أثارت ظاهرة النفوق الجماعي لأسماك "البوري"، التي تشهدها بعض سواحل الفنيدق في الآونة الأخيرة، خاصة على مستوى وادي النيغرو، استغراب شريحة واسعة من متابعي الشأن العام المحلي بالمدينة وعدد من الجمعيات المهتمة بحماية البيئة البحرية. وفي هذا الصدد، قال يونس البغديدي، رئيس جمعية أبطال الفنيدق للصيد الرياضي تحت الماء وحماية البيئة، في تصريح لهسبريس، إن "ظاهرة نفوق الأسماك في وادي النيغرو تحدث كلّ سنة، ويكون السبب في الغالب مرتبطا بالمبيدات التي يتم رشها بمحيط الواد للقضاء على الحشرات والروائح الكريهة". وأضاف البغديدي أن "هناك عوامل أخرى قد تكون السبب في نفوق هذا النوع من الأسماك؛ منها مياه محطة التصفية التي يتم صبها بالواد. كما أن ارتفاع درجة الحرارة قد يتسبب في نقص الأوكسجين لدى أسماك البوري التي تعيش بمياه الواد؛ وهو ما يتسبب في نفوقها". من جهته، اعتبر رؤوف الحنصالي، مدير غرفة الصيد البحري المتوسطية، في حديثه لهسبريس، أن "سبب نفوق هذا النوع من الأسماك تحديدا لا يمكن أن يفسره إلا أهل الاختصاص الذين بإمكانهم إنجاز دراسة علمية تسمح بتحليل الظاهرة بلغة العلم". وتابع المتحدث ذاته: "نحن كغرفة للصيد البحري، نسهر على مراسلة الجهات المختصة، مطالبين إياها بإنجاز دراسة حول هذه الظاهرة، ونعمل على تتبع الملف، خاصة أن نفوق هذا النوع بالذات من الأسماك دون غيره يطرح تساؤلات عديدة". وفي السياق ذاته، أوضح محمد ملولي، مدير معهد البحث العلمي بطنجة، لهسبريس، أن "واد النيغرو يشهد هذه الظاهرة بشكل موسمي، منذ سنوات.. وعلى الرغم من أنها لا تتعلق بالبحر، باعتبارها تحدث بالواد؛ فإننا قمنا بأخذ عينة لدراستها، وستظهر نتائجها بعد يومين". ورجح ملولي أن يكون سبب نفوق هذه الأسماك راجعا إلى وجود نسبة عالية من الباكتيريا بمياه واد النيغرو، "والتي تتسبب في انخفاض نسبة الأوكسجين، وبالتالي نفوق تلك الأسماك"، وفق قوله، داعيا إلى تنظيف الواد من التلوث كخطوة أساسية لحماية حياة الكائنات البحرية التي تعيش في مياهه.