفق قوله. وأضاف البغديدي أن جمعيته "رصدت خلال الأيام الأخيرة فقط ما يناهز 25 حالة نفوق بين صنف الدلافين في سواحلنا، خاصة بساحل تمودة باي"، مضيفا أن "جميع الدلافين التي تم رصدها منذ بداية العام عثر عليها مقطوعة الذيل وعليها آثار الضرب"، مشددا على أن "هذه الممارسة عادة ما يرتكبها بعض الصيادين عندما تعلق هذه الأنواع من الثدييات البحرية في شباكهم". وأوضح أن "هناك من الصيادين من يعتبر الدلافين عدوه الرئيسي بحكم اقترابها من شباك الصيد لالتقاط الأسماك، حيث يعمد إلى قطع ذيولها عندما تعلق بها، وذلك لتسريع عملية التخلص منها"، وزاد بأن "الأمر نفسه يطال صنف الدلفين الأسود، المعروف باسم النيغرو عند أهل المنطقة، الذي يتسبب في قطع شباك الصيادين، حيث تتعالى أصوات بعضهم مطالبة بقتله علنا على مواقع التواصل الاجتماعي". وشدد المتحدث ذاته على أن "الحل ليس بقتل هذه الثدييات البحرية، التي في مجملها دلافين، إلى جانب أسماك القمر، وسلاحف، وبعض الأسماك الصغيرة"، موردا: "نحن نتابع الملف بدقة، ونوثق جميع حالات النفوق التي تشهدها سواحلنا، ونسلم المعلومات للمعهد الوطني للبحث في الصيد البحري"، مطالبا وزارة الصيد البحري بتعويض البحارة المتضررين، وإيجاد حل مناسب يحمي الدلافين. وحذر رئيس جمعية أبطال الفنيدق للصيد الرياضي تحت الماء وحماية البيئة من اقتراف الخطأ ذاته الذي وقعت فيه إسبانيا، "والتي من المنتظر أن يصدر الاتحاد الأوروبي عقوبات في حقها لعدم اتخاذها الإجراءات التي تمنع الصيد العرضي للدلافين وخنازير البحر من قبل أسطولها للصيد البحري"، على حد تعبيره. يذكر أن الاتحاد المغربي للصيد الرياضي تحت الماء والمحافظة على البيئة دعا بدوره إلى الحد من قتل الدلافين، بإطلاق مبادرة "أوقفوا قتل الدلافين"، من أجل الحد من هذه السلوكيات العدائية تجاه الثدييات البحرية، وحمايتها، باعتبارها تلعب دورا هاما في التوازن البيئي.